الرباط - المغرب اليوم
كثرت ظاهرة عنف النساء ضد الرجال في المجتمع المغربي وبالتحديد العنف الزوجي، من خلال رصد شهادات جد قوية وصادمة لمجموعة من الأزواج الذين قرروا الخروج عن صمتهم، وتكسير جدار الصمت للكشف عن قصص مأساوية وجد خطيرة عن الجحيم الذي عاشوه بسبب تعرضهم للعنف الجسدي والجنسي والنفسي من بعض النساء اللائي اصطلح على تسميتهن بـ “الجنس الناعم”، بالرغم من أن البوح بهذا الأمر ونحن نعيش في مجتمع ذكوري، يعد أمرا صعبا، لأن معظم الرجال يتجنبون الحديث عن واقعهم المر المعاش.
رجل مسن أحب زوجته فكان مصيره العنف والتشرد
بمنطقة الرحمة بمدينة الدار البيضاء، رصدت كاميرا قناة “شوف تيفي” الجحيم الذي يعيشه “أ”، وهو يفترش الأرض بالشارع العام، بعدما وجد نفسه وحيدا يصارع الحياة، عقب تخلي الأسرة الصغيرة عنه، وخاصة الزوجة التي اختارت على حد تعبيره نسيان “العشرة” والاعتداء عليه بمساعدة من أبنائهما قبل رميه إلى الشارع.
وفتح ضحية للعنف الزوجي قلبه خلال هذا التحقيق، ليكشف عن تفاصيل مثيرة بخصوص حياته الضائعة بسبب العنف الزوجي، حيث وجد نفسه وحيدا يعيش بشوارع مدينة الدار البيضاء، بعدما قامت الزوجة، بتعنيفه والاعتداء عليه بالضرب رفقة إخوتها قبل طرده خارج منزل الأسرة بالرغم من الشقاء الذي عاشه لسنوات طويلة حتى يوفر لقمة العيش “الحلال” لزوجته التي تنكرت على حد تعبيره لتضحياته وقراره العيش معها تحت سقف واحد بالرغم من أنها لم تكن “بكرا” لحظة ارتباطهما، وأيضا بالرغم من أنها “عاقر”.
ومن قلب إحدى الأحياء الشعبية بمدينة الدار البيضاء، يعيش “أب” في بداية عقده السادس، وحيدا داخل غرفة توجد بسطح منزل، وهو يتأمل جدرانها ويسترجع ذكريات الماضي ومرارة تجربته الصادمة والخطيرة مع زوجته وأبنائها، أكد لـ “شوف تيفي” بأنه اختار الارتباط بسيدة تنحدر من إحدى القرى، لكنه تفاجأ بعد وصول أبنائه لمرحلة الشباب، بوقوع تغيير خطير، حيث انقلبت حياته رأسا على عقب بعدما اختار ابنه بمساعدة من زوجته الاعتداء عليه بالضرب، مشيرا إلى أن الزوجة، تعمدت القيام ببعض الأمور الخطيرة من بينها السحر والشعوذة، قائلا: “أنا ماشي راجل ولات كتبخر ولادها بالشعرة ديال الفرج ديالها وكتدير ليا الشراوط..”.
وأكد الزوج بأن النقطة التي أفاضت الكأس بعد تعرضه للعنف الجسدي، كان ضبطه لزوجته على فراش الزوجية متلبسة بخيانتها له رفقة قريبهما، معبرا عن صدمته الشديدة وحزنه بعدما ضاعت “العشرة”، مؤكدا هو الآخر بأن فصول “المدونة” لم تكن في صالح ما جعله عاجزا عن الطلاق وفك الارتباط بزوجته.
حالات عنف زوجي
كشف فؤاد الهمزي رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الرجال ضحايا العنف النسوي، استقبال جمعيته للعديد من الحالات الغريبة والصادمة الخاصة بالعنف الزوجي، من بينها حالة زوج يتعرض للضرب من زوجته في حال رفضه “شرب بولها”، بالإضافة إلى حالة زوج آخر تعرض للعنف والسجن بسبب اتهام زوجته له بممارسة الجنس عليها من الدبر، قبل أن يتبين من خلال التحقيق بأن الأمر مجرد اتهام مفبرك بتنسيق بين الزوجة ووالدتها.
جمعية في مكناس تنافس الجمعيات النسوية للدفاع عن حقوق الرجال
ظهرت أولى الجمعيات المغربية المدافعة عن الرجال ضحايا عنف النساء، في العاصمة الإسماعيلية مدينة مكناس، ويتعلق الأمر بـ “الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الرجال ضحايا العنف النسوي”، حيث أكد فؤاد الهمزي رئيس الجمعية استقباله ما بين 5 و7 حالات بشكل يومي لحالات رجال، تعرضوا للعنف الزوجي سواء كان جسديا أو جنسيا أو معنويا، مؤكدا في الوقت نفسه بأن الجمعية تعمل من خلال الإمكانيات التي تتوفر عليها على مد يد المساعدة لهؤلاء الأزواج للحصول على حقوقهم من الناحية القانونية.
24 ألف رجل تعرضوا للعنف في المغرب
رقم صادم ولا يصدق، كشف عنه عبد الفتاح بهجاجي رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن حقوق الرجال، حيث أكد تعرض 24 ألف رجل بالمغرب خلال السنوات الأخيرة للعنف النسوي، مبرزا بأن هذا العنف الخطير، يتزوع بين ماهو قانوني، حيث سقط آلاف الرجال ضحية للمدونة، وبين ما هو جنسي والذي سقط ضحيته رجال وجدوا أنفسهم ضحية الابتزاز الجنسي من نساء من بينهن متزوجات، مشددا على أن العنف الجسدي، يبقى أخطر هذه الأنواع، وقد سقط ضحيته شبان ومسنون ومدراء شركات وعمال يشغلون مهنا هامشية.
تعنيف المرأة للرجل أمر خطير
وصف الشيخ محمد الفيزازي تعنيف المرأة للرجل بـ “الأمر الخطير جدا”، معبرا عن استنكراه الشديد لقيام الزوجة بتعريض شريكها للضرب والتحقير اللفظي والجنسي، لأن وصول هذه المرأة لهذا المستوى يعود إلى العديد من المعطيات من بينها سماح الزواج بالوصول إلى نقطة “العنف”، وأيضا للواقع المعاش ببعض الأسر كوجود شراكة بين الزوجين أو تهديده بشيكات أو توفر الزوجة على أسرة “عتيدة”.
وطالب الفيزازي بضرورة قيام القضاء بخطوة جديدة تهدف لحماية “الرجال”، وأيضا لحماية الأسر من التفكك والأطفال الذين يتربون بأسر تعيش “أجواء سوداء”، داعيا الأزواج إلى تحكيم العقل ؟ أو الانفصال والطلاق بدل التسبب في تحويل أطفالهم إلى منحرفين ومجرمين.
وأكد الفيزازي أن العنف الممارس ضد الزوج أو العكس، يعد من الأسباب وراء ارتفاع معدلات العنوسة بالمغرب، والتي وصلت وفق آخر الأرقام إلى 40 في المائة في صفوف النساء وهو نفس الحال بالنسبة للعديد من الدول العربية، قائلا: “ارحموا المجتمع.. اعتقد أن هناك مشكلا في المدونة وفي غلاء المهور.. ولهذا لابد من إيجاد حل لحماية الأسرة المغربية”.
عنف المرأة ضد الرجل طابو مسكوت عنه
أكد علي الشعباني بأن الحديث عن عنف المرأة ضد الرجل، يعد من الأمور التي لا يتم الكشف عن التفاصيل الخاصة بها لأننا نعيش بمجتمع ذكوري يتغلب به “الجنس الخشن” على “الجنس الناعم” ، معبرا عن أسفه الشديد بسبب تواجد هذه الظاهرة منذ قديم الزمان بالمجتمع المغربي إلا أن الإعلام لم يسبق له الحديث عنها والكشف عن تعرض أزواج للإهانة والضرب والاحتقار، قائلا: “هذه المسألة لها أسبابها بسبب انتماء الزوجة لأسرة قوية أو بسبب نفوذها أو لأنها أغنى منه، أو أنها تستفيد من حماية عائلتها ومن أبنائها أحيانا”.
وطالب الشعباني بتأسيس جمعيات ومراكز استماع خاصة بالرجال ضحايا العنف الزوجي، كما هو الحال بالنسبة للجمعيات المدافعة عن حقوق المرأة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن عدم تواجد جمعيات مدافعة عن الرجال يعود بالأساس إلى رفض الأزواج المعنفين البوح بواقعهم المر خوفا من تعرضهم للإهانة من الطرف الذين سيستمعون لهم.
المدونة جعلت الأزواج ضحية سهلة للعنف الزوجي
أكد المحامي نبيل النوري محامي عن هيئة مدينة مكناس، بأن مدونة الأسرة، كانت في صالح الزوجات، وهو ما جعل الأزواج ضحية سهلة للعنف الزوجي، حيث تستغل نساء فصول هذه المدونة لممارسة الترهيب على الزوج والتهديد بسجنه، قائلا: “هناك حيف بالنسبة للرجال لأن مدونة الأسرة في أغلب فصولها كانت منصفة للمرأة أكثر من الرجال”.