لندن ـ المغرب اليوم
كشفت دراسة حديثة، أن تأثير الدورة الشهرية لدى المرأة، على أدائها المعرفي هو "خرافة"، فقد تجعلهن أكثر تعصبًا أحيانًا، لكنها لا تؤثر على "الذاكرة العاملة" -الخاصة بالتفكير والتوجيه- أو الجوانب الرئيسية الأخرى من الأداء المعرفي، وقال العلماء، إن كثيرًا ما تكون المرأة مقتنعة بأن تقلب مستويات الهرمون، عبر دورات الطمث الخاصة بهن، يتسبب في شعورهن بضبابية تفكيرهن وخموله، وأضافوا أن ذلك ليس سوى مجرد "أسطورة".
ووفقًا لبعض الدراسات السابقة، فإن النساء أكثر اندفاعًا ومزاجية قبل فترة الطمث، وأكثر "عقلانية وتركيزًا" بعد ذلك، ويبدو أنه على الرغم من أن مستويات الهرمونات، تتقلب بشكل هائل في جسم المرأة، فإنها لا تؤثر على قدرتها على التذكر أو اتخاذ القرارات، وتشير النتائج إلى أن سبب المشاكل يقع في مكان آخر.
قامت الدكتور بريجيت لينرز، الخبيرة في الصحة الإنجابية للمرأة، وفريقها، بدراسة جوانب من القدرات العقلية على مدى دورتين من دورات الطمث، وأثبتت نتائج الدراسة التي نشرت في مجلة "فرونتيرز" لعلم الأعصاب السلوكي، أن مستويات هرمون الاستروجين والبروجسترون وهرمون التستوستيرون ليس له أي تأثير على الذاكرة العاملة، والقدرة على تذكر الحقائق أثناء استكمال المهمام، بالاضافة إلى انه لم يكن له أي تأثير على التحيز المعرفي، واحتمال أن يكون التفكير منحرف بطريقة أو بأخرى.
ووجد الباحثون أن المرأة كانت قادرة على الانتباه إلى أمرين في آن واحد، وقال فريق الدراسة إن أيا من الهرمونات ليس له أي تأثير على التفكير، وقالت لينرز: "بصفتي متخصصة في الطب الإنجابي وأخصائية العلاج النفسي، أتعامل مع العديد من النساء اللواتي لديهن انطباع بأن الدورة الشهرية تؤثر على أدائهن المعرفي"، وتساءلت عما إذا كان يمكن إثبات هذه الأدلة القولية علميًا، ومحاولة تسليط الضوء على الموضوع المثير للجدل.
وقام الفريق، من كلية هانوفر الطبية ومستشفى جامعة زيوريخ، بمتابعة دورتين طمث لـ68 امرأة، وأظهر تحليل نتائج الدورة الأولى أن التحيز المعرفي والاهتمام قد تأثر، ولكن هذه النتائج لم تتكرر في الدورة الثانية، بحث الفريق عن الاختلافات في الأداء بين الأفراد والتغيرات في أداء الأفراد مع مرور الوقت، ولم يجد شيء.
وقالت البروفيسور لينرز: إن "التغييرات الهرمونية المتعلقة بالدورة الشهرية لا تظهر أي ارتباط بالأداء المعرفي، على الرغم من أنه قد يكون هناك استثناءات فردية، والأداء المعرفي للمرأة بشكل عام لا يتأثر بالتغيرات الهرمونية التي تحدث مع دورة الطمث"، وأضافت إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل على عينات أكبر لتقديم صورة أوضح، ووجدت بحوث أخرى أن النساء غالبًا ما يربطن شعورهن بالإجهاد بفترة الطمث، ولكن في أوقات أخرى من الشهر تعزى الشكاوى، إلى أسباب أخرى، مثل المجهود البدني والضيق النفسي أو حتى الطقس.