القاهرة ـ ا ش ا
عشرات الصور والإعلانات على الطريق لسيدات وبنات تعرضن للضرب، مع عبارات داعية للكف عن هذا الفعل والإفصاح عنه فى حالة حدوثه، محاولات بعضها رسمى، والبعض الآخر فردى، لكن يبقى حال «العنف» على ما هو عليه، فالمعنَّفة تبقى قيد الإقامة الجبرية مع رجل يقتلها ببطء تحت دعوى «حصلك إيه يعنى ما انتى لسه عايشة؟».
المصورة السكندرية مروة رجب، واحدة ممن لفت أنظارهم الإعلانات العديدة لمناهضة العنف ضد المرأة، تابعتها ككثيرين، لكن يبدو أن أمر الحملات الداعية إلى وقف العنف يقف عند حدود فضح الظاهرة دون أن يقدم حلاً جذرياً لها، هذا ما أثبتته تجربة لواحدة من صديقاتها: «كانت بنتضرب كل يوم من ليلة الفرح لحد ما اتطلقت بعد شهر ونص»، لم تكن الشابة الثلاثينية تتصور أن فرح صديقتها السعيد سيخفى وراءه كل هذا القدر من الشقاء: «الفستان الأبيض مش دايماً بداية السعادة، كان بيضربها لو اتأخرت فى عمل الشاى، لو غيرت درجة التكييف وهو نايم، لو طلب حاجة ومعملتهاش»، تجربة عايشتها المصورة الشابة يوماً بيوم مع تشجيع لصديقتها على الطلاق الذى عارضه بقية من يعرفون «العروس» تحت دعوى «عيب تتطلقى بعد شهر ونص» لكنها فعلتها فى النهاية لتقرر «مروة» تخليد التجربة بمشروع تصوير تحت عنوان «العنف ضد المرأة». شهران، انخرط فيهما فريق عمل من موديل وفنانى «ميكب» ومؤثرات خاصة، وممثلين ليخرج العمل كاملاً، صاحبتهم خلالها الشابة ضحية الاعتداء «كانت بتورينا التعبيرات بتكون عاملة إزاى، الحركات والشكل، والتصرفات، كانت معانا لحظة بلحظة عشان التجربة تخرج أحسن ما يكون».
بالرغم من كل الجهد تؤمن «مروة» بأن الصور والشعارات والحملات لن تأتى بجديد فى القضة: «الرجالة من النوع ده دماغهم مقفولة، عمرها ما هتفهم صورة أو برنامج، حلهم الوحيد قانون محترم يجيب للست حقها، مع ذلك تسعى لتنظيم معرض من أجل عرض الصور الـ13: «إن مكناش هنغير حاجة فى عدد الضحايا على الأقل نفضح الممارسة وده أضعف الإيمان».