القاهرة ـ المغرب اليوم
أصبح الإنترنت جزءاً لا يتجزأ من مفردات الحياة اليومية للإنسان، ومن ثم ازدادت أهمية تعليم الأطفال طريقة التعامل المحترفة مع هذه الشبكة العنكبوتية، غير أن استخدام الإنترنت ينطوي على مخاطر وصول الأطفال إلى مواقع لا تناسب أعمارهم. ومن المفترض نظرياً أن تقدم فلاتر الإنترنت حماية للأطفال من الوصول إلى مثل هذه الصفحات، لكنها لا تصلح لأن تكون بديلاً عن مشاركة الآباء للأطفال أثناء تصفح الإنترنت. وتحتوي أنظمة التشغيل الحديثة في الكمبيوتر الشخصي على برامج حماية للأطفال تُمكن الآباء من تحديد وقت استخدام أطفالهم للكمبيوتر وربط ممارسة الألعاب بفئات عمرية معينة وحجب برامج معينة على جهاز الكمبيوتر.
وقامت شركة آبل بتضمين متصفح الإنترنت الخاص بها «سفاري» فلاتر للمحتوى، كما تتوافر بدائل للبرامج الأخرى المُخصصة لتصفح الإنترنت يمكن تنزيلها مجاناً. غير أن مبادرة الاتحاد الأوروبي لمزيد من أمان الأطفال على الإنترنت المعروفة باسم «كليك سيف»، أكدت أن هذه الإجراءات لا توفر الحماية الكافية للأطفال على شبكة الإنترنت، مشيرة إلى أن من يرغب في توفير فلاتر محتوى أكثر شمولية، يتعين عليه تثبيت برامج إضافية.
ويتوقف ما إذا كان على الآباء الاستعانة ببرامج حماية مجانية أو برامج مدفوعة على نوعية التطبيقات المرغوبة، وأوضحت كريستينا هيرمان من الجمعية الألمانية لحماية الأطفال على الإنترنت أنه ليس هناك فارق تقريباً بين هذه البرامج من حيث درجة الاعتمادية والموثوقية. وتعتمد فلاتر حماية الأطفال في العادة على ما يُعرف بالقوائم البيضاء والسوداء، حيث يقوم مطورو هذه البرامج بمسح محتويات الإنترنت ووضع الصفحات التي تصلح للأطفال في قائمة بيضاء، أما المحتويات التي تمثل خطراً على الأطفال فيتم إدراجها في قائمة سوداء.
وعادة ما تتم هذه العملية بشكل أوتوماتيكي، وهو الأمر الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى إغلاق بعض المواقع غير الخطرة بطريق الخطأ، في حين تتمكن بعض المواقع التي تمثل إشكالية من المرور عبر هذه الفلاتر. وأوضح ميشائيل شنل مدير مشروعات لدى جمعية «إنترنت ايه بي سي» بمدينة دوسلدورف الألمانية، أن درجة اعتمادية هذه الفلاتر تصل إلى 80 % على أقصى تقدير، مؤكداً على إمكانية قيام الآباء بإتاحة هذه المواقع الإلكترونية يدوياً، أو حجب مواقع أخرى.
ومن جانبه يقول زيغفريد شنايدر، رئيس الهيئة الألمانية لحماية الأطفال على الإنترنت، إن الشبكة العنكبوتية تزخر بما لا يُعد ولا يُحصى من المحتويات، وهو الأمر الذي يعجز معه مطورو برامج الفلترة من الإلمام بها جميعاً، معرباً عن اعتقاده بأن مثل هذه الفلاتر يمكن أن تكون مجرد تكملة للتربية الإعلامية. وفي البداية ينبغي أن يتعلم الأطفال الإنترنت مع وجود آبائهم، بالإضافة إلى ذلك ينبغي أن يتحدث الآباء مع أبنائهم عن مخاطر الشبكة العنكبوتية والتي تتمثل في الدخول إلى المواقع الإلكترونية ذات الاشتراكات مدفوعة الأجر، والصفحات التي ترسل دعوات مشبوهة للدردشة، وكذلك مواقع المهاجمة الإلكترونية «Cyber-Mobbing» وذلك دون أن يشوه الآباء صورة الإنترنت في أعين صغارهم.
علاوة على أنه يتعين على الآباء أن يوضحوا لأبنائهم كيفية التعرف على الدعاية والإعلانات وحماية بياناتهم الشخصية. فإذا صادف الطفل مواقع محيرة أو فخ لتغريمه تكاليف فيجب أن يتحدث فوراً مع والديه عن ذلك الأمر دون خوف من التعرض للحرمان إلى الأبد من الدخول إلى الإنترنت مستقبلاً.