القاهرة - المغرب اليوم
يعرف علماء النفس الغيرة على أنها مزيج من الشعور بالفشل والانفعال الغضبى والشعور بالنقص، نتيجة لارتباط الغيرة بضعف الثقة بالنفس، ويؤكد الأخصائى النفسى "على عبد الباسط" أن الغيرة تنشأ فى السنوات الأولى من الطفولة موضحا أن الطفل عندما يشعر بأن بعض امتيازاته المادية والمعنوية بدأت تتناقص وتتحول إلى طفل أخر، فهذا يجعله يبدأ بالشعور بالقلق والكراهية لبيئته، والذى قد يجعله يلجأ إلى سلوكيات معينة يحاول من خلالها جذب الأنظار إليه، فمثلا قد يتظاهر بالبكاء، أو المرض فى محاولة لجذب الأنظار إليه.
ويوضح عبد الباسط أن الغيرة ترجع إلى عدة أسباب تشمل المفاضلة التعسفية بين الإخوة من قبل الوالدين، بالإضافة إلى اضطراب الأجواء الأسرية، بالإضافة إلى التفرقة فى المعاملة بين الأبناء.
ويصف الخبير النفسى العلاج بقوله "يجب علينا أن نتعرف على المشكلة ونختار الحل المناسب لها، فيجب إشعار الطفل بقيمته ومكانته فى الأسرة والمدرسة وبين الزملاء، مشددا على ضرورة غرس القيم المجتمعية التى تساعده على التغلب على هذه المشكلة مثل أن الحياة أخذ وعطاء منذ الصغر وأنه يجب على الإنسان أن يحترم حقوق الآخرين، بالإضافة إلى بعث الثقة داخل نفس الطفل وتخفيف من حدة الشعور بالنقص أو العجز عنده. وأشار "عبد الباسط" إلى ضرورة توفير العلاقات القائمة على أساس المساواة والعدل، دون تميز أو تفضيل على آخر، مهما كان جنسه أو سنه أو قدراته، فلا تحيز ولا امتيازات بل معاملة على قدم المساواة، وتعويد الطفل على تقبل التفوق وتقبل الهزيمة بحيث يعمل على تحقيق النجاح ببذل الجهد المناسب دون غيرة من تفوق الآخرين عليه بالصورة التى تدفعه لفقد الثقة بنفسه.
وأكد "عبد الباسط" أن تعويد الطفل الأنانى على احترام وتقدير الجماعة ومشاطرتها الوجدانية ومشاركة الأطفال فى اللعب وفيما يملكه من أدوات هو وسيلة للتغلب على الأنانية.
وينصح "عبد الباسط" الآباء والأمهات أنهم يجب أن يقلعوا عن المقارنة الصريحة واعتبار أن لكل طفل شخصية مستقلة لها استعداداتها ومزاياها الخاصة بها، بالإضافة إلى عدم إغداق امتيازات كثيرة على الطفل المريض، فإن هذا يثير الغيرة بين الأخوة الأصحاء، وتبدو مظاهرها فى تمنى وكراهية الطفل المريض أو غير ذلك من مظاهر الغيرة الظاهرة أو المستترة