القاهرة - المغرب اليوم
بعض الآباء يذهبون إلى المدرسة بعد بداية العام الدراسى ببضع أيام يشكون أن طفلهم الذى يبلغ الثالثة من عمره لا يستطيع التحدث بالإنجليزية! تبدأ الأم فى انتقاد أسلوب المدرسة وتتساءل متى سيتعلم طفلها الإنجليزية. رغم أن هذا الكلام به شئ من المبالغة إلا أنه يحدث بالفعل كثيراً. إن تعليم الطفل لغة ثانية قد يكون جزءاً أساسياً من العملية التعليمية إلا أن المسألة قد تسبب بعض الحيرة وقد تؤدى إلى إثارة الكثير من الأسئلة. لكى نبدأ، يجب أن نعرف أولاً كيف يتعلم الطفل اللغة – أى لغة. تذكرى عندما كان طفلك صغيراً نائماً لا يستطيع حتى أن يقيم رأسه! لكن منذ ذلك الوقت وأنت تتحدثين معه كثيراً وتتحدثين مع الآخرين أمامه، كما أن الآخرون يتحدثون أمامه أيضاً بالإضافة إلى التليفزيون والراديو، أى أن الطفل منذ صغره وهو يسمع الكثير من الكلام والأحاديث. هذا جزء هام من تعلم الطفل للغة التى تتحدثون بها. يرى الطفل الأصوات والإيقاعات الخاصة باللغة، كما أنه يرى تعبيرات الوجوه وطبقات الصوت. هذه الأشياء الصغيرة هى أولى خطوات تعلم اللغة. إليك الخطوات الأساسية لتعلم الطفل اللغة: · البكاء، الابتسام، وعمل بعض الأصوات البسيطة خلال البضع شهور الأولى. · عمل أصوات مختلفة أكثر وأكثر فى منتصف العام الأول. · نطق بعض الكلمات المنفردة للتعبير عن احتياجاته فى نهاية العام الأول. · زيادة الكلمات المنفردة وبداية التعبير بكلمتين فيما بين السنة الأولى والثانية. · تكوين جُمَل بسيطة من بضع كلمات واكتساب كلمات جديدة فيما بين العام الثانى والثالث. · تكوين جُمل أطول بها تفاصيل أكثر وتحتوى على أفعال فى أزمنة مختلفة، بالإضافة إلى زيادة قدرته على التحدث عن عدة موضوعات، كل ذلك فيما بين السنة الثالثة والخامسة. هذه الخطوات هى نفس خطوات تعلم اللغة الثانية. يبدأ الناس فى السمع – أحياناً لفترات طويلة جداً، ثم يبدءون فى التحدث بكلمات منفردة، ثم يبدءون بعد ذلك فى وضع بعض الكلمات المنفردة معاً، وفى النهاية يستطيعون تكوين جُمل، أى أن تعلم أى لغة جديدة يتطلب الكثير من الوقت والممارسة. الأبحاث الخاصة بتعلم اللغات أثرت على أساليب تعليم اللغات الأجنبية. الطريقة التقليدية فى تعليم اللغة تكون عن طريق تعريض الطفل باستمرار لسماع اللغة حتى يكتسبها. تسمى هذه الطريقة “بالانغماس”، وعند اتباع هذه الطريقة فى التعليم، يتم منع الطفل من استخدام لغته الأصلية فى المدرسة. الهدف من هذه الطريقة هو حمل الطفل على فهم واستخدام اللغة الجديدة فى أسرع وقت. هناك نظرية أخرى ترى أن تقوية اللغة الأولى ستساعد بشكل طبيعى على تحسين تعلم اللغة الثانية وبالتالى تهدف هذه النظرية إلى تطوير اللغة الأصلية واللغة الثانية معاً. والهدف من هذه الطريقة أن يكون الطالب قوى فى اللغتين. وأخيراً هناك الطريقة الثالثة حيث يكون للغة الأجنبية وضع متميز فى الجدول الدراسى اليومى. هذه الطريقة تسمح بفهم مبادئ اللغة وثقافتها. لذا فإن البرنامج التعليمى يتحدد حسب الهدف المرجو منه. من الأفضل أن تعرفى أكثر عن الطريقة التى تتبعها مدرسة طفلك فى تعليم اللغات الأجنبية. أفضل هدية يمكن أن تمنحيها لطفلك بخصوص تعليمه هى منحه الوقت الكافى، الصبر، والتفهم. رغم أن الأطفال قد يبدو عليهم أنهم يتعلمون بعض الأشياء سريعاً، إلا أن هذا ليس بالضرورة ما يحدث فى كل الأحوال. فكرى على سبيل المثال كم مرة تحتاجين لأن تطلبى من طفلك أن يغلق باب الثلاجة بعد فتحها أو أن يقوم بعمل واجباته، فما بالك بتعلم لغة. هناك بعض الأنشطة والفرص التى يمكن أن تمنحها الأسرة للطفل حتى ولو لم يكن الأب أو الأم يتحدثان اللغة الأجنبية التى يتعلمها الطفل. اتبعى النصائح الآتية! · شاركى طفلك – الأطفال يراقبون ما تفعلون! حاولى أنت نفسك أخذ دروس “كورسات” فى اللغة الأجنبية التى يتعلمها طفلك. عبرى عن رغبتك فى التعرف على اللغات الأخرى والثقافات الأخرى. الأطفال يتعلمون أكثر من خلال ما يرونه من سلوك آبائهم. قد يتحمس طفلك أكثر إذا وجد لديك الرغبة فى تجربة طعام إنجليزى أو قراءة مجلة أو كتاب عن فرنسا على سبيل المثال. ·الإعلام – يمكن أن يكتسب الأطفال اللغة من خلال مشاهدة الأفلام المناسبة لسنه. ينصح بعض الخبراء بتجنب أفلام الكرتون لضعف اللغة المستخدمة فى كثير منها وكذلك النطق السئ. اجعلى الطفل يشاهد فيلماً من ألأفلام العائلية المناسبة لسنه بلغته هو الأصلية عدة مرات حتى يفهم الفيلم جيداً ثم بعد ذلك اجعليه يشاهد النسخة الإنجليزية، الألمانية، أو الفرنسية على سبيل المثال – على حسب اللغة الثانية التى يتعلمها طفلك. فى هذه الحالة يكون الطفل قد فهم القصة من خلال مشاهدته لها بلغته الأصلية وبالتالى يستطيع الاستدلال على معانى اللغة الثانية عند مشاهدته للفيلم باللغة الثانية. الأطفال الصغار يتعلمون من هذه الأفلام من كثرة تكرار الكلام فيها وبالتالى يستطيع الطفل تعلم بعض الكلمات والجمل فى اللغة الجديدة. القنوات المتخصصة فى الكرتون عادة إيقاعها سريع أكثر من اللازم وتعتمد على الحركة بصورة لا تناسب تطوير اللغة عند الطفل. · محلات بيع الكتب – زورى مع طفلك محلات بيع الكتب وابحثا عن كتب باللغة الثانية التى يتعلمها طفلك. بعض محلات بيع الكتب بها كافيهات حيث يمكنكما الجلوس والقراءة معاً، فليس من الضرورى أن تقومى دائماً بالشراء! · المكتبات – اشتركا فى مكتبة، وابحثا عن كتب وأفلام أطفال باللغة الثانية. · الألعاب – بعض الألعاب مثل الأونو، كونكت فور، والدومينو، تساعد على تطوير تفكير الطفل ومهاراته اللغوية. إن قدرة الطفل على حل المشكلات وشرح أفكاره والإبداع، كل هذا يساعده أكثر على التعلم. يمكن أن تكون الألعاب رياضية، فنية، أو تعتمد على الحوار. عندما تلعبان لعبة الأونو معاً على سبيل المثال سيمارس الطفل مهارة العد، مقارنة الألوان، ويمكن أن يمارس قول “هذا دورى” باللغة الإنجليزية. اللعب بالعرائس أو بالكرة أو بأى لعبة يمكن أن يكون فرصة لاكتساب الطفل لبعض الكلمات باللغة التى يتعلمها. · التسوق – عند ذهابكما للسوبر ماركت أو المول، حاولى تشجيع طفلك على استخدام بعض الكلمات باللغة الثانية. ·المطعم – يمكن أن تنتهزى فرصة وجودكما فى المطعم وتعلمى طفلك بعض أسماء الأطعمة باللغة الثانية وقراء قائمة الطعام بها. · الاختلاط – عرضى طفلك للاختلاط بأشخاص يتحدثون اللغة الثانية بطلاقة. بعد أن تقرئى هذه النصائح، قد تطرأ إلى ذهنك أفكاراً أخرى. بتفكيرك وفهمك لكيفية تعلم اللغة، ستستطيعين مساعدة طفلك وإتاحة الفرص له لتعلم اللغة الثانية.