القاهرة ـ المغرب اليوم
تعتبر المخاوف المتنوعة والكوابيس أمورا طبيعية في فترة الطفولة، فالطفل في الفترة ما بين عامين ونصف وثلاثة أعوام يكون خياله خصبا، وتنمو لديه الكثير من المخاوف. وفي تلك الفترة يبدأ الطفل في ادراك أن أهله لن يكونوا قادرين على حمايته من الألم أو من خيبات الأمل المتعددة والإحباطات، ومع الوقت يصبح الطفل أكثر حساسية. إن مخاوف الطفل تختلف حسب عمره، ولكنها تعتبر أمرا طبيعيا في عملية نموه وتطوره، وتستمر معه حتى فترة المراهقة.
إن الكوابيس التي تأتي للطفل عادة ما تكون انعكاسا لمخاوفه والتحديات التي يمر بها، وفي كثير من الأحيان تأتي الكوابيس للطفل عند حدوث أمر مهم في حياته، مثل انتقاله لمنـزل جديد، أو ولادة طفل جديد في العائلة، أو سفر أمه، أو بدء ذهابه للمدرسة. وعادة ما تحتوي الكوابيس على عنصر أو عامل يسبب القلق للطفل، فيشعر الطفل أنه في خطر، وأنه غير قادر على حماية نفسه. نصائح وارشادات: - إن الكوابيس عند الطفل أمر طبيعي، ولكنها إذا تكررت كثيرا فإن الأمر يدعو للقلق، فإذا جاءت الكوابيس للطفل مثلا ثلاث مرات في الأسبوع أو أكثر فيعتبر هذا الأمر زائدا عن حده، وقد يكون له علاقة باضطراب حقيقي عند الطفل أو علامة على أنه يعاني من ضغوطات شديدة. - إذا كانت مخاوف وكوابيس الطفل تتعارض مع نشاطاته اليومية مثل ذهابه للمدرسة ولعبه مع أصدقائه، وتجعله قلقا طوال اليوم، فقد يكون من الأفضل أن يذهب الطفل لطبيب نفسي متخصص حتى يتمكن من تحديد أصل المشكلة والوصول لعلاجها. - تكون الكوابيس بالنسبة للطفل حقيقية، ولذلك فإن السخرية منه بسببها أو بسبب خوفه منها أمر سيعقد الأمور أكثر، وسيقلل من ثقة الطفل بنفسه، فبدلا من السخرية من الطفل عليكم أن تتحدثوا معه، يجب عليكم أن تقولوا للطفل انكم تدركون شعوره بالخوف، ولكن تلك الكوابيس لن تؤذيه مع عدم التركيز على شعور الطفل بالخوف، ولكن على قوته، مع التوضيح للطفل أيضا أن شعوره بالخوف أمر طبيعي. - هناك أم قد تسمح لطفلها بالنوم معها في الغرفة بعد كابوس مزعج، وقد يكون هذا أمرا مريحا على المدى القصير، ولكن من الأفضل أن تعلمواالطفل كيف يواجه مخاوفه. - هناك العديد من الأمور التي قد تصيب الطفل في الفترة ما بين خمسة وثمانية أعوام بالقلق، مثل المدرسة، أو خلافات بين والديه، وبالتالي يكون من المتوقع أن تنتاب الطفل الكوابيس. - إذا بكى طفلكم في منتصف الليل بسبب كابوس فيجب أن تذهبوا إليه وتعملون على طمأنته، مع إعطائه حضنا وتهدئته. - اسمحوا للطفل بالتحدث معك حول الكابوس الذي انتابه إذا كان يرغب في هذا الأمر، مع عدم الضغط عليه وجعله يفهم أن هناك فرقا بين الحقيقة والخيال، ولكن مع الصبر أيضا إذا كان الطفل ما زال يشعر بالقلق. - تجنبوا أن تسمحوا لطفلكم بمشاهدة أفلام مخيفة، أو قراءة كتب مخيفة، وحاولوا أيضا أن تمنعوا طفلكم من مشاهدة نشرات الأخبار التي قد تحتوي على مشاهد عنيفة. - اعلموا أنكم لكي تتمكنوا من مساعدة طفلكم في التغلب على مخاوفه فيجب أن تحاولوا جعله يذهب للنوم في موعد مبكر، مع الحرص على أن ينام الطفل في غرفته. - اعلموا أن الطفل إذا انتابه كابوس وأتى يبكي لغرفتكم في كل مرة فإنكم بتلك الطريقة لن تكونوا تساعدوه على الإطلاق، بل إنكم تعلمونه كيف يهرب من مخاوفه ومن مواجهتها. - يمكنكم البقاء مع الطفل في غرفته لبعض الوقت بعد الكابوس؛ لأنه بالتأكيد لن يخلد للنوم على الفور، ولكن في نفس الوقت حاولوا ألا تدللوا الطفل بطريقة مبالغ فيها. ويمكنكم أن تتركوا باب غرفة الطفل مفتوحا وطمأنته بأن المنـزل آمن. - احرصوا أن يحصل الطفل على كفايته من النوم، مع الحرص على ألا يشاهد الطفل أي أمر مخيف قبل ذهابه للنوم على الأقل بنصف ساعة أو ساعة، ويمكنكم أن تتحدثوا مع الطفل حول الكابوس الذي انتابه خلال النهار، مع محاولة تحديد ما إذا كانت الكوابيس التي تنتابه متكررة؛ لأن هذا قد يعني أن هناك شيئا ما يضايق الطفل.