القاهرة - المغرب اليوم
تنشأ علاقة وثيقة بين أى أم وطفلها حديث الولادة حيث يصبح كل ما يهم الأم هو أن تعطى طفلها الحب والحنان والعاطفة وأن تهتم بحمايته وتغذيته. ومع مرور الوقت فإن الأم قد تستيقظ فى منتصف الليل لإطعام الطفل حديث الولادة، بل إنها تبدأ فى التعرف على رغبات الطفل من الأنواع المختلفة لبكائه. وبصفة عامة، فإن العلاقة بين الطفل ووالديه بعد الولادة تكون المثال الأول لإعطائه الأمان والثقة بالنفس. وبالإضافة لما سبق فإن استجابة الأهل وخاصة الأم للعلامات الصادرة من طفلها يمكنها أن تؤثر على التطور المعرفى والاجتماعى للطفل. إن الطفل حديث الولادة دائما ما ينظر للوجوه التى تحيط به وخاصة للعين والفم مع الوضع فى الاعتبار أن الرؤية بين الأم وبين وجه الطفل تكون واضحة له. احرصى على أن يكون وجهك قريبا من طفلك عندما تغنين له أو تتحدثين معه حتى يبدأ فى التعرف على ملامح وجهك جيدا وهو الأمر الذى يفعله الطفل بالفعل عن طريق تفحص كل ملامح الطفل جيدا. واعلمى أن تكرار الروتين مع طفلك حديث الولادة وتكرار ما تفعلينه له سيجعله يشعر بعلاقة وثيقة بينك وبينه وهو الأمر الذى سيساعده فى مراحل تطوره المختلفة. إذا كان طفلك حديث الولادة قد ولد قبل موعده ويعانى من مشاكل طبية فيمكنك أن تجربى معه التدليك أو المساج مع الوضع فى الاعتبار أن هذا الأمر يجب أن يكون بطريقة هادئة مع الحرص على أن تكونى على دراية جيدة بتقنيات التدليك أو المساج المختلفة عن طريق البحث فى الكتب والإنترنت. يعتبر وقت إطعام طفلك سواء عن طريق الرضاعة الطبيعية أو الببرونة هو الوقت المناسب لتقوية وتوثيق علاقتك به والتواصل معه، فالطفل يستجيب لرائحة ولمسات أمه. وفى بعض الأحيان عندما تكون الولادة غير معقدة، فإن الأم ترى أنها يجب أن تستغل فترة ما بعد الولادة مباشرة لحمل وإطعام طفلها. إن وضع طفلك على بطنه أمر مهم لتقوية الجزء الأعلى من جسمه، ويمكنك أن تضعى طفلك على بطنه وتضعى أمامه أو حوله ألعابه الملونة. ويمكنك أن تتركى طفلك على بطنه لمدة دقيقة أو دقيقتين ثلاث مرات فى اليوم حيث سيحاول الطفل أن يرفع رأسه ليرى كل ما حوله. لا تتركى طفلك أبدا وحيدا وهو على بطنه حتى لا يختنق وتستطيعين حتى أن تنامى على ظهرك وتضعى طفلك على بطنك. إن التواصل مع طفلك وتقوية علاقتك به سيكون أمرا أسهل إذا لم تكن هناك مجموعة من الأمور الأخرى التي ترهقك مثل الاهتمام بأمور المنزل المختلفة، وسيكون من الأفضل بالطبع أن يساعدك زوجك فى أمور المنزل مع الوضع فى الاعتبار أن هذا الأمر سيمثل أيضا دعما معنويا لك. يمكنك أيضا أن تطلبى المساعدة من أصدقائك وأفراد عائلتك بعد الولادة والعودة للمنزل من المستشفى. وإذا كانت مساعدة أصدقائك وأفراد عائلتك لك أمرا قد يوترك قليلا فيمكنك مثلا أن تطلبى منهم المساعدة فى الاعتناء بأطفالك الآخرين أو فى إنجاز بعض الأمور لك. حاولى أن تغنى مع طفلك وله أغانى الأطفال المختلفة وعند موعد نوم طفلك يمكنك أن تغنى له بصوت هادئ خافت. إن محاولة الأم تقوية علاقتها مع طفلها حديث الولادة أمر قد يتأثر باكتئاب ما بعد الولادة أو بسبب أن الولادة كانت صعبة. لا تترددى في التواصل مع طفلك حديث الولادة وتقوية علاقتك به حتى لو كان ضعيفا وموضوعا فى وحدة العناية المركزة لأن قربك منه فى هذا الوقت بالذات يكون شديد الأهمية. إذا شعرت حتى موعد زيارة طفلك الأولى للطبيب أنك لا تستطيعين التواصل معه، فيمكنك أن تناقشى هذا الأمر مع الطبيب فقد يكون الأمر أنك تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة أو قد تكون مشاكل طفلك الصحية هى السبب فى هذا الأمر.