نيودلهي - المغرب اليوم
مدينة حيدر آباد، بجنوب الهند، هي رابع كبرى مدن البلاد وسادس أكبر تجمع حضري فيها. وعبر تاريخ هذه المدينة العريقة ذات الصلات الوثيقة بالحضارة الإسلامية اشتهرت بالصناعة والفنون، وكانت أهم مراكز اللؤلؤ، وهي اليوم من أبرز معاقل الصناعة والاقتصاد في البلاد والتكنولوجيا الحديثة والمستقبلية الهندسية والطبية والكيميائية، مع جارتها بانغالور.المدينة التي يقارب عدد سكانها سبعة ملايين نسمة، والتي أسسها محمد قولي قطب شاه عام 1591 وظلت عاصمة حكم السلالة القطب شاهية قرابة قرن من زمن قبل دخول المنطقة تحت حكم المغول، صارت عام 1824 عاصمة دولة النظامات – «نظام حيدر آباد»، ومن ثم الولايات الأميرية حتى القرن العشرين.في عام 1918، أسست في المدينة جامعتها الشهيرة، وإحدى أهم الجامعات الهندية، جامعة عثمانية حاملة اسم مؤسسها مير عثمان علي خان سابع وآخر نظامات حيدر آباد، وكانت أول جامعة هندية تدرس مناهجها باللغة الأردية، وثالث جامعة تؤسس في جنوب الهند. واليوم تعتبر عثمانية إحدى الجامعات الرائدة في الهند وآسيا، ولقد احتلت عام 2012 المرتبة السادسة على مستوى الهند في العلوم الإنسانية والعلوم والتجارة. كما تشتهر خصوصا بمكانتها الرفيعة في تخصصات الهندسة والتكنولوجيا والحقوق، إلى جانب العلوم الإنسانية والآداب والتجارة وإدارة الأعمال. أما كلية الطب، فهي اليوم جامعة قائمة بذاتها تحمل اسم إن تي آر للعلوم الطبية.تضم الجامعة حاليا بفروعها المختلفة أكثر من 300 ألف طالب، بينهم 3700 طالب أجنبي من مختلف دول العالم، ويقارب عدد هيئة التدريس فيها 5000 أستاذ ومحاضر، ويمتد حرم الجامعة على مساحة 1600 فدان ويضم عددا من الأبنية ذات الطرز المعمارية الشرقية، الهندية – الإسلامية.وبالنسبة لأشهر الخريجين وقدامى الطلبة، فمن بينهم بي في نارسيمها راو رئيس وزراء الهند الأسبق، ورئيس البرلمان الهندي السابق شيفراش باتيل، ومن رجال الأعمال الكبار جي. في. كيه. ريدي وكاران بيليموريا، ومن الرياضيين نجم الكريكيت (كابتن الهند) وعضو البرلمان حاليا محمد أزهر الدين، وكذلك ملكة جمال العالم السابقة ديانا هايدن.