اعلن رئيس جامعة القديس يوسف الأب سليم دكاش ورئيس جمعية مصارف لبنان الدكتور جوزف طربيه، في مؤتمر صحافي مشترك في حرم العلوم الاجتماعية في الجامعة قبل ظهر الثلاثاء، إنشاء المعهد العالي للدراسات المصرفية ISEB وبدء تسجيل الطلاب فيه للسنة الجامعية 2013 – 2014، في حضور عمداء كليات ومديريها واساتذة في الجامعة واعضاء مجلس ادارة الجمعية. طربيه واشار الدكتور طربيه الى ان "المعهد اقر بموجب المرسوم رقم 9749 في كانون الثاني الفائت وبدء تسجيل الطلاب في ايلول المقبل"، معتبرا انشاءه "دليل على اصرارنا على متابعة مسيرة العلم والتطوير وعلى ثقتنا الدائمة بتغلب ارادة الخير لدى اللبنانيين". وقال: "يمر لبنان في ظروف صعبة. ودعوتنا لكم، رغم الأجواء الملبدة، هي دليل على إصرارنا على متابعة مسيرة العلم والتطوير، وعلى ثقتنا الدائمة بتغلب إرادة الخير لدى اللبنانيين جميعا مما يعطينا فسحة من الأمل بغد أفضل. تعرفون جميعا الدور الهام الذي يقوم به القطاع المصرفي في الاقتصاد اللبناني. وتقدرون معنا، بلا شك، ديناميكية هذا القطاع واستقطابه لخيرة شباب لبنان للعمل لديه بحيث أصبحت نسبة حملة الشهادات الجامعية تفوق 72 في المئة من مجموع العاملين في مصارفنا. ولقد باتت قدرة العاملين في القطاع المصرفي اللبناني على التأقلم مع التغيرات الحاصلة مثالا يحتذى إقليميا وعالميا. ولا يسعني أمام الأزمات العنيفة التي عصفت ولا تزال تعصف بالمؤسسات المالية في أكثر من بلد، إلا أن أثني على صلابة قطاعنا المالي، بفضل حنكة الإدارات المصرفية وحكمة الأجهزة الرقابية ووعيها". واضاف: "لقد أدركت جمعية مصارف لبنان منذ زمن بعيد أهمية الشراكة بين القطاعين المهني والتربوي، فكانت سباقة في إنشاء مركز الدراسات المصرفية من أجل توفير التعليم المهني المصرفي وتنمية قدرات العاملين في القطاع المصرفي ورفع مستواهم، الى جانب مديرية التدريب الناشطة في كنف الأمانة العامة للجمعية، والتي تنظم دورات تدريبية لموظفي المصارف على مدار السنة من أجل مجاراة التطورات الحاصلة على صعيد التقنيات والمعايير الدولية والأنظمة المحلية". وتابع: "اسمحوا لي بأن أنوه، في هذه المناسبة، بتعاون دام 46 عاما بين جمعية المصارف وجامعة القديس يوسف على صعيد مركز الدراسات المصرفية، مثنيا على الجهود التي بذلت خلال مسيرته ومعلنا عن انتقال الأعمال التي باشرها وجميع التزاماته إلى المعهد العالي للدراسات المصرفية. على أمل أن تنشط شراكتنا مع جامعة القديس يوسف في حلتها الجديدة لتفي بالغرض منها لجهة تلبية متطلبات المصارف على صعيد إعداد الكوادر اللازمة وتأهيلها للعمل لديه وتنمية مهاراتهم على الوجه المطلوب". واردف: "لم تعد الجامعات مكانا لنهل العلم بعيدا من المؤسسات المهنية، فلقد أصبحت معظم الجامعات في العالم على علاقة وطيدة بسوق العمل. ولقد آثرت جمعية المصارف إنشاء المعهد الجامعي الجديد بالشراكة مع جامعة القديس يوسف نظرا الى رصيد هذه الجامعة في لبنان وفي أنحاء العالم مافة لجهة المعرفة والخبرة التعليمية والحفاظ على أخلاقيات المواطنية. وأود أن أنتهز هذه الفرصة لأؤكد كم نحن فخورون بالشراكة مع هذه الجامعة العريقة التي دأبت منذ نشأتها منذ ما يزيد عن المائة عام على نشر القيم الروحية والوطنية والإنسانية وتعميم العلوم والمعارف والتقنيات وهي ذات موقع متميز بين مؤسسات التعليم العالي في لبنان. وستوفر هذه الشراكة تفاعلا أكاديميا مع جميع كليات العلوم الاجتماعية في هذه الجامعة مما يضمن الحصول على نتائج ملموسة على صعيد التعليم العالي، لا سيما أن كل هذه الكليات ممثلة بعمدائها في مجلس إدارة المعهد الجديد إلى جانب ممثلين للقطاع المصرفي". اضاف: "إنني على يقين من أن قطاعنا المصرفي اللبناني سيجد فرصة للافادة من هذه الشراكة ولن يتوان عن الاستثمار في تكييف برامج المعهد الجديد مع التطورات الحاصلة أكاديميا وتقنيا من أجل توفير مخرجات إعداد وتعليم تعود بالنفع على القطاعين المصرفي واللبناني". وتابع: "لقد تم تحضير مناهج التعليم في المعهد الجديد استنادا إلى متطلبات العمل المصرفي، من جهة، وإلى المنهجية التعليمية الأكاديمية، من جهة أخرى، بغية إعداد خريجين من المعهد قادرين على ولوج مضمار العمل المصرفي والمالي، مزودين ما يساعدهم خلال انخراطهم في العمل المصرفي وتدرجهم فيه، حيث يكونون على دراية بخلفية العمليات المصرفية وتكون لديهم نظرة شاملة حول العمل المصرفي ككل". وقال: "إن المعهد الجديد يعد الطلاب لنيل شهادة الإجازة والماستر التخصصي في الدراسات المصرفية. وسيباشر المعهد اعتبارا من أول شهر أيلول المقبل تلقي طلبات التسجيل لعام 2013 - 2014 في منهاج الإجازة، على أن يتم الإعلان في موعد لاحق عن مناهج الماستر. علما أن دراسة الطلاب خريجي مركز الدراسات المصرفية الحائزين الثانوية العامة اللبنانية ستحتسب لهم لمتابعة دراسة الإجازة (أو الماستر التخصصي لاحقا)". واشار الى انه "من المعلوم أن الموارد البشرية قد باتت من أهم المزايا التفاضلية بين المجتمعات والدول والمؤسسات. فلقد أصبح الحصول على عناصر الانتاج الأخرى كالتكنولوجيا والمواد الخام سهل المنال عند توافر رأس المال. من هنا تبرز أهمية المؤسسات التربوية لا سيما الجامعية منها، لكونها تؤدي دورا أساسيا في تكوين العنصر البشري وتأهيله. ونحن في جمعية المصارف نؤكد دائما وفي كل مناسبة أهمية المؤهلات والمهارات في تبوؤ المراكز الوظيفية. وسيحظى المعهد الجديد بدعمنا من أجل تخريج طلاب ذوي كفاءات مصرفية متطورة و مرتبطة بمتطلبات العمل في المهن المصرفية على اختلافها". وتابع: "نحن نتطلع إلى اليوم الذي يصبح فيه المعهد العالي للدراسات المصرفية معهدا إقليميا على صعيد التعليم العالي المصرفي، يتم عبره تبادل المعلومات والدراسات والخبرات بين لبنان وباقي دول منطقة الشرق الأوسط. وحرصا منا على نشر الثقافة المصرفية على العاملين في القطاع المصرفي وخارجه، فلقد ارتأينا الاستمرار في دوراتنا التدريبية والسعي في المستقبل القريب إلى إيجاد صيغ يتعاون فيها المعهد الجامعي الجديد مع معاهد تدريب مصرفية أوروبية وأميركية تضمن لنا الحصول على أفضل البرامج والتقنيات على صعيد التدريب المصرفي وتساعدنا في مواكبة التطورات الحاصلة واستشراف التغيرات القادمة وتأمين الاستمرارية لعملنا ومؤسساتنا وبلدنا". وختم: "أود أخيرا أن أشكر جميع الجهات الرسمية التي أقرت إنشاء معهد تعليم عال متخصص في الدراسات المصرفية. وأشكر شريكتنا جامعة القديس يوسف على ما قدمته الى حينه من مساهمة فاعلة في إنشاء هذا المعهد وعلى ما ستقدمه مستقبلا في مجال الإشراف على مسيرته ونجاح رسالته. أتمنى التوفيق والنجاح للمعهد الجديد ودوام التقدم الازدهار للقطاع المصرفي.