رام الله ـ وفا
احتفلت جامعة بيرزيت مساء اليوم الخميس، بتخريج الفوج الـ 39 من طلبة كليات الدراسات العليا، والأعمال والاقتصاد، والعلوم، والتمريض والصيدلة والمهن الصحية المساندة، في أول أيام احتفالات التخريج الرسمية لهذا العام.
وتواصل الجامعة احتفالاتها بتخريج طلبة كليات التربية، والآداب، وتكنولوجيا المعلومات، والحقوق والإدارة العامة، والهندسة، مساء الغد.
وتقدم الحضور رئيس الوزراء رامي الحمد الله، ورئيس مجلس الأمناء حنا ناصر، ورئيس الجامعة خليل هندي، وأعضاء مجلس الأمناء، ومجلس الجامعة والهيئة التدريسية، وعدد من الشخصيات الفلسطينية، وآلاف من أهالي الطلبة.
وأكد الهندي أن الجامعة لم تكن لتبلغ هذه المرتبة العظيمة؛ لولا تضافر جهود المئات من الأساتذة والموظفين، الذي قضى كثيرون منهم جل حياتهم في خدمة الجامعة وطلبتها.
واستذكر الشهيد الطالب ساجي درويش الذي اغتالته قوات الاحتلال بدَمٍ باردٍ، وهو في رَيْعانِ الشباب، في آذار الماضي، والطالب مصطفى نهاد عبد المجيد البرغوثي الذي أثبت بالعمل يوماً إثرَ يوم أنّ الإعاقةَ الشديدةَ لا تعني أن يكون الطموحُ محدودا إن توفرت الإرادة.
ودعا الهندي الخريجين إلى ضرورة التحلي والتمسك بفضيلتين رئيسيتين في حياتهم، الأولى؛ فضيلة العناد حيث لا بد للمرء من أن يطرق باب النجاح بعنادٍ وإصرارٍ المرّة تِلْوَ المرة، إلى أن تدمى منه مفاصل الأصابع، قبل أن يُفتح الباب على مصراعيه.
أما الفضيلة الثانية فهي 'إطلاق العنان للخيال، فلا علمَ ولا أدبَ ولا فنَ ولا اختراعَ ولا ابتكارَ ولا حلولَ خلاّقةً للمشاكل والمسائل دون الخيال، وعلى الصعيد الوطني، لا بد من إطلاق العنان للمخيلة الجمعية كي نستطيع حتى في أحلك الأوقات وأصعب الظروف أن نتصور مستقبلاً لبلادنا مشرقا'.
وحول اعتداء الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً على الجامعة، قال هندي إن 'جيش الاحتلال انتهك قبل تسعة أيامٍ بعدته وعَتاده حرْمة هذا الحرم الجامعي، ليخرجَ بغنيمة من الأعلام والرايات والطبول تبعث على الشفقة'.
وأضاف أننا 'لنشعر بعظم الإهانة التي مثلها هذا العمل الصَلْف الأخرق، لكننا بدعمكم وتأييدكم وبإخلاص وولاء خريجينا، بمن فيهم خريجو اليوم، واثقون من أن جامعتكم، جامعة بيرزيت، ستظل صامدة شامخة متحدية'.
وكرمت الجامعة المحامي كريم العجلوني ورجل الأعمال الفلسطيني سميح دروزة، حيث منحت دروزة شهادة دكتوراة فخرية في الاقتصاد.
وقال رئيس مجلس أمناء جامعة بيرزيت حنا ناصر، إن الجامعة تكرم شخصيتين مرموقتين وصديقين للجامعة، تثمينا لعملهم الوطني في الخارج، ولمساندتهم جامعة بيرزيت.
وأعرب العجلوني ودروزة عن سعادتهما بالتكريم، خاصة أنه يأتي من جامعة من أولى الجامعات العربية والفلسطينية، ومن بلدهما فلسطين، رغم حصولهما على شهادات تقدير ودروع تكريمية من عدة جهات ودول.
وقال الطالب معاذ النتشة، طالب الفيزياء، في كلمة خريجي البكالوريوس 'إن الطلبة الخريجون سيبقون على عهد الجامعة، التي تنعم بقيادة قادرة على تجاوز العقبات في سبيل نهضة تقود إلى مزيد من الخير للبلاد'.
بينما قالت الطالبة سميرة عواودة، تخصص الاقتصاد، في كلمة خريجي درجة الماجستير 'إن العمل والإرادة يحيلان الحلم والأمل واقعاً، فالارتقاء بالحياة لا يكون بالشهادة العليا وإنما بالمعرفة التي تحصل عليها الطلبة في هذا الصرح العلمي، الذي لا ينفصل عن أولويات المجتمع'.
واعتبرت التخريج اليوم، دخولا إلى المجتمع الأرحب، محصنين بالعلم والبذل والعطاء، حيث تعلمنا أن نكون حراسا لشعبنا، ولنؤكد أن غدا أفضل قادما.
وتعبيرا عن تضامنهم مع الاسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال رفع الخريجون لافتات كتب عليها (مي وملح) في اشارة الى معركة الامعاء الخاوية التي يخوضها الاسرى.
وجرى في نهاية الحفل الذي تخلله فقرة فنية قدمتها فرقة 'سنابل' التابعة للجامعة توزيع الشهادات على خريجي الكليات المختلفة، وموافقتهم على الالتزام بعهد الخريجين الذي قرأه رئيس الجامعة.