الرياض ـ وكالات
تتناول هذه الدراسة أهم ملامح التغيير الذي يشهده تعليم المكتبات والمعلومات ، مع توضيح أهمية ومبررات ذلك التغيير ، وآثاره على مستقبل المكتبات ومراكز المعلومات . وتقدم الدراسة توصيات لإحداث التغيير اللازم في برامج التعليم في الجامعات السعودية ، حتى تكون قادرة على مواجهة متطلبات سوق الوظيفة ، واحتياجات المستقبل . فرضت التطورات السريعة والمتلاحقة في تقنيات الحاسب الآلي والاتصالات والمعلومات أعباء ومسؤوليات كبيرة على تعليم المكتبات والمعلومات ، باعتباره معنياً بدرجة أساسية بتخريج الكوادر العلمية القادرة على الأخذ بزمام تلك التطورات ، والتفاعل معها ، والاستفادة منها .. إلاّ أن واقع الحال يفيد بوجود فجوة بين ما يدرسه الطالب أكاديمياً وبين الواقع الذي يجد نفسه فيه بعد التخرج ، ويشكو أرباب العمل ومسؤولو القطاعات التي تستقبل خريجي المكتبات والمعلومات من ضعف تأهيل الخريجين وعدم قدرتهم على الاضطلاع بمهام الوظائف المناطة بهم ، دون برامج تدريب مكثف بعد التخرج . والحقيقة أن هذه الشكوى لا تنحصر في حالة خريجي المكتبات والمعلومات ، وإنما تمتد إلى خريجي عدد من الأقسام العلمية ، وهو أمر كان لا بد من التوقف عنده ، والتعمق في البحث فيه ، والتعرف على مسبباته ، واقتراح الحلول المناسبة له ، وفي الوقت المناسب .. ولن يتأتى ذلك إلاّ من خلال المراجعة الدورية لما يقدم في البرامج الأكاديمية ، والعمل على تطويرها وتحديثها بما يتواكب مع طبيعة التغييرات والتطورات التي يشهدها المجال ، وبدون هذا الأمر فإن الفجوة ستزداد اتساعاً ، مما سيؤدي إلى انحسار الإقبال على دراسة علوم المكتبات والمعلومات.. الأمر الذي لا يهدد فقط بإلغاء أقسام المكتبات والمعلومات بدعوى محدودية الوظائف ، بل أن ذلك سيلقي بظلاله القاتمة على المهنة المكتبية بصفة عامة . ومن هنا .. فإن هذه الدراسة تحاول التعرف على ممارسات الآخرين ، والخطوات العملية التي تم اتخاذها لمواجهة هذا الواقع والتغييرات التي تم استحداثها ، ومن ثم اقتراح السبل التي يتعين إتباعها للسيطرة على هذه المشكلة ، مع توضيح العقبات التي يجب التغلب عليها في هذا الصدد .