واشنطن - أ ش أ
كشفت دراسة أميركية حديثة أن آباء الطبقة المتوسطة الذين اعتادوا الصراخ دائمًا في وجه أبنائهم المراهقين بغرض تأديبهم يزيدون فرص إصابتهم بالاكتئاب والاضطرابات السلوكية. وقال الباحثون من جامعة بيتسبرج إنه حتى لو كان الأبوان يتمتعان بعلاقة وثيقة مع الابن أو الابنة، فإن التأديب القاسي من خلال الصراخ الدائم أو التعنيف بشتائم أو ألفاظ تتصف بالقسوة والخشونة يكون له تأثير كبير على التطور العاطفي للأبناء في مرحلة المراهقة. وشملت الدراسة 976 أسرة في الولايات المتحدة، معظمها من الطبقة المتوسطة، ووجد الباحثون أن الكثير من هذه الأسر انتقلت من التأديب البدني إلى اللفظي مع دخول أولادهم مرحلة المراهقة وكانت معظم أشكال هذا التأديب تتصف بقسوة بالغة. ووجد الباحثون أن استخدام الآباء والأمهات لهذا العقاب عند بلوغ الطفل عامه الثالث عشر يزيد من فرص معاناته من مشكلات سلوكية أو عاطفية في مرحلة لاحقة من حياته. وأشاروا إلى أن هؤلاء المراهقين يعانون من أعراض الاكتئاب ما بين سن الـ13 والـ14 أكثر من الذين لم يتم تأديبهم بهذا الشكل القاسي، بينما تزيد فرص إصابتهم بمشكلات سلوكية مثل سوء السلوك بالمدرسة أو الكذب أو السرقة أو الشجار. وأكد القائمون على الدراسة عدم صحة الاعتقاد السائد بأن التأديب اللفظي القاسي لن يكون له أي عواقب طالما أن الأبناء سيفهمون أن الوالدين يفعلان ذلك من فرط حبهما لهم، موضحين أن علاقة الأبوين الوثيقة مع الأبناء لن تقلل من تأثير هذه المعاملة اللفظية الخشنة عليهم.