الرئيسية » تقارير وملفات

ميونيخ ـ وكالات

إنهم أذكياء ومتعطشون للمعرفة، لكن ما يطلب منهم هو دون مستواهم، إذ يعاني الطلاب الموهوبون في المانيا مصاعب كثيرة. لكن الأمر مختلف بالنسبة للطلاب الموهوبين الذين يقيمون تحت سقف واحد في مؤسسة ماكسيمليانيوم بمدينة ميونيخ.   كلارا فرايتسموت و سوزانه تسيفيرلاين مغرمتان بقاعة الموسيقى في مؤسسة ماكسيميليانيوم للموهوبين في مدينة ميونخ بجنوب المانيا. إذ تتميز هذه القاعة بسقفها المرتفع، ما يضفي رونقاً خاصاً على صوت الآلات الموسيقية ونغماتها. كلارا تعزف على البيانو وسوزانه على الكلارينت، و كلتاهما تتدربان في هذه القاعة المميزة.  آلة بيانو كبيرة تتوسط منصة القاعة، وعلى الجدار لوحة ضخمة رسمت عليه صورة ماكسيمليان الثاني، ملك بافاريا الذي أسس هذه المؤسسة للموهوبين قبل 160 عاماً؛ وهي تحمل اسمه حتى اليوم. أما الهدف من إنشاء هذه المؤسسة فهو توفير الجو الملائِم للطلاب الموهوبين المتميزين ليركزوا بشكل أفضل على دراستهم الجامعية، إذ يتم توفير الطعام والإقامة المجانية لهم.  بالإضافة إلى مكان إقامة الطلاب، يضم مبنى المؤسسة مبنى برلمان ولاية بافاريا. وهو ما يوفر دخلاً للمؤسسة من بدل الايجار الذي تتقاضاه من حكومة الولاية، وبالتالي تأمين دخل لها يساعد في تمويل الخدمات المجانية التي تقدمها للطلاب الموهوبين الذي يقيمون لديها. أما المنح التي تقدمها المؤسسة سنوياً فلا يتجاوز عددها العشرة، ويشترط للحصول على منحة والإقامة في المؤسسة، النجاح في امتحان الثانوية العامة والحصول على شهادتها بدرجة ممتازة. وهذا الشرط الأساسي ليس الوحيد، فحسب هانزبيتر بايسر، مدير مؤسسة ماكسيميليانيوم للموهوبين، إذ يحصل نحو 400 طالب كل عام على الشهادة الثانوية العامة بدرجة ممتازة في ولاية بافاريا، لذا هناك إجراءات عديدة وفحص دقيق قبل اختيار الطلاب العشرة الذين يستحقون منحة المؤسسة.  الطالبتان الموهوبتان كلارا فرايتسموت وسوزانه تسيفيرلاين حصلتا على منحة مؤسسة ماكسيميليانيوم  امتحانات قبول صعبة  لا يتم التقدم لامتحانات القبول في مؤسسة ماكسيميليانيوم، بمبادرة شخصية، وإنما إدارة المدرسة هي التي تقترح اسم من تراه مناسباً استناداً إلى تفوقه الدراسي. بعد ذلك هناك مراحل عدة لفحص المتقدمين وإجراءات اختيار الأفضل والأنسب من بينهم. وفي المرحلة الأخيرة تجرى مقابلة في وزارة الثقافة من قبل لجنة تتألف من أكثر من عشرة أشخاص يقومون باختبار المتقدم وطرح الأسئلة عليه.  وتقول سوزانه تسيفيرلاين عن تجربتها الشخصية: "لم أتقدم للمقابلة النهائية بطموحات ومعنويات عالية، لأن الأمر يحتاج لبعض الحظ أيضا. لكن أجريت خلال مقابلتي حديثاً ممتعا مع الممتحن للغة الإسبانية وكذلك مع الممتحنة لعلوم الدين وسؤالها عن بعض الكلمات الإسبانية ذات الأصول العربية".  هانزبيتر بايسر، مدير مؤسسة ماكسيميليانيوم للموهوبين  أما مدير المؤسسة، هانزبيتر بايسر، فيقول ليس على المرشحين إظهار طاقاتهم الثقافية والعلمية فقط، وإنما إثبات مواهبهم وإمكانياتهم واهتمامهم بالتعلم والعيش المشترك مع باقي الطلاب في المؤسسة. وإلى جانب دعم المؤسسة للطلاب فإنها تقدم دورات داخلية لتعليم اللغات وتقيم ندوات ثقافية وفلسفية، كما وتشجع المؤسسة الطلاب على ممارسة هواياتهم ومشاركتهم في فعاليات اجتماعية. الخوف من الإقصاء   دعم الطلاب الموهوبين عن طريق المنح ليس بالأمر الغريب في ألمانيا، ولكن مبدأ عيشهم المشترك كما هو الحال في مؤسسة ماكسيميليانيوم حالة استثنائية. فحسب خبيرة شؤون التعليم كلاوديا زولتسباخر هناك حاجة "لدعم أكبر للطلاب الموهوبين في الجامعات" وتضيف زولستباخر "في أيامنا هذه يواجه الجيل الشاب في الجامعات الكبيرة صعوبات تدفعهم للاستسلام والإحباط" وترى الباحثة الألمانية أن اختلاط الطلاب ذي المستوى المتوسط مع زملائهم الموهوبين وغيرهم من الأخصائيين، أمر مهم يساهم في تشجيعهم وتحسين مستواهم. ولا عجب إذا كان أغلب الطلاب الحاصلين على المنح لا يفضلون سماع كلمة موهوب، ويقول ألكسندر ايدليش، الذي يدرس الفيزياء والحقوق مثل كلارا، "إن استعمال تعبير موهوب جداً، إشكالي لأن ذلك مجرد خدعة لايهامنا، فهل يمكن تصنيف الناس أصلاً ؟".  كلارا في مباراة تجديف مع فريق أوكسفورد   استطاعت كلارا مرتين خلال دراستها أن تقفز إلى سنة دراسية أعلى دون المرور بالتي قبلها، وهكذا حصلت على شهادة الثانوية العامة وهي في السابعة عشرة، وتقول أنها لم تر حسداً أو إقصاءً لها من قبل زملائها في المدرسة. كذلك صديقتها سوزانة كانت محبوبة في المدرسة من قبل زملائها رغم تفوقها عليهم  وبعض "الملاحظات الغبيية" التي كانت تسمعها من بعضهم أحياناً.    وقد تعلم هؤلاء الطلاب الموهوبون جداً، أنه من المهم جداً ألا يبتعدوا ويتجنبوا زملاءهم أو أن يتجنبهم هؤلاء، ويجب أن يبقى المرء منفتحاً على الآخرين.  هذا وبالإضافة إلى المنح التي تقدمها مؤسسة ماكسيميليانيوم للطلاب الموهوبين، فإنها تأخذ على عاتقها مساعدتهم في الحصول على منحة وفرصة للتبادل الجامعي والدراسة في جامعة خارج المانيا.  وكلارا فرايتسموت خاضت هذه التجربة و قضت فترة في جامعة أوكسفورد في انكلترا، وتقول أنها استطاعت الجمع بشكل أفضل بين دراستها للفلسفة والقانون هناك، مما هو عليه الحال في المانيا، وكانت تجربة رائعة ومفيدة لها وتضيف: "لن أنسى ما حييت مباراة التجديف التي خضتها ضمن فريق أوكسفورد وسط تشجيع المئات لنا".  

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

بعد امتناع الطالبات عن الدراسة مغتصب الفتيات في قبضة…
شخص يقتحم مؤسسة تعليمية ويهاجم التلاميذ في القنيطرة
محاكمة مدرّس متهم بالتغرير بقاصر وافتضاض بكارتها في المغرب
قضية أستاذ تارودانت تعود إلى الواجهة بعد تدخل الجمعية…
الطلبة المغاربة الموضوعون في الحجر الصحي يتلقون خبرًا مفرحًا

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة