الرياض ـ مصر اليوم
وصف تربوي سعودي وضع نظام التعليم العام في بلاده بالمتردي، محذرًا من خطورة ما وصفه بالسكوت على نظام التعليم الحالي في المملكة. واعتبر الدكتور أحمد العيسى، الحاصل على درجة الدكتوراه في نظم التعليم وفلسفة التدريس، في ندوة عقدت في الرياض الخميس، أن أبرز خلل في هذا الإطار يتمثل في عدم الاعتراف بأن النظام التعليمي بحاجة إلى إصلاح جذري، وليس إلى مجرد تطوير. وحدد العيسى معالم أساسية تربوية وتعليمية عدة قبل البدء في عملية الإصلاح التعليمي. وتتركز هذه المعالم على إيجاد فكر تربوي جديد، لأن الأساس الفكري التربوي الحالي إما غير موجود على الإطلاق، أو أنه قديم ويعتمد على نظريات تراكمت بفعل التجارب المحلية، وليس على نظريات تربوية، على حد قوله. وتساءل العيسى: هل يكفي أن يحفظ الطالب نصوصاً تقول إن النظافة من الإيمان، وأن الدين يحثنا على الصدق في التعامل، وغير ذلك من الفضائل؟ أم أن تكون تلك الأخلاق والآداب بمثابة سلوك حضاري يتجلى في كل ركن من أركان المدرسة". ويصف العيسى سياسة الحكومة السعودية تجاه التعليم، أنها "ضبابية" في هذه المرحلة، وذلك في ظل اختفاء اللجنة العليا لسياسة التعليم، وعدم تفعيل المجلس الأعلى للتعليم، مشيرًا إلى أن التجاذبات الفكرية داخل مجتمع بلاده جعلت بوصلة وزارة التربية والتعليم تتجه إلى غير اتجاه. و يشعر العيسى بقلق، ليس على النظام التعليمي فحسب، وإنما على مستقبل بلاده كلها، تخوفا مما يراه انقساما ثقافيا واجتماعيا كبيرا ظهرت بوادره مع إفساح المجال لتطبيق المناهج الغربية في بعض المدارس الأهلية. ويقول في هذا الشأن: "يحاول كثير من أبناء الطبقة الوسطى اللحاق بالطبقة الغنية ومحاولة الهروب من المدارس الحكومية على رغم التكاليف المالية الباهظة، بينما يبقى من لا حول له ولا قوة في مدارس مكتظة وخدمات ضعيفة". يذكر أن الحكومة السعودية تخصص جزءا كبيرا من ميزانيتها السنوية لقطاع التعليم، إذ رصدت في ميزانية العام الحالي 186.6 مليار ريال للقطاع، وهو ما نسبته 24% من مجموع النفقات المخصصة لكل القطاعات الأخرى.