الرئيسية » كتب ومراجع وأبحاث
النظام الغذائي يؤدي إلى هجران مقاعد الدراسة

واشنطن - المغرب اليوم

قبل اثنين وعشرين عاما، وبعد بضعة أشهر فقط من أعمال الشغب في لوس أنجلس سنة 1992، حضر للقائنا أخصائي تغذية وأخبرنا عن آثار الوجبات السريعة على الطلاب الذين كنا ندرسهم، وقال لنا إن الرقائق والمشروبات الغازية تذهب مباشرة إلى أدمغتهم غير الناضجة وتشجعهم على اتخاذ القرارات السيئة، التي تؤدي بهم إلى اقتراف العديد من الأخطاء: كممارسة الجنس دون وقاية، وتعاطي المخدرات، واستعمال العنف، ممّا يؤدي بهم إلى اليأس الذي يتسبب في هجرة حجرات الدراسة.

كنا مجموعة من الأساتذة المتراخين في تلك الغرفة، ممّا تسبب في عدم الانتباه أو الاكتراث لكلام أخصائي التغذية، لكنني بدأت أفكر بأن هناك القليل من الصواب فيما كان يقوله، وقد حاول جاهدا أن يجعلني مقتنعا بكلامه حول تناول طلابي طعاما صحيا.

وبالفعل حاولت تحقيق ذلك من خلال السماح لهم بجلب الطعام إلى القسم، كما تعمدت تناول أكلي الصحي أمامهم. وعندها اكتشفت أن هناك من الطلاب من هم بحاجة لغذاء إضافي، أولئك الذين لم يكن لديهم ما يكفي من الطعام، جلبت لهم أغذية كالخضروات والفاكهة الطازجة، وأحيانا كنت أحضر لهم وجبات كاملة ليتناولوا الطعام بشكل منتظم.

العصابات ما تزال تجتاح الشوارع جنوب لوس أنجلوس، العنف وإدمان المخدرات والحمل في سن المراهقة، ومستويات عالية من اللامبالاة ما زالت تحيط بطلابنا. الكثير منهم من تعتبر معرفته جيدة عن التغذية والأكل الصحي في هذه الأيام، وإن كان معظمهم لا يزال يأكل رقائق البطاطس والحلوى والمشروبات الغازية كل يوم .

رغم أننا في عام 2014، فليس هناك اختصاصي تغذية يعمل على تشجيع الأساتذة على تعليم الأكل الصحي لطلبتهم، لكن السيدة الأولى في الولايات المتحدة راجعت عنوان أحد المبادئ التوجيهية الغذائية الاتحادية، وأعلنت كون أيام الكاتشب مع الخضروات قد ولت، وحان وقت الأجهزة الاتحادية لتفعل شيئا لمكافحة السمنة لدى الأطفال والطلبة وتشجيع عادات الأكل الصحية. المشكلة هي أن الكثير من الطلاب لا يتناولون أي من الأطعمة الصحية، كما يقولون إن الطعام المتوفر في مؤسساتهم التعيمية مقرف ومثير للاشمئزاز.

فكرت أن هذا الرفض الصريح من الطلبة أمر إيجابي، فوجبات الغذاء الصحية ليست بالشيء الممتع لأقرانهم، إلا أنني أعلم أن تلاميذ المدارس الثانوية أيضا يميلون إلى الوجبات السريعة، ممّا يعني أن طريقة التعامل مع الوجبات الغذائية لا تتغير عندنا بمرور الزمن.

وأحيانا أفكر أن الإشكال الأكثر أهمية هو كيفية تقديم الطعام، فالطلاب ألفوا أن يصيحوا عليهم للحصول على طعامهم كقطيع وألفوا دفع الصواني في صدورهم، وهذا الأسلوب استعمل في كثير من الأحيان من قبلنا ونحن نعمل على إطعامهم المعرفة والمهارات، أي ونحن نقوم بتعليمهم.
من وجهة نظري، لقد حان الوقت لإعادة التفكير في كيفية إطعام طلابنا، سواء أ تعلق الأمر بالطعام أو غيره، قبل أن تفيض براميل القمامة بكل ما حاولنا منحهم إياه، فتغيير نظام تغذية أبناء هذا البلد، كفيل بإحداث الكثير من المتغيّرات.

*أستاذ أمريكي ومؤلف كتاب "الطلاب أولا والأكاذيب الأخرى"

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

تفعيل (الإنفوجرافيك) مرشد التعلم التكيفي في زيادة دافعية الطالبات…
دراسة تحذر من استخدام الأطفال للشاشات التي تعمل باللمس
دراسة تؤكد أن تفاعل الآباء مع أطفالهم يجعلهم أكثر…
دراسة تؤكد أن طلاب الدول المتديّنة أسوأ في الرياضيات…
البحث العلمي والواقع التربوي

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة