الرباط - المغرب اليوم
أثار مقطع فيديو، تداوله رواد موقع التواصل الاجتماعي، يُظهر سائقًا مغربيًا داخل شاحنته، التي يقودها في إحدى الطرق الوطنية، وهو يرقص على المقود، مطالب عدد من النشطاء والمعلقين بضرورة العمل على زجر السائقين المتهورين، حتى لا تقع كوارث في طرقات البلاد.
ويبدو في الشريط ذاته سائق الشاحنة، ومعه شابان يجلس أحدهما إلى جانبه، والثاني في الخلف، فيما تسير الشاحنة بسرعة يمكن تقديرها بحوالي 80 كلم في الساعة، حيث كانت الأجواء حماسية أذكتها أغان شعبية يدوي صوتها داخل مقصورة القيادة.
وما إن أخرج مرافق السائق الجالس إلى يمينه، هاتفه الخاص ليوثق رحلة الأصدقاء الثلاثة على متن الشاحنة، حتى هاج السائق وأطلق العنان لوصلات راقصة، أقدم عليها وهو جالس على كرسي القيادة، ليتطور الأمر إلى وقوف، وقفز، ولف أثناء عملية السياقة.
هذه المشاهد أعادت إلى الأذهان شريطًا سابقًا لسائق شاحنة من أوروبا الشرقية، ظهر قبل سنتين وهو يقوم بحركات بهلوانية ورقصات، أثناء سياقته لشاحنة كبيرة على إحدى الطرق الأوروبية، وما إن انتشر الشريط حتى هرعت الشرطة إلى توقيفه، بعد أن صدرت مذكرة بحث في حقه على الصعيد الأوروبي.
وأبدى معلقون على الفايسبوك امتعاضهم من المشهد الخطير، الذي تم توثيقه في ذات الشريط، وطالب الكثيرون بسحب رخصة السائق المتهور، ليكون عبرة لمن يستهزؤون بأرواح المواطنين على الطرقات، فيما ذهب معلق يدعى حسين لغدير، إلى وصف السائق بـ "الإرهابي".
أما عبد الكريم ابن أحمد فكتب "شاحنة يسوقها متهور، في ثوان قليلة يمكن أن يتسبب في حادثة، يكون ضحيتها شخص أو عائلة؛ يجب معاقبته"، ودبج آخر يدعى ابن يونس "نطالب الدرك الملكي بسحب رخصة السائق نهائيا، وتقديمه إلى المحاكمة" وفق تعبيره، والشريط يطرح أكثر من تساؤل حول مسببات حوادث السير بالمغرب، ويسائل الجهات المختصة التي تحصي الضحايا كل سنة، لتقدمها على شكل إحصائيات وأرقام، تخفي وراءها أناسا لم يكن ذنبهم الوحيد سوى أن تواجدوا على طرقات البلاد، للتنقل عليها من مكان إلى آخر.
ورغم أن الجهات الوصية على حوادث السير، تقدم أرقاما تحوم حول 4 آلاف قتيل في السنة، إلا أن منظمة دولية تعنى بحوادث السير في العالم، وبعد أن صنفت المغرب في مصاف الدول "المتقدمة"، في الترتيب على سلم عدد ضحايا حرب الطرق، أفادت أن عدد القتلى يفوق 6 آلاف قتيل.
ويرى مراقبون أن الوصلات التحسيسية التي تبثها القنوات التلفزية المغربية تبقى غير ذات جدوى، ما دامت لم تقلص من عدد القتلى على الطرق المغربية، حيث يعيب بعض المتخصصين في السلامة الطرقية، اعتماد وزارة النقل على ممثلين لتغيير سلوك السائقين، عبر وصلات إشهارية، أكثر منها تحسيسية.