الرياض - أ.ش.أ
اهتمت صحف السعودية بالوضع فى اليمن والازمة السورية ، فمن جهتها حذرت صحيفة "الوطن" من تداعيات اختطاف الحوثيين لمدير مكتب الرئاسة اليمنية ، وقالت فى افتتاحيتها اليوم إنه لا يمكن وصف عملية اختطاف الحوثيين لمدير مكتب الرئاسة اليمنية إلا أنه إرهاب عصابات ، وإن كانوا يعتقدون أنهم بمثل هذه السلوكيات العبثية قادرون على الضغط على الشعب اليمني ، لفرض أجندتهم وسطوتهم بقوة السلاح فهم مخطئون، لأن تداعيات أعمالهم لن تكون في صالحهم ومؤشرات ذلك كثيرة ، في مقدمتها المهلة التي أعلنها أمس أبناء المحافظات الجنوبية للإفراج عن مدير مكتب الرئاسة ، إضافة إلى ما يحدث من مواجهات مسلحة بين القبائل والعناصر الحوثية منذ اقتحموا العاصمة صنعاء ونشروا الميليشيات في محافظات يمنية أخرى.
وأضافت أن الحوثيين يسعون بالممارسات الإرهابية من خطف وقتل وتخريب إلى إيجاد شرخ في اليمن ـ عملا بسياسة "فرق تسد" ـ يستطيعون النفاذ من خلاله إلى ما يريدون، وبناء عليه لا بد أن يعي أبناء اليمن تلك الغاية فلا يمهدون لها الطريق، ولذلك جاءت مطالبة عدد كبير من أبناء المشايخ والسياسيين والإعلاميين والقيادات العسكرية والمدنية من أبناء الجنوب، بمشاركة قيادات من المحافظات الشمالية للوزراء وأعضاء مجلس النواب والشورى والقيادات العسكرية والسياسية بتعليق العضوية في المجالس كافة، ردا على اختطاف مدير مكتب الرئاسة، لتقطع الطريق على الجماعة الحوثية في تفريق الصف اليمني، ويفترض أن يستمر هذا التوافق كيلا يتمكن الحوثيون من الاختراق وما يتبعه ـ إن حدث ـ من تداعيات.
من جانبها تناولت صحيفة "الرياض " الازمة السورية وقالت إن محاولات الحلول السياسية لسورية فشلت لأن إدارتها لم تكن بين أطراف حل بل تعقيد المشكلة ومضاعفاتها، ولذلك كان المنفذ الوحيد هو اتفاق جنيف الذي جاء كمحاولة لم تلتق عليها إرادات من وضعوا أسس المشروع ، ثم دخلت الأمم المتحدة بمندوب يركض بين الفرقاء السوريين وبعض العواصم المؤثرة عليهم ، وبدوره كان ناقل حقائب ومشروعات أُعلن موتها مقدما ، وبدوافع التخلص من الأزمة، وخاصة بعد الضغوط المادية نتيجة مقاطعة الغرب وحلفائه روسيا بسبب أوكرانيا، تضاعفت المشكلة مع نزول أسعار النفط وكساد سوقه، وهنا جاءت المحاولات بأن تبقي روسيا حلها شخصيا وبدون غطاء عربي أو دولي، إلا ما يجري من لقاءات مع الصديق الإيراني، والآخر التركي وكلتا الدولتين تنظر لمصالحها مع الغرب أكثر من الشرق، فوجدوا في الوضع السوري قيمة خاصة لا تتعدى المناورة للعب بين الأطراف..
وأضافت إن "العراق آخر المحاولين بفك العقدة السورية، وهذه المرة ذهب رئيس وزرائه لمصر، ويبدو أنه محمل بمساع من السلطة وإيران بأن تجمع الفرقاء داخلها وتحاور الجميع من باب الحل العربي، الذي يمكنه أن يقدم المشروع للأطراف الداخلية السورية والقوى المتداخلة مع الحدث، وهذا أيضا، رغم المباركة الأمريكية، يبقى مرهونا بتوافق كل الفاعلين في الشأن السوري بما فيهم روسيا والتي حتى الآن، هي الأحوج للخروج من الدائرة المغلقة، وعلى الأقل كسب رضا الغرب ، ولو من خلال البوابة العربية.
وقالت سورية ليست محطة وقود للحرب وإنما هي قوة ضغط على مجاوريها ؛ ولذلك أصبحت الجغرافيا تقوم بالدور السياسي الذي قد يُنهك الجميع، أو يمنحهم صافرة النهاية للمأساة الكبرى..