القاهرة - المغرب اليوم
حذرت صحف عربية من تصاعد حدة التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية على خلفية تصريحات البيت الأبيض بأن واشنطن تبحث الخيارات العسكرية، وكذلك تهديد بيونج يانج بشن "ضربات موجعة" لقواعد عسكرية وأهداف أميركية في كوريا الجنوبية.
وعبّر بعض الكُتّاب عن مخاوفهم من أن يؤدي ذلك التوتر إلى نشوب حرب عالمية جديدة.
"العالم يكتم أنفاسه"
يرى سلام السعدي في صحيفة العرب اللندنية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "يواصل اختبار واستعراض قدرات بلاده العسكرية، موجّها الرسائل إلى أطراف عديدة، تشمل إيران وكوريا الشمالية وروسيا".
وأشار السعدي إلى أن "العلاقة العدائية بين البلدين ليست هي فقط ما يرفع من حدة الخطر، وإنما الانغلاق والسرية الشديدان اللذان تتمتع بهما كوريا الشمالية والطبيعة غريبة الأطوار لقائدها الشاب. يزيد كل ذلك من مخاوف انتشار السلاح النووي لدول أخرى ذات علاقات جيّدة مع كوريا الشمالية".
وتحت عنوان "العالم يكتم أنفاسه خوفاً من انفلات كوريا الشمالية"، كتب محمد البحيري في صحيفة المصري اليوم: " تسود حالة من التربص والقلق خوفًا من اندلاع حرب عالمية جديدة بسبب كوريا الشمالية، التي تهددها الولايات المتحدة بعملية عسكرية، فيما تحذر الصين من أن البادئ بالحرب سيدفع الثمن ويتحمل المسؤولية التاريخية".
وأضاف البحيري: "يؤكد الرئيس الأميركي باستمرار منذ انتخابه أنه سيستخدم كل الخيارات لمنع بيونج يانج من امتلاك صواريخ عابرة للقارات قادرة على تعريض الولايات المتحدة لضربة نووية محتملة.. لكن في المقابل يعترف البيت الأبيض بأن ضرب كوريا الشمالية سيكون 'مسألة أكثر تعقيدًا' من الضربة التي وجهت إلى سورية".
من جانبها، رأت صباح أيوب في جريدة الديار اللبنانية أن "كيم كفيل بجنون ترامب"، مضيفة: "استفزّ دونالد ترامب كيم جونغ أون، فعاش العالم ــ وما زال ــ لحظات خطرة تنذر بحرب جديدة بين قوتين غير متكافئتين عسكرياً، إحداهما تمتلك سلاحاً نووياً سبق أن استخدمته في إحدى أكثر المغامرات وحشية في التاريخ الحديث، والثانية تجهّز برنامجها النووي، ولا أحد يعلم بالضبط مستوى قدراتها في هذا المجال".
"سلوك غير عقلاني"
انتقد عريب الرنتاوي في صحيفة الدستور الأردنية موقف الرئيس الأمريكي الذي وصفه بأنه "يشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين".
ورأى الرنتاوي أنه "لا فرق بين ترامب ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون، فكلاهما يشف عن ضحالة في التفكير، منقطعة النظير، وكلاهما مهجوس بصورته وهواجسه ... ورغم فارق السن الهائل بينهما، إلا أن الحماقة والسلوك غير العقلاني وغير القابل للتوقع والتكهن، يجمعهما ويجعلهما خطرين للغاية".
وفي صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، حذر إميل أمين من أن "الذهاب إلى كوريا الشمالية ليس نزهة، والصدام مع بيونج يانج قد يشعل حرباً عالمية نووية وحتى في حال المواجهات التقليدية تدرك واشنطن أن لديها نحو 28 ألف جندي في كوريا الجنوبية، وضعف هذا العدد في المناطق المجاورة سيما اليابان وجزيرة غوام".
وأضاف أمين: "يدرك العقلاء في واشنطن أن كيم جونغ أون شخص غير متوقع ولا دليل له على الحكمة والإجراءات التي يتخذها في الأيام الأخيرة مثل جلاء ستمائة ألف نسمة من العاصمة تشي بأنه راغب في مواجهة مع واشنطن مهما كانت الخسائر".