القاهرة - المغرب اليوم
اهتم كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم بالصحف، الصادرة صباح اليوم الأحد، بعدد من القضايا التي تهم الرأي العام المصري.
ففي مقاله بصحيفة "الأهرام" قال الكاتب فاروق جويدة - في عموده "هوامش حرة" تحت عنوان "جرائم إعلامية" - إنه لم يكن غريبا أن تقف الدكتورة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين في الخارج أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب وتقول إن هناك حالة استياء لدى المصريين في الخارج من برامج التليفزيون المصرى لأنها تسئ لنا.. لم تكن المناسبة الوحيدة التى سمعنا فيها هذا الكلام لقد سمعناه عندما حدثت كارثة الجزائر وتطاول الإعلام المصرى على الشعب الجزائري بسبب مباراة في كرة القدم ولولا عمق العلاقات بين الشعبين لكانت كارثة.
وأضاف قائلا:"سمعنا هذا الكلام عندما تطاول البعض على الشعب المغربي وكان الاعتذار أيضا.. ثم حدثت إساءات أخرى لشعوب عربية وكان آخرها أن يسخر أحد البرامج الفكاهية من دماء الشعب السوري في حلب.. كوارث إعلامية يقع فيها إعلام مصر كل ليلة حيث لا حساب ولا عقاب ولا مساءلة، وجوه تتصدر الشاشات تقول أي كلام وتشوه علاقات تاريخية ومشاعر امتدت عشرات السنين.. وأصبح من السهل لأي شخص أن يتكلم ويسخر ويهاجم وينتقد بلا أي إحساس بالمسئولية..
وأوضح جويدة أن الهجوم دخل مناطق لا ينبغي الاقتراب منها خاصة ما يتعلق بأفكار الآخرين أو قناعاتهم الفكرية والدينية.. كانت الأفلام المصرية القديمة سببا في توتر العلاقات بين مصر والسودان فترات طويلة بسبب البواب الأسود والسفرجى وهما ضرورتان في كل أفلامنا القديمة وكان ذلك سخفا ما بعده سخف".
وتابع قائلا :"الغريب أننا لم نتخلص بعد من نوبات الجهل والسطحية التى يقع فيه الإعلام المصري بما يسئ لنا أمام الآخرين لم يكتف الإعلام المصرى بما يقدمه من مسلسلات هابطة وأفلام للمقاولات وشتائم لا تليق وغناء مشوه وحوارات مريضة ولكنه لم يجد أمامه غير آلام شعوب تموت لكى يسخر منها أو يضحك عليها".
وأكد جويدة أن هذا في الحقيقة قمة الفشل والانحدار أن نجد هذه المنافسة بين الفضائيات المصرية من يكون أكثر انحطاطا ومن يكون أكثر إسفافا.. وتدفع الملايين لأشخاص يدمرون سمعة وطن ويستبيحون قدسية تاريخ وثقافة..هل يعقل أن يخرج على الشاشة أي إنسان منفلت في الفكر والسلوك ويدمر علاقات تاريخية صنعتها أفكار وعقول وحكماء وساسة، مازلت أطالب بمراجعات داخلية في فضائيات مصر لكل ما يقدم فقد أصبح الإعلام المصرى نقطة سوداء في حياة المصريين في الداخل والخارج".
وفي سياق منفصل، وفي مقاله بصحيفة "الأخبار" قال الكاتب محمد بركات - في عموده "بدون تردد" وتحت عنوان "الحرائق.. ومؤشرات خطرة (١/٢) - إنه سواء جاءت النتائج المنتظر إعلانها فور انتهاء التحقيقات الجارية، في الحرائق التي اندلعت فجأة في أكثر من موقع ومكان في القاهرة والمحافظات خلال الأيام القليلة الماضية، مؤكدة أو نافية لتعليق التهمة في رقبة الماس الكهربائي، بوصفه المسئول الدائم والمتهم الرئيسي والمعتاد والجاهز لتحمل المسئولية عن مثل هذه الكوارث وتلك النكبات، فإن الأمر يستحق المزيد من التدقيق والاهتمام، نظرا لما يحمله في طياته من مؤشرات خطيرة لا يجب إهمالها أو غض الطرف عنها.
وأوضح أن أولى هذه المؤشرات الخطرة هو تعدد هذه الحرائق وتكرارها في مدي زمني قصير، في مناطق هامة بوسط القاهرة حيث منطقة العتبة في الرويعي، ثم انتقالها إلى منطقة الغورية وبعدهما إلى منطقة عابدين، حيث مبنى الخرائط والمخطوطات التاريخية لمحافظة القاهرة، ثم اندلاعها في حريق هائل في المنطقة الصناعية بدمياط، وآخر في ميناء سفاجا على البحر الأحمر، وذلك أمر لافت ومثير للاهتمام بل للشك أيضا.
وأشار بركات إلى أن ثاني هذه المؤشرات، هو الكم الكبير من الخسائر المادية التي نجمت عن هذه الحرائق وما ألحقته من خسائر بل كوارث محققة، بالعديد من التجار والباعة والمواطنين وأصحاب المحلات والمخازن والعقارات، في أشد المناطق الشعبية ازدحاما وتكدسا في القاهرة وهي العتبة والغورية، وكذلك قدر الخسائر الكبير الذي لحق بالمنطقة الصناعية في مدينة دمياط الجديدة سواء في الورش أو مصانع الموبيليا والأخشاب وغيرها، وأيضا ما وقع من خسائر في ميناء سفاجا، أما الخسائر المحققة في حريق المبنى التابع للمحافظة، فلا أحد يدري ماهي على وجه اليقين.
واختتم مقاله قائلا :"ثالث هذه المؤشرات، هو الانعكاس السلبي المباشر لهذه الحرائق المتتالية والمتكررة والمتعددة على نفوس المواطنين، وما تثيره من إحباط وقلق لدى عموم الناس وخاصتهم، وما تؤدي إليه من انتشار للشائعات المغرضة والتكهنات غير المدققة عن أسباب هذه الحرائق ومن يقف وراءها..ورغم خطورة هذه المؤشرات إلا أن هناك ما هو أعظم خطرا من ذلك، وهو شبح الإهمال الشديد الذي يقف وراء كل ذلك ويؤدي إليه".