روما ـ المغرب اليوم
من النادر أن تتناول الصحف الإيطالية الأخبار التي تتعلق بالمغرب إلا إذا كان هناك حدثًا كبيرًا يجلب أنظارها كالفاجعة التي ضربت مؤخرًا مدينة الصويرة، والتي أدى فيها تدافع وازدحام حول تسلم مساعدات غذائية إلى وفاة 17 امرأة، وأثارت الواقعة المأساوية اهتمام وسائل الإعلام الإيطالية وجعلتها تبحث عن الأسباب التي جعلت الناس يخرجون بالمئات ويتدافعون ويغامرون بحياتهم في سبيل رغيف من "الخبز" كما سمته صحيفة "إل مانيفيستو".
وتحدث المنبر ذاته عن ما أطلق عليه مجموعة من المقادير لهذه "الوصفة التراجيدية" والتي حددها في: الفقر في مجتمع يعيش 20 في المائة منه بدولارين إلى ثلاث دولارات في اليوم، وفي الجفاف في بلد يعتمد على الفلاحة، البطالة أيضًا في صفوف الشباب "29,3 في المائة ودفعت كثير منهم إلى صفوف تنظيم داعش"، تشكل أحد المقادير في الوصفة.
هذه التراجيديا، يضيف كاتب المقال، هي بمثابثة "الحقيقة الواقعية التي تكذب معطيات المؤسسات الدولية التي تلح على صبغ المغرب بالبلد المستقر سياسيًا واقتصاديًا، وصحيفة "إل مانيفيستو"، تحدثت أيضًا عن كون العوامل السالفة الذكر سبق وأخرجت الناس للشارع في الريف، لكنهم "تعرضوا للقمع"، وزج "بالعشرات منهم بينهم ناصر الزفزافي بالسجن وصدرت في حق بعضهم أحكام بالسجن، وتدخل الملك وأقال مجموعة من الوزراء".
أما صحيفة "إل ميساجيرو" التي تصدر من العاصمة روما بدورها تناولت الفاجعة التي عرفها المغرب، وتحدثت، فيديريكا ماكانيوني، كاتبة المقال عن أشخاص "قطعوا كيلومترات، لأجل الوصول إلى قرية منسية آنهكها الجفاف، لسبب واحد هو الحصول على حصة ضئيلة من الدقيق، كانت توزعها جمعية خيرية بمنطقة سيدي بولعلام".
وربط المنبر الورقي الإيطالي بين ما حدث والجفاف الذي يضرب المغرب، "البلد الفلاحي الذي يبلغ معدل استهلاك الفرد فيه سنويًا 200 كلغ من الحبوب، والذي لا تتجاوز فيه نسبة الأراضي المسقية 10 في المائة، ويعتمد على ما تجود عليه به الطبيعة من أمطار”.