الكويت ـ كونا
أقامت مسابقة الشيخ مبارك الحمد الصباح للتميز الصحفي التي يرعاها سمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء حفلا ختاميا للدورة التدريبية التي نظمتها بالتعاون مع برنامج الامم المتحدةالانمائي في الكويت للصحافيين الفائزين بالمسابقة من فئة الشباب.
وقال رئيس اللجنة العليا المنظمة للمسابقة أيمن العلي في كلمة له في الحفل الذي أقيم في بيت الامم المتحدة بالكويت الليلة الماضية ان اللجنة آثرت أن تكون هذه الدورة التدريبية "مميزة كالزملاء المشاركين فيها ممن حصدوا جوائز التميز في المسابقة من الشباب".
وأعرب العلي عن الشكر لبرنامج الامم المتحدة وللمحاضرين الدكتور عبدالله السعافين وديمة حمدان "على ما بذلاه من جهود كبيرة لانجاح هذه الدورة التي حققت الاهداف المرجوة منها".
وأضاف "بالامس القريب كرمنا كوكبة من الصحافيين المتميزين وانتم منهم ضمن مسيرة مسابقتنا السنوية التي تقام برعاية كريمة من سمو الشيخ جابر المبارك الذي يوجه كلما التقيناه بضرورة الاهتمام بشباب الكويت وتقديم كل الدعم لهم".
وذكر انه "استكمالا لذلك التكريم وتنمية لتلك الروح الشبابية الوثابة الى النهوض بالعمل الصحافي رأينا محاولة صقل مواهب وابداعات هؤلاء الفائزين بالمسابقة عبر اقامة هذه الدورة فضلا عما يليها من دورات داخلية وخارجية قاصدين بذلك تحقيق أهداف المسابقة للارتقاء بالعمل الصحافي الكويتي الذي يتمتع بالحرية والشفافية بدليل ما تحتله صحافتنا اقليميا وعربيا من مواقع متقدمة في جرأة الطرح وحرية التعبير".
وأشار الى ان اللجنة العليا للمسابقة تعمل ضمن امكاناتها المتاحة على تقديم كل ما يشجع على التميز الصحافي والترويج لمفهوم الاعلام التنموي لدعم الجهود والخطط التنموية لدولة الكويت فضلا عن خلق روح التنافس الايجابي بين الاعلاميين وتأسيس قاعدة عريضة من الصحافيين المتميزين والارتقاء بهم الى مصاف مستويات الاعلام العالمي.
وقال العلي انه ترجمة لتحقيق تلك الاهداف "وضعنا العربة على سكة التطوير والتقدم واضعين نصب أعيننا الانطلاق بالمسابقة الى المستويين الاقليمي والعربي وما الاتفاقيات التي أبرمناها مع جهات اعلامية عديدة في الداخل والخارج الا بداية لهذا المشوار".
ولفت الى استقطاب المسابقة لرعاة اعلاميين واعلانيين مرموقين "وأقمنا جسرا من التعاون مع وزارة الدولة لشؤون الشباب الكويتية كما أبرمنا اتفاقات مع الصحف والقنوات والشركات المحلية اضافة الى التعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي ومؤسسات اعلامية لبنانية مثل جريدة النهار وصوت لبنان وقناة (ام.تي.في) الى جانب زيادة الدعم والرعاية من جامعة الخليج والجامعة الامريكية ومعهد الاكاديمية الدولية للاعلام وقناة الجزيرة وغيرها".
وذكر انه "تنفيذا لتوجيهات سمو الشيخ جابر المبارك راعي المسابقة فقد أدخلنا تطويرات كثيرة الى المسابقة مركزين فيها على فئة الشباب اذ استحدثنا لهم قسمين جديدين أولهما قسم أفضل مقدم برنامج في (المرئي) و(المسموع) والاخر أفضل تقرير في (المرئي) و(المسموع) مع جوائز للمركزين الاول والثاني من كل قسم تبلغ قيمة جائزة المركز الاول 800 دينار كويتي والثاني 600 دينار".
وعن الدورة ذاتها أفاد بأنها كانت "نوعية ومتميزة بجهود مخلصة بذلت وبفضل التنظيم اللافت من برنامج الامم المتحدة الانمائي الذي تولته مشكورة محللة برامج الحوكمة الديمقراطية في البرنامج هدى الدخيل التي بذلت جهودا كبيرة في التنظيم وفي ابرام اتفاقية تعاون بين المسابقة والبرنامج ونأمل ان تكون الدورة حققت اهدافها وان تكون بداية لتعاون أكبر مع جميع القائمين عليه".
من جانبه رحب المنسق المقيم للامم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الانمائي في الكويت الدكتور مبشر رياض شيخ باستضافة البرنامج للدورة التدريبية معربا عن الشكر "لشركائنا في اللجنة العليا لمسابقة الشيخ مبارك الحمد الصباح للتميز الصحفي وفريقها الذين لم يكن لهذه الدورة أن تتم دون حرصهم والتزامهم الجاد بالمساهمة في تحسين دور وسائل الاعلام في الكويت وخصوصا في معالجة قضايا التنمية الوطنية".
وقال الدكتور مبشر في كلمته امام الحفل "ان الاعلام رافد أساسي من روافد التنمية في أي سياق وأي بلد اذ أنه يساهم في صنع أرضية صلبة للنقاش السياسي والمساءلة وفي تشكيل المواقف والقيم الاجتماعية اضافة الى حماية العدالة الاجتماعية وضمان التعايش الوطني السلمي والتقدم".
وأوضح ان الاعلام لا يوجه نحو كيفية التفكير بالامور بل نحو الامور الواجب على الجميع التفكير فيها "وبعبارة اخرى إن مقدار اهتمام الاعلام بقضية ما يؤثر في تحديد مستوى اهميتها بالنسبة للجمهور".
واضاف "اذا لم يبادر صحافيون مسؤولون ومتفوقون مثلكم لتولي مهمة اعادة توجيه اهتمام الرأي العام نحو ما هو مهم فعلا مثل أولويات التنمية الوطنية من خلال التقارير الاستقصائية التي تستند الى الادلة والبراهين والارقام عن قضايا التنمية فإن التغيير سيصبح مهمة صعبة التحقق".
وذكر انه تم تنظيم هذه الدورة "خصوصا لمساعدتكم في الحصول ليس فقط على مهارات جديدة في اعداد التقارير الصحافية بل لتوسيع أفقكم الخاصة في ما يتعلق بكيفية توظيف هذه المهارات لدعم توعية الجمهور بأولويات التنمية لدولة الكويت وشعبها ودعم تحقيق هذه الاولويات".
وأعرب عن الامل أن يكون البرنامج قد حقق هدف الدورة متطلعا الى مزيد من التعاون مع المسابقة المتميزة التي تحرص على صقل مواهب وابداعات الصحافيين الشباب الفائزين في المسابقة بما يسهم في التنمية والتطور والازدهار في الكويت.
من جهته اعتبر المحاضر الدكتور عبدالله السعافين في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش حفل الختام ان الدورة تعد ورشة عمل مميزة "ليس في مضمونها فحسب وانما في نوعية المشاركين فيها والبيئة المثلى التي وفرها المشرفون على هذه الدورة في مسابقة الشيخ مبارك الحمد الصباح للتميز الصحفي وفي برنامج الامم المتحدة الانمائي".
وقال السعافين ان النوعية المميزة للمشاركين "لفتت نظري وشكلت لي تحديا من نوع خاص كمدرب وخبير اعلامي اذ تطلبت ورشة العمل تقديم مادة تدريبية راقية ومتكاملة تخدم الاهداف التي صمم برنامج الورشة من اجل بلوغها".
وأضاف ان الدورة شهدت تقديم تدريب على أساليب اعداد التحقيقات الصحافية الاستقصائية وفق المعايير التحريرية والاخلاقية المنطلقة من نظرية المصلحة الاجتماعية في مجتمع متعدد سياسيا ودينيا وثقافيا.
وعن الصحافة الكويتية ذكر انها متميزة عربيا كما هو معروف لدى الجميع "وبالفعل تأكدت من ذلك عمليا وتلمسته من خلال ارتفاع سقف الممارسة المهنية كنتيجة لوجود مجتمع مدني منفتح ومتعدد في هذا البلد الجميل".
اما المحاضرة ديمة حمدان فقالت في تصريح مماثل ل (كونا) ان المتدربين كانوا نشيطين وأبدوا حماسا كبيرا لتعلم خبرات جديدة كما تعلموا خلال الدورة أن هناك مجالا واسعا وكبيرا للاستقصاء في شتى القضايا التي تهم الكويتيين.
وأكدت حمدان ضرورة متابعة المتدربين للتأكد من استفادتهم واستيعابهم لما تعلموه في هذه الدورة ويجب أن تكون هذه المتابعة إما من خلال تنظيم مزيد من الدورات أو اعداد برامج متخصصة للاشراف المباشر أثناء تأدية العمل.
وأعربت عن الامل أن تكون هذه الدورة نقطة البداية لتأسيس صحافة استقصائية مسؤولة تقوم وفق معايير مهنية وتربط وسائل الاعلام المحلية مباشرة بالقضايا التي تهم المواطن الكويتي في حياته اليومية.
وكان البرنامج التدريبي للدورة قد ركز على تكريس مفهوم الاعلام التنموي وعلى بناء قدرات الاعلاميين الشباب في مجالات المهارات الاساسية لجمع المعلومات وكتابة التقارير والكتابة التحليلية والتحرير والمهارات الاخرى ذات العلاقة.
وتناولت الدورة كذلك التدريب على أصول كتابة التحقيقات الصحافية والتقارير الخاصة بالمواضيع المثيرة للجدل والتقارير الصحافية المستندة الى البيانات اضافة الى كيفية اختيار المواضيع الاستقصائية وتكوين الفرضية الاستقصائية وكيفية البحث من خلال المصادر المفتوحة والمغلقة فضلا عن مواضيع تخص اخلاقيات المهنة كالحيادية والموضوعية والتوازن والعدالة واحترام الاعتبارات الاجتماعية.