الرياض - أ.ش.أ
أهتمت الصحف السعودية الصادر صباح الإثنين بالوضع في الأراضي الفلسطنيية والعدوان الأسرائيلي على قطاع غزة والذي دخل يومه الرابع عشر .
وقالت صحيفة "عكاظ " إن أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، يقوم بجولة بالمنطقة في ظل أجواء ملتهبة بعد ثلاثة عشر يوما من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي قتل خلاله عشرات الأطفال والنساء وجرح الآلاف من المدنيين العزل ودمرت المنازل على رؤوس ساكنيها وضرب المنشآت المدنية والمقار الإعلامية في إطار سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها الجيش الإسرائيلي بهدف تدمير القطاع على رؤوس أهله.
وأضافت تحت عنوان "ماذا يحمل بان كي مون لأطفال فلسطين؟" أنه رغم مرور قرابة الأسبوعين، ظلت الأمم المتحدة وهيئاتها عاجزة عن بلورة موقف يوقف إطلاق النار، فماذا لدى الأمين العام في هذه الجولة؟ ولماذا لم تتمكن الأمم المتحدة من التوصل إلى صيغة تفعل بها المبادرة المصرية الهادفة إلى إيقاف النزيف الفلسطيني وحماية المدنيين من الآلة التى العسكرية الإسرائيلية التي لا تميز بين المقاتل والطفل والمرأة؟.
وتابعت إن المطلوب من الأمين العام في هذه المرحلة، وضع الدول الكبرى أمام مسؤولياتها لضمان إقناع الأطراف المعنية بضرورة الوصول إلى ما يحمي المواطنين المدنيين في قطاع غزة وبلورة موقف موحد بين دول المنطقة المؤثرة لدعم المبادرة المصرية التي ما تزال هي المطروحة وتلقى قبول الكثير من دول المنطقة.
وأكدت فى ختام تعليقها أن ما يتعرض له المدنيون الفلسطينيون الأبرياء في غزة يضع الأسرة الدولية أمام مسؤولياتها السياسية والأخلاقية، ويتوجب على الأمم المتحدة إيقاف المجزرة الإنسانية.
من جانبها قالت صحيفة "الوطن" السعودية أن يضرب جيش الاحتلال الإسرائيلي بكل النداءات الدولية عرض الحائط لإيقاف قصفه المتواصل لقطاع غزة، ويعلن أمس عن عزمه توسيع هجومه البري، فذلك استهتار بالمجتمع الدولي وبالأعراف الإنسانية، وينم عن نية بتدمير أكبر كم ممكن قبل أن تبلغ الضغوط حدا يجعل إسرائيل تتوقف عن أعمالها الإجرامية الموجهة ضد الفلسطينيين.
واشارت الصحيفة فى افتتاحيتها اليوم بعنوان "هل يتحرك الشعور الإنساني لدى الولايات المتحدة؟" بأنه حتى صباح أمس، فقد قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 350 فلسطينيا، وهناك أيضا آلاف الجرحى ممن يصعب علاجهم ضمن الظروف الحالية، ومعظمهم من المدنيين، فيما هي لم تفقد غير سبعة جنود، مما يجعلها توغل أكثر في الدم الفلسطيني؛ لعلها تعيد غزة وأهلها عشرات السنين إلى الوراء.
وأضافت أن قرار إسرائيل بتوسيع مساحة الهجوم ليس له تفسير سوى أن إسرائيل رأت في الأحداث فرصة ذهبية لتنقض على الجسد الفلسطيني، ممزقة إياه كي تبدأ المفاوضات معها من أجل إيقاف الحرب؛ فتطلب تنازلات من الفلسطينيين؛ كي تتنصل من استحقاقات السلام التي تهربت منها طوال 21 عاما منذ اتفاق أوسلو 1993.
وتابعت فكل ما جرى بعد الاتفاق يؤكد أن إسرائيل لا تريد السلام، وأن توقيعها على الاتفاق ليس سوى تلاعب بالوقت وإخضاع الفلسطينيين لشروطها بموافقة راعي السلام الأمريكي، الذي يظهر منحازا دائما للجانب الإسرائيلي، ولا يقوى على مواجهته بالحقائق أو على الأقل دعوته إلى تطبيق بنود الاتفاق.
وقالت "لو أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد السلام فعلا، لما عرقلت مجلس الأمن الدولي أخيرا في إصدار إدانة لإسرائيل على أفعالها ضد سكان غزة، ولو أنها كانت مخلصة للاتفاق الذي تم توقيعه حينها بحضور رئيسها لأجبرت إسرائيل على التنفيذ، وأنهت المأساة الفلسطينية منذ زمن، غير أنها لا تريد ذلك بدليل استمرار رعايتها المطلقة لإسرائيل وهي تدرك والعالم كله يدرك أنها على باطل".
وخلصت الصحيفة إلى أن ما سبق يؤكد أن إنهاء الأزمة الفلسطينية بيد راعي السلام الأمريكي قبل غيره، وقالت فالولايات المتحدة هي التي حمت وتحمي إسرائيل بـ"الفيتو" في الأمم المتحدة كلما مارست إسرائيل أعمالها الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني، لتظهر أمام الجميع راعية لإسرائيل وليس راعية للسلام. وتساءلت الصحيفة قائلة أمام النية الإسرائيلية اليوم بتوسيع الحرب، هل يتحرك الشعور الإنساني لدى الولايات المتحدة، أم أنها تستمر على فهمها السابق للسلام وهو أمن إسرائيل.. وإسرائيل فقط؟.
بدورها قالت صحيفة "الرياض" السعودية إن إسرائيل تقتل وتهاجم غزة من كل الاتجاهات، والعرب يفاوضون، ويركضون للأمم المتحدة، وفرنسا الدولة الديمقراطية في العالم تمنع تظاهرة في باريس ضد العدوان الإسرائيلي، وأمريكا تعلنها صريحة بأنها مع إسرائيل، وتزود قبتها الحديدية بأسلحة وتقنيات جديدة، ولا تنتهي السلسلة فكل أوروبا مع الحليف، وروسيا والصين، إما مستنكرتين أو صامتتين شأن بقية الدول الأخرى..
وأضافت فى افتتاحيتها بعنوان "من يقرر مِن الفلسطينيين وقف عذاب غزة؟!" كانت القضية الفلسطينية محمية من قوى عربية مهمة تملك جيوشا على الأقل، قادرة على ردع إسرائيل، لكن بغداد غابت وحل جيشها وتسيرها مليشيات المالكي كذراع للدولة، والجيش أصبح عبارة عن هجانة ليس لديه القدرة على حفظ أمن الموصل التي هرب منها أمام عدة آلاف من داعش تاركاً كل شيء..
وتابعت ودمشق تحول جيشها لضرب الداخل للحفاظ على بقية محيط دمشق وبقية المدن، ولم يبق من ذراع مؤيدة للفلسطينيين إلا مصر ودول الخليج العربي، فيما غياب البقية في المشرق أو المغرب لظروف كل بلد يراها وجيهة..
وقالت إن المشكلة ليست في عدوانية إسرائيل فهذه في الذهن والعقل والوجود ثابتة، لكن المشكل الحقيقي من تحاور من الفلسطينيين، حماس التي تسيطر على غزة، وهي من قامت بخطف الشباب الإسرائيليين الثلاثة، وبدلا من المساومة عليهم لإخراج عدة آلاف من المسجونين تم قتلهم، وهي خطوة انتظرتها إسرائيل لتهاجم غزة،.
وتابعت "الرياض " قائلة ثم جاءت مبادرة مصر التي رفضتها حماس بسبب أن مصر اتجهت للرئيس عباس رئيس كل الفلسطينيين بعد المصالحة والاتفاق على وحدة وطنية، فيما لجأت إلى إيران وقطر وتركيا، والأخيرة على خلاف أيدلوجي مع مصر بسبب النهايات غير السعيدة لنظام مرسي، وتركت المبادرة المصرية بمحاولة فرض شروط على إسرائيل هي في الأصل مرفوضة منها، والطريق أصبح مسدودا، أم الحوار مع فتح المشلولة سياسيا وعسكريا؟
وقالت إنه لا أحد ضد أن تقاوم حماس وتصمد وتعد وسائل ردع عسكرية، لكن هل هذا ممكن في ظل حصار حاد يجعل دخول قطعة سلاح لفرد أمرا غير ممكن، فما بالك بما وعدت به إيران من تسليحها بالدبابات والطائرات والصواريخ، وإذا لم تتوفر هذه القوة لماذا لم تدفع بحزب الله لتحريك جبهة جنوب لبنان لفك الحصار عن غزة، إذا كان هذا يؤيد نظرة إيران نحو الممانعة ومحاربة العدو؟
واضافت الصحيفة ان تركيا أيضا على علاقة استراتيجية مع إسرائيل في صناعات عسكرية وتدريب وتجارة مفتوحة، لم يعلن أي مسؤول التهديد بسحب هذه المعاملات أو تجميدها كضغط مباشر على إسرائيل، لكن وبعد رفض المبادرة المصرية لم تقدم تركيا عملا آخر يوقف الحرب أو يمنعها..
واشارت الصحيفة السعودية إلى أن هذه الخدع السياسية التي طالما شربها الفلسطينيون تعاد في كل المناسبات وقد سبق للمرحوم الملك حسين أن قدم مشروع المملكة المتحدة بدمج فلسطين القائمة مع مملكة الأردن، ووقتها لم يكن هناك إلا مستعمرتان، والقدس الشرقية معلنة عاصمة بدون تحفظ من القوى الكبرى، لكن عرفات رفض والنتيجة انقسامات في القاعدة والرأس، وتشرذم والدوران في أحضان قوى أخرى، وتمدد إسرائيل نحو كل الأرض الفلسطينية..
وقالت فى ختام تعليقها قبل أن يزايد الشرق والغرب على هذه القضية دخلت المزايدة العربية والإقليمية بحكم الولاءات المتغيرة من قبل الفصائل الفلسطينية، والشعب وحده يدفع الثمن بعوامل لا يحكمها عقل، وإلا ماذا قدمت كل الدول التي مع "حماس" وضد عباس وحكومته، وكيف أصبح ينظر العالم لهذه القضية وتعاطفه معها؟ كل هذا مفهوم ومعروف، لكن الخفي هو أسباب انقسام الفلسطينيين قبل غيرهم لإضافة مأساة جديدة لمآسيهم المتعددة..