رام الله ـ وفا
دعا متحدثون في مؤتمر اعلامي بعنوان 'الإعلام في عيون القدس'، نظمته شبكة زينة الإعلامية، بالشراكة مع نقابة الصحفيين، ووزارة الإعلام، برعاية الرئيس محمود عباس، إلى توحيد وتفعيل كافة وسائل الإعلام، لتركيز جهودها من أجل خدمة القدس، وإيصال ما يحدث فيها لكافة دول العالم.
وبارك محافظ مدينة القدس الوزير عدنان الحسيني، انطلاق شبكة 'زينة القدس الإعلامي'، في هذا الوقت الصعب، قائلا: 'سيقع على عاتقها الكثير من المهام الصعبة في نقل كافة المجريات والأحداث اليومية التي تحصل في القدس'.
وأوضح أن الإعلام في القدس محاصر كالإنسان والمقدسات، ولكن نحتاج إلى الكثير من العمل لنكسر هذا الحصار إعلامياً ممهداً بذلك الانتصار وتحرير القدس وفلسطين، مطالبا بتوحيد وتفعيل الإعلام والعاملين به، للوصول إلى استراتيجية عمل داخل مدينة القدس، لمواجهة غطرسة الاحتلال الإسرائيلي وإعلامه.
وعبر الحسيني عن قلقه اتجاه الحملة الشرسة الذي يقوم بها الاحتلال اتجاه القدس ومقدساتها من تهويد وتدمير واعتقال لسكان القدس، لذلك طالب بإعطاء القدس حقها بالعمل الجاد.
بدوره، شدد رئيس شبكة زينة القدس الإعلامية رياض قدرية، على أهمية توحيد الجهود الإعلامية الفلسطينية، 'الرسمية والخاصة' لتركيز عملها على القدس لأنها جوهر القضية الفلسطينية، من خلال إنشاء وإعداد برامج خاصة عن القدس ومقدساتها، والوقوف على أبرز التحديات التي تحول دون قيام الصحفيين بواجبهم المهني والعمل على تخطي تلك العقبات.
وبين أن شبكة 'زينة القدس الإعلامية' تضم عددا من المحطات التلفزيونية والإذاعية والمواقع الإلكترونية ووكالات الأنباء، وبعض المراكز الإعلامية، وتهدف لخلق حالة من الاتصال والتواصل والتنسيق بين هذه المؤسسات لإبراز وإيصال قضية القدس للعالم أجمع لتصبع قضية رأي عام.
من جهته، قال وكيل وزارة الإعلام محمود خليفة، إن القدس بحاجة إلى مواكبة الأحداث لحظة بلحظة، لفضح الجرائم اليومية بكل الأزقة والشوارع، وبحاجة إلى عمل فلسطيني يواكب الأعمال الاسرائيلية في القدس، سواء إعلامياً أو في باقي الأمور الحياتية.
وتابع: 'نحن أمام تحد كبير، لما يحصل بالقدس من تغير ديمغرافي، ومن الأفعال اليومية بحق المقدسيين من هدم للبيوت، وتهويد للأحياء القديمة، والاعتقال المستمر'.
وأكد خليفة أن وزارة الإعلام سعت لتوحيد الجهود الاعلامية، لتغطية الأحداث بشكل متواصل، ولكن نبقى بحاجة إلى استراتيجية واضحة ومتفق عليها من كافة المؤسسات الإعلامية للعمل داخل القدس، ويكون الهم الوحيد هو كشف وفضح ما يجري بالقدس.
وشكر خليفة المملكة الأردنية الهاشمية ودولة المغرب للدعم المتواصل الذي يقدموه لفلسطين والقدس خاصة، مشددا على الدعم الكامل من وزارة الإعلام ونقابة الصحفيين لشبكة زينة الإعلامية كدلالة على أهمية القدس وقضيتها.
وطالب نقيب الصحفيين عبد الناصر النجار، بتعزيز الجهود الإعلامية أكثر من ما هو موجود على أرض الواقع، لتفعيل وتشكيل رأي عام لقضية القدس.
وبين أن البيت الإعلامي الفلسطيني يلزمه ترتيب بكافة مؤسساته الخاصة والرسمية، للعمل بجهد اكبر لإيصال القضايا الفلسطينية للعالم أجمع.
من جهته، بارك السفير الأردني لدى فلسطين خالد الشوابكة، انطلاقة شبكة زينة القدس الإعلامية، مؤكدا الدعم الكامل للقدس ومقدساتها لأنها جزأ لا يتجزأ من برنامج عمل الملك عبد الله الثاني.
وشدد على أن المقدسات الفلسطينية أمانة في عنق الأردن إلى حين زوال الاحتلال الإسرائيلي واستقلال فلسطين، لافتا إلى استمرار اعمال الصيانة وترميم المسجد وقبة الصخرة، والزخارف في المتحف الإسلامي في القدس.
وتابع: 'وزارة الأوقاف الأردنية تقوم بإدارة أراضي وأماكن الوقف في القدس، وتعمل على صيانتها المستمرة للحفاظ عليها، ودعم سكانها على الصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي'، محذرا من زوال البلدة القديمة في القدس، بسبب تغلغل الاستيطان داخل أحيائها، وتغيير معالمها القديمة والمقدسة.
بدوره، أكد السفير المغربي محمد الحمزاوي، أن من أهم الثوابت في السياسية الخارجية لدولة المغرب الدفاع عن المقدسات الإسلامية في القدس.
وقال: 'يجب أن يكون هناك دور اكبر للإعلام العربي في قضية القدس، عن طريق فضح جرائم الاحتلال اليومية بوجه المقدسيين'.
وطالب الحمزاوي بحشد رأي عام عربي وعالمي بشأن القدس ومقدساتها من اعتداءات المستوطنين اليومية التي تعمل على تدمير الأماكن المقدسة والتاريخية في القدس.
وأشار إلى أن ملك المغرب محمد السادس وجه رسالة لبابا الفاتيكان، للضغط على اسرائيل لتكف عن تدمير المقدسات المسيحية.
ودعا الحمزاوي وزارات التربية والتعليم في كافة الدول العربية بتدريس تاريخ القدس، للحفاظ عليه من الزوال.
بدوره، تحدث الأمين العام للهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى، عن الانتهاكات الاخيرة في مدينة القدس خاصة في المسجد الاقصى، محذراً من دعوات منظمات متطرفة الى اقتحامه وتدنيسه، وإقامة الشعائر التلمودية في باحاته.
وأكد أن سلطات الاحتلال تقوم بتهويد المسجد المبارك بعدد من الوسائل والأساليب، حيث تأتي الاقتحامات اليومية للمستوطنين والمتطرفين وأداء الصلوات التلمودية في مقدمتها، إضافة إلى الحفريات المتواصلة وبناء الكنس والحدائق التلمودية والمتاحف في محيط المسجد.
وبين أهمية إعطاء وسائل الاعلام مساحة اكبر لمتابعة ملف القدس وما تتعرض له من انتهاكات واجراءات تهويدية خطيرة، مشددا على أهمية توحيد المصطلحات الاعلامية، والاعتماد على متخصصين في صياغة المصطلحات وترجمتها، والسعي نحو انتاج الاخبار وتصديرها بدل الاقتصار على استيرادها، وتخصيص زاوية يومية للحديث عن القدس واخبارها، ووضع خطة اعلامية متحركة تتابع المستجدات على ساحة المدينة المقدسة، ورصد دعم مالي كبير للتعريف بقضية القدس وما يجري فيها من تهويد.