القاهرة - المغرب اليوم
انتشرت مؤخرا الصورة الوحيدة التي يمكن اعتبارها أكيدة لأخ وحيد كان للبنانية جانيت جرجس فغالي، المعروفة باسم المطربة الراحلة صباح، أو "الشحرورة" التي أحدث شقيقها المراهق شرخا دمويا في حياتها، ظل يعل في نفسها بالتأكيد حتى وفاتها منذ 4 أعوام بعمر 87 عاما.
طفح كيل الشرف بأخيها أنطوان قبل 70 عاما، فأسرع إلى حيث أخبروه أن والدته، منيرة سمعان، كانت مع عشيقها قرب بلدة "برمانا" البعيدة بقضاء المتن في محافظة جبل لبنان 20 كيلومترا عن بيروت، وهو ما سبق ونشرته "العربية.نت" يوم وفاة "الصبوحة" أيضا، فقتل الاثنين معا، رميا ربما بطلقات من بندقية صيد، ثم غادر فرارا بعد أيام إلى سورية، وكان عمره 18 تقريبا، أما والدته القتيلة فدفنوها في مكان لا يعرفه إلا من واروها الثرى على ما يبدو، وصباح نفسها لم تكن تعلم مكان مثوى والدتها الأخير.
شقيق صباح يقتل أمه وعشيقها بالرصاص
ولم تعلم صباح التي كانت في القاهرة يوم الجريمة في لبنان، بمقتل والدتها إلا بعد شهرين تقريبا، مع أن الصحف المصرية تناقلت عن اللبنانية الحادث وأبرزته في صفحاتها الأولى بعنوان: "شقيق صباح يقتل أمه وعشيقها بالرصاص" إلا أن زوجها الأول، اللبناني نجيب شماس، أخفى عنها الخبر بكل الوسائل، إلى أن طلبت بعد شهرين زيارة والدتها في لبنان "وعندما اقتربت الباخرة من بيروت اضطر إلى مصارحتها بالحقيقة، فانهارت من الصدمة"، وفق ما ورد في بعض الصحف اللبنانية ذلك الوقت.
وخشيت العائلة على صغيرها أنطوان من ثأر ذوي العشيق القتيل، فدبرت عام ارتكابه في 1948 لجريمته المزدوجة، سفره إلى واحدة من أبعد الدول عن لبنان، وهي البرازيل التي غيّر فيها اسمه تنكرا وانتحالا، فعاش باسم ألبرت فغالي، وهو ما لم يكن معروفا عنه إلا لذويه تقريباً، ولم تعلم به "العربية.نت" إلا الإثنين فقط، لذلك كان صعبا عليها في السابق، كما على المستعين بخانات البحث في مواقع التصفح العثور على معلومات عن "أنطوان فغالي" في البرازيل، حتى ولو بحث بلغتها البرتغالية. أما عن Albert Feghali فشيء آخر وأسهل بكثير، وعنه نجد ذكر متفرق في كثير من المواقع الإخبارية المحلية بالبرازيل.
ابنته نعت صباح في البرلمان البرازيلي
يجد الباحث عن قاتل والدته، أنه ولد في 1930 بالقرية التي ولدت فيها أيضا شقيقته المطربة، وهي "بدادون" المجاورة لوادي "شحرور" في قضاء عاليه بمحافظة جبل لبنان، أما بالبرازيل فتعرف في مدينة Curitiba عاصمة ولاية "بارانا" إلى لبنانية اسمها Nilza Mussalem يشتغل أهلها بتجارة الأقمشة، كأبيه جرجس في لبنان، فهام بها سريعا، وانتهى الهيام بزواج أثمر في 1955 عن ابن سمّاه Ricardo المعروف حاليا كمطرب وملحن ومنتج موسيقي من المشاهير، وابنة ولدت في 1957 باسم Jandira الشهيرة كعضو بمجلس النواب منذ 30 عاما للآن.
وزارت جنديرا لبنان مرتين مع أبيها الذي حصل على عفو بسبب تقادم الجريمة 20 عاما، وتعرفت إلى عمتها صباح وأقاربها، وإلى البيت الذي عاشت فيه عماتها الأخريات الثلاث، وأبوها أيضا.