الرباط ـ المغرب اليوم
افتقد المشاهدون المغاربة طلة "سيدة الطقس"، سميرة الفيزازي، على شاشة القناة الأولى، وهي تقدم أحوال الطقس بابتسامة لا تفارق محياها. فقد نقشت سميرة الفيزازي اسمها في أذهان المغاربة منذ عام 1984، من خلال تقديمها النشرة الجوية في القناة الأولى المغربية، عاصرت أجيالا من النساء، والرجال شاركوها خدمة تقديم النشرات الجوية، إلى أن أصابها قبل سنوات المرض، وأقعدها عن العمل.
وولدت سميرة الفيزازي في منزل بسيط في حي لعري الشيخ في مدينة الناظور، وترعرعت في أحضان أسرة محافظة، من أم مكافحة، وأب صارم في تربية أبنائه على الجد والانضباط، كانت سميرة البنت البكر، والوحيدة وسط أشقائها الذكور، وتلقت الفيزازي تعليمها الابتدائي، والثانوي في مسقط رأسها في الناظور، لتلتحق بعد حصولها على شهادة الباكالويا بالعاصمة الرباط من أجل إكمال مسارها الجامعي، لكنها انجذبت بمهنة المتاعب قبل إكمال مشوارها العلمي، إذ اشتغلت في القناة الأولى مقدمة لنشرة أحوال الطقس، بعد خضوعها لتدريب في مجال الإعلام والتواصل.
بعد ظهور سميرة على الشاشة الصغيرة، استأنس مشاهدو القناة الأولى إلى وجهها البشوش، ولفتت انتباه المهندس عبد العالي الزروالي، الذي قرر الارتباط بها، إذ وافقت عليه، بعد أشهر قليلة من مفاتحته لها في موضوع الزواج.
وكانت نقطة الالتقاء الوحيدة بين الفيزازي، والزروالي هي الماء، إذ بينما كانت هي تقضي يومها في انتظار الغيث والماء، كان زوجها يرابط في مختبر المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، وهو يحلل، ويتفحص صبيب المياه، لذا ظل كل طرف يمد الآخر بما جد في عالم الماء.
بعدها بسنوات رزقت سميرة، وزوجها ببنتين، هبة، ولينا، اللتين تواصلان تعليمهما العالي غير بعيد عن تخصص والديهما.. إذ إن "لينا" تدرس علوم الإعلام في العاصمة الفرنسية، أما "آية" فحلم الهندسة لا يفارقها.
وفي عام 2012 اكتشفت سميرة إصابتها بسرطان الثدي، فأعلنت الحرب عليه، إلا أنه غيبها عن الشاشة لنحو أربع سنوات، تحولت خلالها من امرأة تعيش تفاصيل حياتها، إلى مصابة بمرض خبيث، تصارعه من أجل أن لا يفتك بجسدها، الشيء الذي كلفها الكثير، خصوصا المعاناة الجسدية.
ولاتزال سميرة إلى يومنا هذا تواصل مسيرتها مع المرض، وتخضع للعلاج، إذ ترقد، حاليا، في مصحة خاصة في الرباط، بعدما تدهورت حالتها الصحية من جديد، وعلى نحو مقلق، لكنها على الرغم من ذلك تقاوم، وكلها أمل في الحياة.