بيروت - المغرب اليوم
قد يبدو البحث عن السعادة أمرًا بعيد المنال لعديد من الناس، فما بالك بصحافي يبحث عن السعادة، المهنة التي اتفق الجميع أنها مهنة المتاعب؛ لذلك تعطي محكيات عبد الله سعيد القطان في هذا الكتاب "صحافي يبحث عن السعادة" القيمة الجوهرية لمهنة الصحافة، وخاصة أنها تحيل إلى زمن راهن في محمولها، فمن خلال اشتغاله الخبر الصحافي سردياً وتحميله قضايا اجتماعية ومعيشية يكون الكاتب/الصحافي هنا قد أزاح الحدود الفاصلة بين الصحافة والفنون الأخرى، وسعى إلى تقديم فعلٍ إبداعي مميز عبر تقنية جديدة في العرض تبدو لنا أمرًا مدهشًا.
وقال عبد الله سعيد القطان عن كتابه هذا: "الحياة بالنسبة إليّ طريق أُحب أن أعرف خبرات من مرّ بها. وقد سمحت لي الصحافة أو مهنة البحث عن المشاق، كما يُطلق عليها، أو صاحبة الجلالة، أن أحضر الكثير من الندوات والمؤتمرات وأن ألتقي بكثير من الشخصيات داخل السجون ودور الأيتام؛ إضافة إلى مرضى نفسيين وإرهابيين ورجال أعمال وسفراء ومسؤولين ورجال دين وفنانين، ووجهت إليهم أسئلة عن الكيفية التي تخطوا فيها الصعاب في الحياة أو كيف يعيشون سعداء رغم ما ابتلوا به.
كتبت لكم هذا الكتاب لأنقل لكم ما استنتجت من أقوالهم وقصصهم وتجاربهم لعلها تكون وقوداً لكم في طريق الحياة، والنصيحة أصبحت أغلى من الجمل وهي ظل الإنسان الفطن. وربما ستقرأ قصصاً تقول: لماذا لم يذكرها الصحافي في صحيفته بالصور؟ والإجابة، ربما رفض صاحبها التصريح أو لم يقلها مباشرة، وحسب السياسة الصحافية المتبعة ترفض بعض الصحف نشر تصريح دون ذكر الشخص المصرح".
-وفي هذا الكتاب يتعرف القارئ على مهنة الصحافي عن قرب، وكيف يرفض أي سلطة على القلم؛ ويذهب إلى أقصى إمكانياته، ليقدم نصاً (مقالاً) مغايرًا فكريًا ومعرفيًا للسائد والمألوف والنمطي في قضايا ترتبط؛ بالإنسان، والوطن، والمستقبل، وقد عكست مقالات الكاتب القطان حريته الواعية في الكتابة، وقدرته على التقاط العلل، من خلال مشاركة السارد في فعل السرد، وفي احتواء الصحافي جزءًا مهمًا من الحدث في الوقت نفسه، وأخيراً كيف يُمكن للعمل الصحافي أن يكون مؤثرًا إيجابيًا في الملتقي.