القاهرة ـ المغرب اليوم
انتقد قضاة وإعلاميون في مصر ضعف الإقبال على التصويت في انتخابات الرئاسة، وأطلقوا اتهامات في حق المقاطعين للانتخابات تتفاوت بين الخيانة ومنح المبررات للإرهابيين والأعداء الخارجيين، بينما قلل بعضهم من أهمية المقاطعة على اعتبار أن الدولة ليست بحاجة للمقاطعين.
وفي تسجيل فيديو بثه ناشطون مصريون، قال رئيس نادي قضاة مصر المستشار أحمد الزند إنه من الظلم أن يطلق على المقاطعين للانتخابات اسم "ناس أو مواطنين"، ورأى أنهم عالة على المجتمع، وأنه لا ينبغي لأحد أن يشير إليهم لأنهم ارتضوا أن يكونوا على هامش الحياة، حسب تعبيره.
وانتهى المستشار إلى اعتبار مقاطعي الانتخابات مقاطعين للبلد نفسه، وقال إن الذي يقاطع بلده غير جدير بأن يحيا على أرضها.
وفي لقاء تلفزيوني، وصفت عضو المحكمة الدستورية العليا سابقا المستشارة تهاني الجبالي المقاطعين بالمتآمرين على مصر. ونظرا لأن عددهم لا يزيد في تقديرها عن خمسة ملايين مصري فقد رأت أن الدولة ليست في حاجة لهم.
وأضافت أن الشعب الحقيقي يرى أن الوطن "لا يباع في سوق النخاسة ولا يشترى من الباعة الجائلين"، وأنه لو اكتفى 20 مليونا بالتصويت فإن مقاطعة خمسة ملايين لن تكون مؤثرة.
أما الإعلامي مصطفى بكري فرأى أن مصر في حالة حرب، معتبرا أن نسبة المشاركة هي عنوان لقوة البلاد، وإلا فعلى الشعب المصري أن يتحمل مسؤوليته، حسب قوله.
وقال خلال لقاء تلفزيوني إن كل من يقرر عدم المشاركة في التصويت "يقدم قبلة الحياة للإرهابيين"، كما يقدم للأميركيين والغرب مبررا للطعن في مشروعية أحداث 30 يونيو/حزيران الماضي، في إشارة للانقلاب الذي أطاح بالرئيس المعزول محمد مرسي.
وتساءل بكري عن سبب ما اعتبره تراجعا في التأييد الشعبي للسلطة، حيث قال إن المشير عبد الفتاح السيسي دعا الشعب يوم 26 يوليو/تموز الماضي للنزول إلى الشوارع -في إشارة لطلبه التفويض بالتصدي للإرهاب المحتمل- فنزل حسب قوله 40 مليونا، وهو عدد لا يتناسب مع الإقبال الضعيف على الانتخابات.
وفي تصريح آخر للمستشار الزند، اتهم المقاطعين بأنهم باعوا بطاقاتهم الانتخابية لمن أسماهم الإرهابيين، ثم وجه انتقاده لمن يفعل ذلك بأنه يبيع عرضه وشرفه ورجولته.
ورأى الزند أن البلاد تعيش مرحلة فارقة، داعيا المواطنين للمشاركة بما يضمن تحقيق الحد الأدنى من النجاح، مضيفا "دعونا نفرح، ودعوا الناس تفرح".
وتتواصل لليوم الثالث على التوالي الانتخابات الرئاسية بعد تمديد التصويت ليوم آخر، حيث تحدث مراسلون عن استمرار ضعف الإقبال على التصويت منذ الصباح، في وقت أعلن فيه المرشح حمدين صباحي سحب جميع مندوبيه من اللجان الانتخابية احتجاجا على خروقات انتخابية.