لندن ـ كاتيا حداد
عادت الإعلامية فيكتوريا ديربيشاير إلى العمل في إذاعة "بي بي سي" مجددًا بعد تعافيها من سرطان الثدي، وشوهدت أخيرًا داخل ستديوهات المحطة في لندن، بعد أيام قليلة من إعلانها إكمال العلاج الكيميائي المرهق.
واكتشف ديربيشاير أنها مصابة بمرض سرطان الثدي في يوليو/تموز العام الماضي، وأجرت عملية استئصال للثدي وبدأت العلاج الكيميائي الذي أسفر عن فقدانها نصف شعرها تقريبًا، وكشفت في يناير/ كانون الثاني الماضي أنها بدأت ارتداء الشعر المستعار بعد فقدان شعرها نتيجة العلاج.
وارتدت مقدمة البرامج في أول ظهور لها ثوبًا أحمر وشعرًا مستعارًا أثناء تقديم برنامجها الخاص، وسجلت فيديو مؤثر عاطفيًا يجسد رحلتها مع العلاج، وأوضحت وهي تمسح دموعها أنها تتطلع إلى عناق أطفالها للاحتفال بانتهاء فترة العلاج، وذكرت الرئيس السابق لراديو 5 بي بي سي لايف في الفيديو "أنا سعيدة وعدت إلى منزلي ولا يمكنني إيقاف دموعي، عندما انتهت فترة العلاج توقفت عن أخذ العلاج وذهلت حقًا لم يمكنني تصديق الأمر، والآن أريد أن أرى أولادي بعد العمل وبعد عودتهم من المدرسة والاحتفال معهم وعناقهم".
ويظهر أبناء ديربيشاير في الفيديو وهم يقدمون لها باقة من الزهور متمنين لها نهاية سعيدة للعلاج الكيميائي، ونشرت الفيديو لمتابعيها على تويتر معلقة "وداعًا للعلاج الكيميائي"، كما قدمت يومياتها في فيديو منذ تشخيص المرض ومنذ بداية إجراءات العلاج، وأوضحت في وقت سابق أنها أرادت نشر هذه اللقطات لطمأنة النساء من إمكانية تلقي علاج هذا المرض، مضيفة "السبب الذي جعلني أريد أن أتحدث عما حدث لي هو أنني شخص منفتح جدًا، كما أنه يتم تشخيص شخص من كل ثلاثة أشخاص بالإصابة بالسرطان، وهنا أريد أن أقول أن الإصابة بالسرطان أمر يمكن إدارته".
وأثنت الرئيس التنفيذية لرعاية سرطان الثدي، سامية قاضي، على ديربيشاير والفيديو الصادق الذي قدمته، مضيفة "نعلم أن الكثير من النساء مثل فيكتوريا يشعرن بالإرهاق عند نهاية العلاج الكيميائي، لكن يعكس أيضًا الصعوبات الطويلة اللاتي مررن بها، والكثير منهن يقولن أنهن يشعرن بخوف وقلق شديد عما ينتظرهن في المستقبل"، وأفادت ديربيشاير أن فقدان شعرها بدأ في ديسمبر/ كانون الأول وفي بداية يناير/ كانون الثاني واضطرت لارتداء شعر مستعار، وأخبَرت القيدة أنها بصدد تناول علاج كيميائي يكافح انتشار المرض في جسدها ويمنع عودته مرة أخرى لكنه سيؤدي أيضًا إلى فقدان كل الشعر في رأسها.
وكشفت ديربيشاير في الفيديو كيف أثر العلاج الكيميائي على عينها، وقالت في تحدِ "هيا أرني ما ترغب في اختباري به، أرني ماذا يمكن أن يحدث أيضًا"، واعترفت مقدمة البرامج بأن العمل له دور كبير في إلهائها عن المرض لكنها لاحظت وجود كدمات في عروقها، قائلة للجمهور "لا أعرف ما إذا كنت ترون هذه الكدمات على يدي، إنها تبدو نوعًا من الذكرى للعلاج الكيميائي، هذه هي العروق التي يدخل فيها العلاج الكيميائي".
وظهرت ديرباشاير في الفيديو وهي تغسل الشعر المستعار، موضحة أنه شيء ضمن روتينها اليومي، وأوضحت أنها تشعر بالراحة مع آخر جلسات علاجها الكيميائي، مضيفة "لقد أذرفت الدموع وهو أمر غير معتاد بالنسبة لي طوال الستة أشهر الماضية، أعتقد أني كنت أركز في هذه العملية على التغلب عليها، وكنت أعيش كل يوم كما يأتي، ولكن مع اقتراب العلاج من نهايته أشعر بالتأثر عاطفيًا بشكل كبير، هذه دموع فرح لأن العلاج سينتهي قريبًا، سأتوقف عن ارتداء قبعة الرأس حيث حصلت على نصف شعري على الأرجح، أعتقد أنني سعيدة بشكل هيستيري للاقتراب من نهاية هذه الرحلة المؤلمة".
وفي نهاية الفيديو سمع صوت ساعة تدق معلنة نهاية العلاج، وشوهدت ديرباشاير وهي تسأل الممرضة هل الجميع يبكون في النهاية؟ ثم ارتدت قبعة الرأس لإخفاء شعرها الضئيل، وقالت قبل أن تطمئنها الممرضة أنها بخير "أشعر حقًا أنني أريد أن أبكي".