عمان ـ أونا
عايدة الزدجالي مذيعة عمانية في إذاعة وتلفزيون سلطنة عمان وهي من مواليد العاصمة مسقط، عملت كمعدة ومقدمة برامج تربوية وقارئة نشرات أخبار من 2005 وحتى الآن، من أهم البرامج التي عرفها الجمهور من خلالها برنامج "عمان في أسبوع" وأيضا برنامج "على السحور" الذي يعرض في شهر رمضان الكريم.
خلال عملها في المجال الإعلامي قدمت عايدة العديد من البرامج الاذاعية منها كتابات أخرى وعين على السينما وصباح الياسمين ونافذة للصباح وأمكنة في ذاكرة الأدباء والخيل عند العرب وأشواق الصباح وغيرها. أما تلفزيونياً فقد قدمت مجموعة من البرامج منها مرايا تربوية ودرس على الهواء وقهوة الصباح ومع الأوائل والحصاد السنوي. شاركت مؤخرا بملتقى المغردين الذى نظمته الشرق، دعت لضرورة وجود كيان اعلامي خليجى مشترك يبرز التراث والحضارة الخليجية للعالم.. الشرق التقتها فى حوار مطول عن رحلتها مع الاعلام ورؤيتها حول جملة من القضايا الاعلامية بالخليج، وذلك فى سياق حوارنا التالى.
فى البداية نود ان نتعرف على انطباعك ورؤيتك عن المنظومة الاعلامية القطرية؟
قطر بها نهضة اعلامية على مستوى عال من حيث الشكل والمضمون والتقديم والادارة والرؤية، وقد لمسنا هذا من خلال الجزيرة وان كانت لا تحسب ضمن الاعلام القطرى على اعتبار انها اعلام خاص، لكن تراكمات ما حدث فى الجزيرة انتقلت الى الاعلام الحكومى الذى شهد نقلة نوعية، من حيث الصورة والاداء والمحتوى فتلفزيون قطر بعد الهوية الجديدة يحمل رؤية للنهضة فى قطر، كما أن قناة الريان تعنى بالشأن التراثى وإبراز التراث بشكل عصرى، وهى امور تحسب للمنظومة الاعلامية القطرية، اما الصحف القطرية فقد بنت اسما واضحا بين الصحف العربية، وفى مقدمتها الشرق التى تحرص على مواكبة التكنولوجيا الحديثة من خلال الاعلام الالكترونى، وقد اثبتت الشرق أن بامكانها مواكبة الاعلام الجديد من خلال الملتقيات والمنتديات التى تتبناها، فضلا عن كونها اول صحيفة ورقية قطرية تطلق بوابتها الالكترونية، وكلها خطوات وقفزات تحسب للاعلام القطري.
ثقافة استخدام الوسائل الحديثة
وكيف وجدت ملتقى المغردين الذى نظمته الشرق وسجلت مشاركة بارزة فيه؟
فى البداية أود ان اتوجه بالشكر لـ الشرق على دعوتها لى بالمشاركة فى الملتقى، أود ايضا التأكيد على ان المجتمعات العربية واعلامها تفاعل تفاعلا كبيرا مع قنوات التواصل الاجتماعى، والذى يمكن تصنيفه بانه الرغبة فى التعرف على الجديد على اعتبار أن كل جديد مرغوب، ولكننا نستخدم هذه الوسائل بطريقة غير مسؤولة وينقصنا ثقافة استخدام الوسائل الحديثة مثل تويتر وفيس بوك ووتس اب وانستجرام وغيرها من التطبيقات الحديثة، وكما يقال ان العالم اصبح قرية صغيرة، ولكنه من خلال هذه البرامج اصبح العالم غرفة صغيرة نوجد بداخلها دائما، وهذه الغرفة تضم وسائل تعتبر سلاحا ذا حدين، ووجود مثل هذه المنتديات والملتقيات يعد من قبيل التوعية والتعريف بالطرق الصحيحة لاستخدام الوسائل الحديثة، وفى ملتقى التغريد والاعلام بين الحرية والمسؤولية كانت مشاركتى فى المحور الاول المتمثل فى قوانين النشر والاسماء المستعارة فى التغريد وكيف ترفع سقف الحريات فى استخدام هذه الوسائل وقد عرضت تجربتى فيما يخص التغريد واستخدامه وتفعيله فى سلطنة عمان، وكيف يتم تفعيله بين المؤسسات والافراد.
المذيعة العمانية عايدة الزدجالي
نود ان نطلع القارئ على نبذة عن رحلتك مع الاعلام متى وأين بدأت واهم المحطات التى مررت بها؟
بدايتى مع الاعلام كانت من خلال الاعداد البرامجى بوزارة التربية والتعليم، بعدها انتقلت لتقديم برامج اكبر من خلال برنامج "مرايا تربوية"، وكان ظهورى من خلال اعداد البرامج أما اول ظهور رسمى لى فكان اثناء تقديمى لمهرجان مسقط المسرحى عام 2003، بعدها قدمت برنامج "دراسة على الهواء" وهو اول برنامج تلفزيونى اقدمه عام 2005، حيث كانت النقلة الاهم فى حياتى وهى انتقالى لتقديم الاخبار ومنذ عام 2005 وانا أقدم الاخبار بالاذاعة والتلفزيون بالاضافة لتقديم العديد من المناسبات من بينها حفل تسليم جائزة السلطان قابوس لحماية البيئة فى 2007 وتغطية حفل افتتاح متحف "جوهرة مسقط" فى سنغافورة، وتلفزيونيا قدمت العديد من البرامج فى المناسبات الوطنية ومن بينها قمه مجلس التعاون فى مسقط عام 2009 ثم برنامج " عمان فى اسبوع " وهو برنامج اخبارى زاد من شهرتى بين الجمهور قدمته لمدة سبع سنوات واستطعت ان اترك فيه بصمة واضحة وكذلك البرنامج الحالى الذى اقدمه وهو برنامج "من عمان".
كوادر نسائية
تواجه العناصر النسائية العاملة فى مجال الاعلام فى دول الخليج عادة بعض الصعوبات بعضها شخصية واخرى اجتماعية فما هى الصعوبات التى واجهتك فى مسيرتك الاعلامية وكيف تغلبت عليها؟
على الرغم من اننى كنت اشارك فى جميع الانشطة المدرسية وكان اهلى يعلمون ميولى للعمل فى مجال الاعلام، ولكن كان هناك نوع من التخوف من دخولى هذا المجال وهو أمر طبيعى ان تحدث بعض الممانعات وكانت من قبل والدى رحمه الله من دافع خوفه عليّ ولكنه وافق فيما بعد وعندما رأنى على الشاشة كان هو الناقد الاول لى وكان أيضا أكثر المشجعين والداعمين لى، اما صعوبات العمل فهى صعوبات لا تتعلق بالنساء فقط ولكنها أجواء العمل التى قد لا تكون مريحة للجنسين فى بعض الاوقات ووجود الحساسية والغيرة بين الزملاء وسوء الفهم أحيانا وهى أمور غير مريحة فى كل مجالات العمل وليس فى المجال الاعلامى فقط.
تعرضت للايقاف فترة ثم عدت لتقديم برنامجك والظهور على الشاشة مرة اخرى فما سبب هذا الايقاف وما ملابساته؟
الايقاف بعيدا عن الخوض فى التفاصيل كان يتعلق باستخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعى الحديث وخطورة تأويل التغريدات التى نطلقها أحيانا وقد طويت تلك الصفحة وأهم شىء لدى اننى عدت للاعلام علما انها حادثة مريرة بالنسبة لى فلم تكن سلبياتها الوحيدة فى الايقاف، وأحسب لهذا الموقف أنه أظهر لى الكثير من الايجابيات لعل ابرزها مكانتى لدى الجمهور.
وماذا عن تقييمك للوجود النسائى الحالى فى مجال الاعلام الخليجى المسموع والمرئى؟
الوجود لو قارناه حاليا بما كان عليه فى السابق فسنجد انه أفضل بكثير فالمجتمعات الخليجية تغيرت واصبحت اسهل فى تفهم واقع المرأة فلدينا فى عمان وجوه نسائية تعمل فى مختلف المجالات الاعلامية حتى المجالات الفنية فى المؤسسات الاعلامية، واقتحمت المرأة مجال الاعلام بقوه لكن الطموح مازال يتطلع للاكثر، واعتقد ان هناك تفاوتا فى عدد النساء العاملات بالحقل الاعلامى لكنه فى كل الاقطار افضل مما كان عليه فى السابق، كما ان المرأة اصبحت تحظى بالاحترام الذى لم يكن موجودا من قبل بهذه الصورة.
كيف ترين دور مؤسسة الانتاج البرامجى المشترك وجهاز اذاعة وتلفزيون الخليج فى تفعيل التعاون الخليجى المشترك فى مجال الاعلام؟ أتمنى من كل المؤسسات المعنية وليس من مؤسسة الانتاج البرامجى المشترك وجهاز الخليج فقط أن تؤدى دورا أكبر فى ابراز التراث والحضارة الخليجية، لان اداءها الحالى يعتبر اداء موسميا فى مناسبات معينة وليس على مدار العام ووجودها بالطبع امر مهم، لكن لماذا لا توجد شبكة من القنوات الخليجية خاصة ان لدينا الكثير من الكوادر المهمشة التى يمكن استيعابها فى تلك الاعمال الجماعية، كما يجب ان تكون هناك شبكة اخبار خليجية تختص باخبار دول مجلس التعاون وتكون الناطق الرسمى باسمها، وكذلك ضرورة وجود قنوات للدراما الخليجية لابراز هويتنا بدلا من تكون اذاعات مناسبات.
الاعلام الخليجي
لا يمكن ان نضع الاعلام الخليجى فى سلة واحدة فهناك نوع من التفاوت بين دول الخليج وبعضها البعض وهناك مستويات متقدمة عن الاخرى بسبب الامكانيت المتاحة لها وهناك دول تحتاج لدعم ومع ذلك هناك قنوات تنافس وفى الصدارة من حيث المستوى والمصداقية فالجزيرة تنافس قنوات عربية وعالمية وام بى سى كذلك ايضا.
الممارسة والاجتهاد فى العمل هما الاساس فى عمل المذيع والمعد وفريق العمل، واصبحت هناك حالة من التوجه الحديث لمخاطبة الجمهور باللغة الدارجة واصبحت اللغة العربية غير ذات موضع اهتمام ظنا منهم أن اللغة الدارجة تصل أكثر وكذلك مطلوب المزيد من الاهتمام باللغة العربية وتجويد العمل بالمنظومة الاعلامية بشكل كامل.
هناك ايضا نسب مختلفة من الحرية فى الاقطار الخليجية وداخل القطر الواحد يوجد تفاوت بين هامش الحرية فبعض الدول ترفع سقف الحرية لقنواتها واعلامها الخاص فى الوقت الذى لا يتوافر ذلك للاعلام الحكومى فى نفس الدولة، وهناك فى بعض الدول نوع من التحفظ وبعض الدول الاخرى تقمع الحريات واخرى تفوق فيها الاعلام الخاص على الحكومى بسبب هامش الحرية.
الرصاصة لا تفرق بين الصحفى والجندى ولكن الأهم من ذلك الا تكون تلك الرصاصة متعمدة او موجهة لاسكات صوت الحق الذى ينقل ما يحدث وليس طرفا فى تلك الاحداث وهنا نكون امام جريمة، وهذه امور تتعلق بثقافة المجتمعات وقدرتها على تفهم دور الاعلاميين وما لم تكن هناك تلك الثقافة والقناعة فلن يتغير شىء وستستمر معاناة الاعلاميين.
ان وجود الجمال الى جانب الثقافة واللباقى فتلك ميزة اضافية وهناك من يقول اننا فى عصر ننظر فيه للشكل فقط ولكن الحقيقة ان المستوى الثقافى اهم بكثير ومستويات التفكير ويكفى ان الايمان بالجانب الثقافى اصبح موجودا لان فى السابق كان الجمال والثقافة شرطين فى هذا العمل، لكنى اؤكد ان المذيعة تستطيع ان تقدم نفسها بثقافتها، وفى الوقت الحالى يمكن تجاوز الجمال بالمساحيق وعمليات التجميل ولكنها اذا لم تمتلك القدر الكافى من الثقافة فلا شىء يمكن ان يعوضها. الاعلام الجديد
الاعلام الجديد اصبح له تأثيره على الاعلام التقليدى الذى بات مدعوا لمواكبة التقنيات والا سيتلاشى الاعلام التقليدى بعد ان اصبح المواطن يقوم بدور الصحفى واصبحت لكل صحيفة بوابتها الالكترونية لمواكبة الاخبار ومنافسة الاعلام الجديد. اما سلبية الاعلام الجديد الوحيدة فتتمثل فى الشائعات والحاجة لضبطها.
ان كان لدى من رسالة فسأوجهها لوالدى رحمه الله الذى رفض فى البداية عملى فى مجال الاعلام وكان اول الداعمين والمشجعين والناقدين لى وسرت على نهجه، واقول له اننى حققت بفضل الله ما كنت تتمناه وانظر اليك فى كل عمل اقدمه ولن اقدم الا كل ما يرضيك وكنت تفخر به اما الرسالة الثانية فهى للجمهور الذى وقف بجانبى ودعمنى وقدر جهودى وان كل ما حققته كان بتشجيعهم.