القاهرة - المغرب اليوم
سيارة رياضية عملية كبيرة ألهمت عشاق القيادة والسيارات بفضل تصاميمها المحدبة وقدراتها الممتازة على الطرقات غير الممهدة وطابعها الرياضي العام رغم أنها سيارة تنتمي إلى الفئة الرياضية العملية الكبيرة. إنها الجيل الجديد من إنفينيتي QX80 التي تتمتع بتقنيات جديدة ومتطورة مع وجه جديد لا بد أن يعشقه الجميع. وتنطلق هذه السيارة بقدرات قوية يعززها محرك سعة 5,6 ليترات (V8) يضخ قوة 400 حصان.
أطلقت إنفينتي مؤخرا في سوق الشرق الأوسط QX80 الجديدة تحت شعار يصف تجربة قيادتها بأنها «درجة أولى كل يوم»، وهو شعار تبين لي أنه صحيح عندما شاركت في تدشين هذه السيارة وتجربة قيادتها على طرقات سلطنة عمان. وبالفعل تأكد لي بعد تجربتها في مختلف ظروف القيادة بأنها مميزة عن الجيل السابق, بفضل التقنيات الجديدة التي تحملها خصوصا لجهة التعليق والأداء الديناميكي، والوجه الجديد الذي سيعشقه الجميع.
المظهر الخارجي: بالحديث عن المظهر الخارجي المميز، لا بد أن نبدأ بعرض أبعاد هذه السيارة التي تتمثل في طول إجمالي يبلغ 5290 ملم، وعرض 2030 ملم، وقاعدة العجلات 3075 ملم، ما يعني أن هذه السيارة عملاقة بكل معنى الكلمة، وتمثل QX80 سيارة مميزة لا تخطؤها العين، فلمسات التصميم في معظمها تأخذ أشكالا مدورة ما يضفي عليها وقفة جريئة على الطريق. ورغم ذلك لا أجد وصفا للمظهر الخارجي أفضل من الباروك (أسلوب التعبير الحر) والمبالغة، فواجهة السيارة تحيِّر لأن أبعادها لا تبدو صحيحة، والمصابيح الجديدة بلمبات LED تبدو رائعة ولكنها تبدو أيضا غير متناسبة مع التحدّب الموجود في غطاء المقدمة. وفي المقابل، تضفي خطوط التصميم الأنيقة فعلا شخصية ديناميكية على السيارة، خصوصا مع المقدمة ذات الشبك الرياضي الذي أجده آسرا بالفعل.
أما في ما يتعلق بالمظهر الجانبي فنلاحظ 3 فتحات تهوية جميلة، تعزز من أناقة السيارة، فيما تذكرني النوافذ الجانبية بين عامودي السقف الثالث والرابع بنيسان باترول. وهناك عنصر آخر ملحوظ من الوهلة الأولى هو ارتفاع السيارة الكبير عن سطح الأرض وتجاويف الإطارات الكبيرة، ما يعني أن هذه السيارة مصنوعة لتتعامل مع أنواع مختلفة من التضاريس والطرقات. وإذا نظرنا إلى الهذه الـ «إنفينيتي» من الجهة الخلفة نجد أن المؤخرة غير مثيرة، بل إنها تبدو كئيبة التعبير، حيث يبدو الصدام الخلفي مثل شفة مسطحة رغم أنه يضم شريطا كاملا من الألمنيوم للمساعدة على الحماية عند تحميل أو تفريغ السيارة، حيث هناك إمكانات كبيرة ومتسع كبير للتحسين. ولكن بشكل عام أعتقد أن السيارة تتمتع بمستوى خاص.
فخامة الداخل: ما تلحظه العين فورا خلال الولوج إلى مقصورة QX80 هو اتساعها الواضح، فهناك متسع كبير في كل صفوف المقاعد الثلاثة، كما يتوفر الداخل بتوليفة لونين هما القمحي أو الجرافيتي، وكلاهما يبدو جيدا في المقصورة ويعززان الشعور بالرحابة. ولكن من ناحية المقاعد لا أستطيع القول إن وثيرة رغم أن جلدها عالي المستوى، حيث احتجت لبعض الوقت لأجلس بارتياح في مقاعد الصف الأول خصوصا أن المقعد الأمامي لا ينزلق إلى الخلف بالقدر الكافي، كما أنه لا ينزلق إلى الأمام. ولكنني وجدت ميزة عبقرية في المقصورة، وهي الكونسول الأوسط الذي يأتي عبارة عن صندوق تبريد صغير، وتكمن العبقرية فيه بأن ركاب صف المقاعد الثاني يستطيعون استخدامه بواسطة مقبض موجود في متناول أيديهم، وهو أمر رائع في الرحلات الطويلة.
وهنا لا بد من ذكر حادثة حصلت معنا خلال تجربة القيادة، وهي أنه بينما كنا نقود السيارة مجتازين تلال عُمان الرائعة التي أنصح الجميع بزيارتها وزيارة ريف عمان، كان زميلي السائق يقود السيارة يمنة ويسرة وهو يتأرجح مثل دمية من القماش عندما يجتاز المنعطفات وينحدر نازلا من الجبال، لأن حزام مقعده لم يقفل من الجهة العليا، وهذ الوضع أخافني على سلامته، كما غمرني الرعب لأنني في مقعد الراكب بجانبه.
التكنولوجيا الجديدة: أضافت «إنفينيتي» تقنيات جديدة كثيرة إلى موديل 2015 أبرزها: نظام مساعدة الضوء العالي HBA أساسي في كل الموديلات، ونظام التنبيه والتنبؤ بالصدمة الأمامية PFCW أساسي في بعض الموديلات، ومؤشرات انعطاف (3-Blink) بلمسة زر واحدة أساسي في كل الموديلات. وأيضا هناك طقم كامل من أنظمة السلامة الأساسية في الموديل QX80 «لكجري جريد» تشمل فرملة أمامية طارئة، ونظام التنبيه للصدمة الأمامية، إلى جانب توفر مزايا مثل التنبيه للآجسام التي في المنطقة العمياء BSW، والتدخل بالمنطقة العمياء BSI، ونظام التنبيه عند الخروج عن خط السير LDW، والتدخل عند الخروج عن خط السير LDP.
القوة والأداء: لا شك أنكم تتوقعون محركا جديدا وناقل حركة جديدا يضجّان بالقوة والحيوية لأن هذه سيارة جديدة وجيل جديد، والحق معكم في هذه التوقع، إلا أن هذا ليس الواقع، فقد عمدت إنفينيتي إلى وضع المحرك السابق نفسه سعة 5,6 ليترات 8 أسطوانات V وناقل الحركة الإلكتروني 7 سرعات نفسه أيضا مع خاصية التحكم التفاعلي بالتنقيل (ASC) تماما كما في الجيل السابق. ولكن بفضل تحسينات في جوانب أخرى مثل الشاسيه والتعليق، من الصعب أن نفهم لماذا اختارت إنفينيتي الابقاء على التجهيزات السابقة نفسها. وتستخدم QX80 الجديدة المحرك 5,6 ليترات 8 أسطوانات V الذي يباهي باستجابة قوية وسريعة بفضل تقنية التوقيت المتغير مع الرفع للصمامات VVEL، إضافة إلى كفاءة نظام الحقن المباشر للبنزين (DIG)، والخلاصة هي قوة 400 حصان وعزم دوران 560 نيوتن متر.
تجربة القيادة: لا شك أنك خلال قيادة هذه السيارة تشعر بهدوئها ونعومتها بدرجة كبيرة، ولا تصدر ضجيجا من ناحية تجاويف الإطارات، حتى أن تقلبات سطح الطريق والحصى تتقلص إلى مجرد مطبات خفيفة أثناء انسياب السيارة برشاقة على الطرقات المختلفة بفضل نظام التعليق المستقبل ذو الشعبة المزدوجة في الأمام والخلف، مع ماصات اهتزاز مزدوجة طراز (Dual Flow Path). ورغم ضخامة حجم السيارة فإن قدرات ضبط المستوى الذاتية فيها تجعلها رشيقة ومرنة، فيما عجلة القيادة سريعة الاستجابة بدرجة مذهلة. كما أن ناقل الحركة سلس بدرجة رائعة أثناء التنقيل صعودا ونزولا. ولكن في مقابل ذلك، كان التسارع مخيبا للآمال، ما جعلني أتساءل إلى أين تذهب كل هذه القوة التي يولدها المحرك ذو 8 أسطوانات؟ والإجابة بسيطة وهي أن القوة يتم توزيعها أو تقسيمها لأغراض نظام إنفينيتي للدفع على كل العجلات (Infiniti All-Mode AWD).
ربما كان هذا الجواب من جانبه رد فعل غريزي أو نابع من تراث ثقافي قديم، لكنه محق في ما قال، فرغم كل التجهيزات الممتازة في هذه السيارة فهي لا تبرر التكلفة العالية للسيارة. ولكن، حسب رأيي، فإن ما تحصل عليه عندما تشتري هذه السيارة هو أفضل سيارة للرحلات موجودة في الأسواق. فإذا كنت ذاهبا في رحلة طويلة وتريد اجتياز صحراء أو رحلة سفاري وسلاسل جبال لا نهاية لها، فثق أن QX80 ستوصلك إلى وجهتك براحة تامة مع الأصدقاء وأفراد العائلة.