واشنطن - وكالات
على امتداد نظام الطاقة الخاص بنا، يتسرب أكثر من 50 % من الطاقة التي نستخدمها إلى البيئة المحيطة في هيئة حرارة مهدرة. واسترداد هذه النسبة المتسربة لا يفيد جيوبنا فحسب، ولكنه يعكس أيضا بعض التأثيرات الضارة التي تحدثها الحرارة المهدرة من بلداتنا ومدننا في المناخ. وتقول مجلة نيو ساينتست العلمية المتخصصة، في تقرير نشرته أخيراً، إن الحرارة المهدرة تمثل مشكلة هائلة. إذ وجد تقرير أصدرته وزارة الطاقة الأميركية عام 2008 أن ما تهدره الصناعة الأميركية سنويا من الطاقة في هيئة حرارة يضاهي ما يستخدمه 5 ملايين أميركي من الطاقة كل عام. ووجد التقرير أيضا أننا، باستخدام التقنيات المناسبة، نستطيع استعادة ما يقرب من نصف تلك الطاقة، ولكن قول ذلك أسهل من فعله. ويقول ديفيد ماكاي، كبير المستشارين العلميين لوزارة الطاقة وتغير المناخ البريطانية: إننا غالبا ما نتحدث عن كمية الحرارة المهدرة، ولكن ليس عن نوعيتها. فمعظم ما نفكر فيه على أنه "حرارة مهدرة" ليس في الواقع ساخنا إلى حد كبير، إذ تقل درجة نحو 60 % عن 230 درجة مئوية. وفي حين أن درجة الحرارة تلك قد تبدو مرتفعة للغاية، فإنها أقل من أن تشغل توربينا ما لتوليد الكهرباء. والبديل هو نقل الحرارة مباشرة إلى حيث تمس الحاجة إليها. وهذا هو ما تفعله محطات التوليد المشترك للطاقة. إذ تحتجز هذه المحطات حرارتها المهدورة وترسلها، في هيئة بخار أو ماء ساخن، عبر شبكة من الأنابيب إلى المدن القريبة. وهناك، تستخدم المباني الشبكة لتدفئة إمداداتها من الماء أو الهواء للتدفئة المركزية.