ميونخ ـ وكالات
غالبا ما تكون الطاقة الشمسية أقل تكلفة، ولكن من يريد الاستفادة منها في الليل أيضا يحتاج إلى بطاريات باهظة الثمن. هذا قد يتغير عما قريب، حيث يتوقع بعض الخبراء طفرة نوعية في تقنية التخزين ستساهم بشكل كبيرفي انخفاض الأسعار. في معرض Intersolar الأوروبي للطاقة الشمسية، الذي عقد مابين 19و21 من الشهر الجاري في مدينة ميونيخ، تم التركيز بشكل خاص على كيفية تخزين الطاقة الشمسية والاستفادة منها بشكل أفضل. وعرف هذا المعرض مشاركة حوالي 70 عارضا، قدموا آخر التقنيات في مجال تخزين الطاقة. وهي نسبة مشاركة أكثر بثلاث مرات مقارنة بمعرض السنة الماضية. ويتوقع الخبراء طفرة كبيرة في مجال بطاريات تخزين الطاقة الشمسية في السنوات القادمة، مما يساهم في خفض الأسعار. وتقدر مؤسسة أبحاث المختصة في تطورات الأسواق IHS أن تصل المبيعات السنوية العالمية لنظم تخزين الطاقة الشمسية بحلول عام 2017 إلى حوالي 7.5 مليار يورو. كان لبطاريات تخزين الطاقة الشمسية حضور قوي في معرض الطاقة الشمسية الأوروبي، سواء منها الموجهة لأرباب المنازل أو الشركات التي يمكنها الاستفادة من الطاقة الشمسية الرخيصة بالليل والنهار. ويمكن الحصول على البطاريات في مختلف الأحجام، مما يجعلها قابلة للاستخدام سواء في إضاءة المصابيح الصغيرة، أو كطاقة أساسية في بعض المستشفيات في المناطق الريفية، التي لاتتوفر على شبكة كهربائية. ماتياس فيتر من معهد فراونهوفر لأنظمة الطاقة الشمسية يراقب تطور تكاليف تكنولوجيا البطاريات عن كثب. وهو يعتبر أن بطاريات الرصاص الحمضي تظل حتى الآن الأرخص في الأسواق. كما أثبتت أيضا نجاعتها كبطارية للسيارة الكلاسيكية. ويقدر الباحث نسبة الطاقة التي يتم توفيرها في الساعة باستخدام هذا النوع من تكنولوجيا التخزين بحوالي 15 سنت يورو في كل كيلو واط . وهو أقل بكثير من باقي التقنيات المستخدمة حتى الآن في هذا المجال. ويعبر الباحث أيضا عن اقتناعه بأن المزيد من الابتكار والتوسع، الذي سيشهده هذا السوق في السنوات المقبلة سيساهم بشكل كبير في انخفاض تكلفة البطاريات، حيث ويتوقع فيتر أن تنخفض نسبة التكلفة لتصل إلى حوالي 10 يورو سنت لكل كيلوواط/ ساعة بحلول عام 2020. مع الانخفاض المستمر لتكلفة تخزين الطاقة يصبح توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بشكل كامل، أكثر ربحا وقادرا على منافسة الطاقات الأخرى. وعادة ما تكون الطاقة الشمسية أرخص مقارنة مع تكلفة الكهرباء من مولدات تعمل بالديزل. خاصة في المناطق النائية، التي لاتتوفر على شبكة الكهرباء. وتجاوبا مع حاجيات السوق في الدول النامية بشكل خاص،تصنع شركة Gildemeister للطاقة في مدينة بيليفيلد في ألمانيا أنظمة الطاقة الشمسية ببطاريات، يمكن نقلها من مكان إلى آخر. ويبلغ متوسط تكلفة الكهرباء المعتمد عل النظم التخزين، وفقا للشركة، حوالي 10-15 يورو سنت لكل كيلوواط في الساعة. عكس مولدات الديزل، التي لا يقل ثمنها عن 20 يورو سنت للكيلوواط.هذا بالإضافة إلى تكاليف النقل الباهظة،خاصة في المناطق النائية. وهو ما يجعل التكلفة الإجمالية تصل إلى واحد يورو لكل كيلو واط في الساعة. يعيش حولي ملياري شخص دون كهرباء. ولهذا فإن شركة Fosera في جنوب ألمانيا ترغب في الاستفادة من هذه السوق، حيث تبيع أنظمة الطاقة الشمسية الصغيرة للاستخدام المنزلي في المناطق الخالية من الشبكة الكهربائية. وذلك بالاعتماد على أنظمة شمسية مركبة مع بطاريات صغيرة وفعالة بتقنية الإضاءة المتطورةLED. كما تبيع الشركة أيضا أجهزة الراديو المنخفضة الطاقة وتلفزيونات بتقنية LED. وبما أن هذه الأجهزة تستهلك نسبة نسبة ضئيلة من الطاقة الكهربائية، تكون أنظمة الطاقة الشمسية صغيرة الحجم أيضا. وهذا يجعل ما يسمى نظام بيكو للطاقة الشمسية، المستخدمة في المنزل، يتناسب مع حاجيات العديد من البلدان النامية. وتبلغ تكلفة أنظمة الإضاءة ما بين 15 و75 يورو، باستطاعتها الإضاءة ليلا ونهارا. وهو ما يجعلها ايضا بديلا للمصابيح الزيتية.