ريو دي جانيرو -أ ف ب
تطفو الاف الاسماك النافقة جراء مرض غامض في خليج ريو دي جانيرو فيما ينازع بعضها بفمها المفتوح قبل ان ينتهي بها المطاف على جزيرة باكيتا الجميلة.ويشير الصيادون باصابع الاتهام الى التلوث النفطي. الا ان العلماء يشككون في ذلك لكنهم لم يوضحوا بعد سبب هذه "المجزرة" غير المسبوقة.رائحة نتنة تنتشر في ارجاء هذه الجزيرة الصغيرة البالغ عدد سكانها 4500 نسمة والتي لا يسمح للسيارات بالتحرك فيها. انها مكان يستقطب السياح بسبب سحرها الاستعماري الذي لم تطرأ عليه تغييرات واشجار الباوباب وهي الوحيدة من نوعها في البرازيل.
وتقول فيلما ليوكاديو من جمعية سكان باكويت "نريد ان نعرف سبب نفوق هذا العدد الكبير من الاسماك. الرائحة نتنة وثمة الكثير من الذباب في الجزيرة. السلطات تلزم الصمت ونحن نخاف ولم نعد نستحم في المياه ولم نعد نشتري السمك".وتؤكد روسيميري فيغويريدو (52 عاما "لم اعد اجرؤ على وضع قدماي في المياه مع جيف الاسماك هذه. نراها تنازع. اني اطلق نداء استغاثة من اجل باكويتا".
ورفعت شركة التنظيفات التابعة للبلدية "كوملورب" الاسبوع الماضي اكثر من 20 طنا من اسماك الشابل النافقة وهو نوع سمك يشمل السردين والرنكة فضلا عن اربع سلاحف بحرية.ويؤكد عالم المحيطات دافيد زي من جامعة ريو "اظهرت التحاليل ان الامر لا يتعلق بتلوث كيميائي او سام في المياه".اما لياندرو دايمون من المعهد الوطني للبيئة فقد اكد للصحافة ان تحاليل المياه في الخليج لم تكشف اي اثر لمادة كيميائية سامة او اي تحول غير طبيعي في تركيبة المياه وملوحتها او كمية الاكسيجين فيها.
ويؤكد "ليس لدينا حتى الان جواب حول ما يحصل فعلا لكن بامكاننا ان نستبعد بالتأكيد فرضية وجود تلوث كيميائي يؤدي الى نفوق الاسماك".ومنذ فترة طويلة يلوث النشاط البشري الموقع الطبيعي الخلاب لخليج ريو مع رمي نفايات كيميائية صناعية، ومع مياه المجارير التي تلقي اطنانا من النفايات يوميا، وهي تطفو على السطح بين عشرات سفن الشحن او ناقلات النفط.
والخليج الذي سيستضيف بعض الرياضيات المائية في دورة الالعاب الاولمبية العام 2016 بات في غالب الاحيان اشبه بسلة مهملات بحرية.الا ان الصيادين المستقلين الصغار في الخليج لم يسبق ان شهدوا ظاهرة كهذه. ورغم تأكيدات العلماء، فهم يوجهون اصابع الاتهام الى نشاطات شركة "بتروبراس" البتروكيميائية.وارسلت خمس اسماك الى دائرة علم الاحياء في جامعة ريو لاجراء تحاليل وستعرف النتيجة قريبا. وسيسعى العلماء الى تحديد المؤشرات حول وجود تلوث سام في احشاء الاسماك او وجود مرض محتمل يطال فقط هذا النوع.
ويرجح عالم المحيطات دافيد زي "فرضية ان تكون هذه الظاهرة ناجمة عن تلوث حراري للمياه".ويوضح لوكالة فرانس برس ان "الشابل سمك حساس جدا على نقص الاكسجين" مضيفا ان "حرارة المياه القوية المسجلة في الفترة الاخيرة والتي تراوح بين 27 و30 درجة مئوية عند الجوانب غير العميقة للجزيرة تؤدي الى تراجع قابلية الاكسيجين على الانحلال" مما قد يؤدي الى نفوق هذا النوع اختناقا.وتقع جزيرة باكويتا التي اكتشفها الفرنسي اندريه تيفيه العام 1556 في اقصى الخليج حيث لا تتجدد المياه كثيرا ويزيد من هذه الظاهرة حركة المد الخفيفة خلال هذا الموسم.
يراقب عالم الاحياء ماريو موسكاتيللي مياه الخليح منذ 20 عاما وهو مصاب بالحيرة من هذه الظاهرة.ويقول "لقد حلقت فوق المنطقة مطلع تشرين الاول/اكتوبر وكانت هناك اسماك تطفو على سطح المياه. ظننت في البداية انها اسماك رماها الصيادون في المياه. الا ان الامر مستمر منذ فترة طويلة الان ورأيتها تنازع وكأن الاكسيجين ينقصها".وهو لا يعزو الظاهرة الى تلوث كيميائي "لان انواعا اخرى كانت لتنفق ايضا في هذه الحالة".ويختم قائلا "لدينا اسئلة اكثر مما لدينا اجوبة".