مراكش - و.م .ع
أكد المستشار لدى المعهد الدولي لتغذية النباتات محمد الغروس أن "الاستخدام الناجح والمتوازن للمواد المخصبة للتربة، من شأنه الرفع من المحصول الزراعي في بلدان منطقة شمال أفريقيا بنسبة 50%.وأوضح الغروس، الذي يشغل أيضا مدير المعهد الوطني للبحث الزراعي بسطات، على هامش أشغال ورشة بشأن موضوع "فرص وتحديات خصوبة التربة في شمال أفريقيا", أن "تعميم وتوسيع استخدام الممارسات الفضلى للتخصيب الزراعي، تكتسي أهمية كبرى من أجل بلوغ غاية تحقيق الأمن الغذائي، والذي يعتبر هدفًا استراتيجيًا بالنسبة لبلدان شمال أفريقيا". وأبرز أن "استخدام المواد المخصبة في المغرب، وكباقي كافة بلدان المنطقة، لا يتجاوز نصف الحاجيات الحقيقية للقطاع الفلاحي، وأن 50% من هذا الاستخدام تهم زراعة الخضر والفواكه، التي لا تمثل مساحات كبيرة، مقارنة مع تلك المخصصة للحبوب".وأوضح الخبير المغربي أن "استعمال المواد المخصبة في المناطق الجافة وشبه الجافة في المغرب، يساهم في الرفع من الإنتاج، بنسبة 10 قنطارات في الهكتار الواحد"، مذكرًا بأن "المحصول الزراعي في هذه المناطق يصل في المتوسط إلى 15 قنطار في الهكتار الواحد، في حين أن استخدام الأسمدة يمكن من بلوغ 25 قنطار في الهكتار الواحد، وقد يصل إلى 30 قنطار". وأكد أن "هناك عملا كبيرًا يتعين القيام به في المغرب، كما هو الحال في بقية بلدان المنطقة، من أجل تعميم استخدام مواد التخصيب وتطوير التقنيات الناجحة لتغذية النباتات، مستعرضًا العوامل الأخرى المحددة لبلوغ محصول زراعي جيد، من قبيل استخدام البذور التي تتلاءم مع التربة والماء والتقنيات الفلاحية".ويقول الغروس: غير أن استعمال الأسمدة، يرفض نفسه، شرطًا أساسيًا من أجل الحصول على منتوج زراعي يتسم بالجودة والوفرة. وأضاف أنه "علاوة على المحصول، فإن استخدام المواد المغذية للنباتات يطرح أيضًا مسألة تكتسي أهمية كبيرة وهي المرتبطة بصحة الإنسان، بحيث أن المنتوج الفلاحي الذي استفاد من الاستخدام المتوازن للأسمدة يوفر قيمة غذائية جيدة للمستهلك ولا يشكل أية خطورة على صحته".وأوضح، من ناحية أخرى، أن "مشروع المعهد الدولي لتغذية النباتات، لتشجيع استخدام المواد المخصبة يكتسي أيضًا بعدًا اجتماعيًا"، مبرزًا أن "برامج وأنشطة المعهد تستهدف بالدرجة الأولى الفلاحين الصغار والضيعات الفلاحية الصغرى، وكذا مساعدة هذه الشريحة على تحسين محصولها والرفع من مداخيلها والنهوض بوضعيتها الاجتماعية".ولم يفت الخبير المغربي التنويه بـ "الجهود التي تبذلها وزارة الفلاحة والصيد البحري لتشجيع استخدام المواد المخصبة"، مذكرًا في هذا الصدد بـ "مبادرة إحداث المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، والذي أوكلت إليه مهمة القيام بأنشطة للقرب لفائدة الفلاحين، فضلا عن العمل على تأمين توفير الأسمدة الملائمة في الوقت المناسب".ومن ناحية أخرى، أشار مدير المعهد الوطني للبحث الزراعي بسطات إلى أن "المعهد الدولي لتغذية النباتات يعتزم، ابتداء من العام المقبلة، إحداث شبكة خاصة في شمال أفريقيا لتشجيع استخدام المواد المخصبة، وتهدف إلى تنسيق جهود الخبراء في الدول الأعضاء وتبادل التجارب والخبرات ووضع برنامج عمل مشترك بالنسبة لبلدان شمال أفريقيا". ويشار إلى أن المعهد الدولي لتغذية النباتات، الذي يعتبر منظمة غير حكومية يوجد مقرها في الولايات المتحدة الأميركية ولها فرع في كينيا، فتح أخيرًا مكتبًا إقليميًا في المغرب يوجد مقره بسطات، وذلك بعد طلب تقدم به المكتب الشريف للفوسفاط والمعهد الوطني للبحث الزراعي.ويشارك في هذا اللقاء، التي يعد الأول من نوعه في شمال أفريقيا، أكثر من 40 مشاركًا يمثلون بلدان منطقة شمال أفريقيا (المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا)، بالإضافة إلى السنغال وإيرلندا والأردن وكندا والولايات المتحدة الأميركية.