برلين ـ وكالات
مدن ساحلية تغمرها المياه وأعاصير مدمرة وقحط: هذا هو السيناريو الذي ترسمه أحدث دراسة لعلماء المناخ عن مستقبل كوكبنا إذا ارتفعت درجة الحرارة أربع درجات مئوية. ويأتي الكشف عن الدراسة قبل أسبوع من مؤتمر المناخ في الدوحة حذر رئيس البنك الدولي، جيم يونج كيم، من أن مناطق ساحلية كبرى مثل موزمبيق وبنجلاديش من المحتمل أن تواجه اختلالا كبيرا على مدى القرن المقبل، إذا استمر الاحتباس الحراري على مساره الحالي. و يُنحى باللائمة أيضا على ارتفاع درجة حرارة المحيطات، التي تتسبب في ذوبان مناطق شاسعة من القمم الجليدية القطبية، و في زيادة عنف العواصف والأعاصير. و قال كيم للصحفيين: "اعتقد أن إعصار ساندي وضع قضايا تغير المناخ في بؤرة التركيز بشكل أكبر، وخصوصا هنا في الولايات المتحدة، بل وفي مناطق أخرى على ما اعتقد". ودعا البنك الدولي الحكومات إلى ضخ تريليون دولار، تدفعها حاليا لدعم الوقود الأحفوري، في تعزيز البنية التحتية "الخضراء" من أجل خفض انبعاث الكربون. وأعد معهد "بوتسدام" الألماني لبحوث وتحليلات التأثيرات المناخية تقرير "إخفض الحرارة" العلمي قبيل مؤتمر الأمم المتحدة المقبل حول تغير المناخ، الذي يعقد في العاصمة القطرية الدوحة في الفترة من 26 تشرين ثاني/نوفمبر حتى 7 كانون أول/ديسمبر من العام الجاري . و يعطي التقرير لمحة سريعة لأحدث علوم المناخ، حيث يقول "إن كوكب الأرض في طريقه لترتفع درجة حرارته بأربع درجات مئوية بحلول عام 2100 ". كما خلص التقرير إلى أن التعهدات الحالية بتقليل الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري لن تجدي بشكل كبير في مواجهة ارتفاع درجات الحرارة. يذكر أن ارتفاع درجة الحرارة منذ الثورة الصناعية وحتى اليوم يبلغ 0,8 درجة مئوية. ويتوقع العلماء أن يصل ارتفاع درجات الحرارة حتى نهاية القرن إلى 3، 3 درجة مئوية، وفي أحسن الأحوال إلى 2،6 درجة مئوية. وبينما ستعاني بعض المناطق من الفيضانات المتكررة، كما يقول التقرير، ستصاب مناطق أخرى بنوبات جفاف قاسية. و من هذه المناطق دول جنوب أوروبا ودول حوض البحر المتوسط ودولا إفريقية ومناطق شاسعة من أمريكا الجنوبية والشمالية. وتوقع العلماء تناقص كمية المياه في أنهار الدانوب والميسيسيبي والأمازون، في حين ستفيض أنهار مثل النيل و الغانج. و عموما، فإن الباحثين يتوقعون زيادة كبيرة في التقلبات الحادة للطقس. ويفيد التقرير بأن ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار أربع درجات مئوية سيتسبب في ارتفاع مستوى البحار بمعدل بين نصف المتر ومتر واحد بحلول عام 2100، ما يسفر عن تكرار موجات الحر الشديدة سنويا بدلا من وقوعها حاليا بفاصل مئات الأعوام، بل وربما يؤدي ذلك إلى الإخلاء التام الإجباري لبعض الجزر أو المناطق. وقال كيم إنه حتى الهدف الدولي الرامي إلى تقليص معدل ارتفاع درجات الحرارة إلى درجتين مئويتين فقط "سوف يسبب بالفعل أضرارا شديدة ومخاطر، ولا سيما للدول الأكثر تعرضا للخطر والأكثر فقرا". و تشكل هذه النتائج التي يعرضها التقرير ضغطا على المجتمع الدولي للتقدم في مفاوضات تغير المناخ المتعثرة. وفي آخر محادثات الأمم المتحدة حول المناخ، والتي عقدت بمدينة دربان في جنوب أفريقيا قبل عام، توصل المتفاوضون إلى التعهد ببحث اتفاق أوسع نطاقا وطويل المدى حول المناخ، ولكن مع تأجيل اتخاذ القرار إلى كانون أول/ديسمبر 2012 حول تمديد العمل ببروتوكول كيوتو. وتنتهي فترة سريان بروتوكول كيوتو، التي استمرت خمسة أعوام، الشهر المقبل.