لوس أنجليس ـ أ.ف.ب
يتوقع ان يكون موسم الحرائق كثيفا هذه السنة في الغرب الاميركي مع عشرات ملايين الاشجار الهالكة ودرجات حرارة قياسية واستمرار الجفاف.
وشدد الموقع الاميركي لتوقع الحرائق "بريديكتيف سيريسيز" ان "موسم الحرائق يدخل في عز نشاطه في حزيران/يونيو وتموز/يوليو في الولايات المتحدة وثمة منطقتان ينبغي مراقبتهما عن كثب : الاسكا (..) و جنوب غرب" البلاد.
وحذر الموقع انه "مع تقدم الموسم الجاف (..) نتوقع ان تكون الحرائق الواسعة النطاق اكثر من المعدل الطبيعي".
ومنذ مطلع السنة قضت الحرائق على حوالى 8500 كيلومتر مربع في الولايات المتحدة. وتشهد البلاد راهنا عشرة حرائق كبيرة من بينها اربعة في اريزونا ونيو مكسيكو.
وفي كاليفورنيا "ثمة احتمال كبير" لتسجيل موسم حرائق من الاسوأ حتى الان على ما تقول لين توماشوف الناطقة باسم معهد كاليفورنيا للمعلومات حول الحرائق "كالفاير" لوكالة فرانس برس.
ويوضح دانييل بيرلانت وهو ناطق اخر باسم "كالفاير"، ان كاليفورنيا التي تضم اكبر عدد من السكان بين الولايات الاميركية، "لا تزال تواجه جفافا خطرا واستثنائيا" بعد اربع سنوات من المتساقطات غير الكافية.
ويوضح "في الاشهر الاخيرة زادت حرائق الغابات والاحراج بسرعة وباتت بمستوى عددها المسجل خلال الفترة نفسها العام الماضي" مع انها انطلقت متأخرة عن العام الماضي بسبب امطار غزيرة هطلت على شمال كاليفورنيا.
فقرب سانتا باربرا شمال لوس انجليس ينتشر حريق شيربا في غابة لوس بادريس الوطنية بسرعة كبيرة بسبب رياح قوية.
وقد اتسعت رقعته من خمسة كيلومترات مربعة الى 16 كيلومترا مربعا بين يومي الخميس والجمعة ولا يزال خارج السيطرة دافعا السلطات الى اعلان حالة الطوارئ واغلاق الطرقات السريعة المحلية بشكل متقطع.
واوضحت الناطقة باسم مركز المعلومات في منطقة سانتا باربرا "انه اوسع حريق منذ العام 2009" في هذه المنطقة السياحية.
ويهدد الحريق حوالى 270 منشأة وقد اضطر السلطات الى اجلاء مئات المقيمين من منازلهم فيما يحارب 1230 اطفائيا الحريق.
- وقود وعد ثقاب -
وثمة حريق "بوني فاير" شمال كاليفورنيا وهو يمتد على عشرة كيلومترات مربعة.
وقبل اسبوعين ادى حريق اخر الى اجلاء خمسة الاف شخص في احدى ضواحي لوس انجليس الراقية التي يقيم فيها الكثير من النجوم وبينهم جيسيكا سيمبسون وافراد من عائلة كارداشيان.
وبعد اربع سنوات من جفاف قياسي تندلع الحرائق بسرعة كبيرة في كاليفورنيا عند اقل شرارة.
وقد تعرضت الغابات ولا سيما في جبال سييرا نيفادا لضغوط كبيرة مع هلاك حوالى 29 مليون شجرة ما زاد من انتشار الحشرات التي تنشر جذور الاشجار.
وكان حاكم كاليفورنيا جيري براون خصص منذ الخريف الماضي اموالا طارئة منددا "بأسوأ مجزرة تطال الاشجار في تاريخ الولاية الحديث".
وهذه الجذوع الهالكة المنتشرة في الغابات هي بمثابة "الوقود الذي ينتظر عود الثقاب" على ما تؤكد لين تولماشوف.
وتوضح "ثمة عشر مناطق تواجه خطرا متزايدا بوقوع حرائق بسبب ارتفاع اعداد الاشجار الهالكة" خصوصا في اماكن تعرضت لحرائق العام الماضي مثل محيط مدينة اوبرن.
ومن عوامل الخطر الاخرى درجات الحرارة "القياسية الخطرة" المتوقعة في الايام المقبلة في الجزء الجنوبي من كاليفورنيا مع 37 درجة مئوية في لوس انجليس و47 في بالم سبرينغز.
وتضيف "لا زلنا في حزيران/يونيو وفي حال استمرت الحرارة على هذا النحو فان الامور ستصعب بعد اكثر".
والخطر يشمل الغرب الاميركي برمته اذ تواجه ولايتا واشنطن واريغن ايضا جفافا وخطر وقوع حرائق.
والعام الماضي عرفت ولاية واشنطن خصوصا، اسوأ موسم حرائق في تاريخها.