بكين - شينخوا
تعتبر الصين ودول عربية كثيرة الأشد تعرضا للتصحر في العالم. ولذلك كثف الجانبان التعاون الثنائي وعمقه في السنوات الأخيرة. وكما حثت حكمة نبي الاسلام محمد : " أطلبوا العلم ولو في الصين " قام عدد كبير من الخبراء والمتخصصين العرب بزيارة الصين من أجل دراسة التدابير المتقدمة والمحاولات الفعالة لكبح التصحر.
وظلت الوقاية من ومعالجة التصحر مشكلة تأرق العالم كله، وهي أخطر قضية ايكولوجية تواجهها الصين حاليا، إذ شكلت مساحة الأراضي المتصحرة 27 في المائة من إجمالي أراضي البلاد، فيما أدت إلى خسائر اقتصادية مباشرة بلغت قيمتها أكثر من 120 مليار يوان ( حوالي 17.4 مليار دولار أمريكي ) سنويا، وأثرت على ما يزيد على ثلث عدد السكان في الصين.
ومنذ خمسينات القرن الماضي، بدأت الصين في تنفيذ الكثير من المشاريع الايكولوجية بما فيها (( مشروع الحزام الغابي في شمال شرقي وشمال وشمال غربي البلاد )) ومشروع إعادة الحقول إلى الغابات ، وتشجيع المزارعين المحليين للمشاركة في معالجة التصحر، سعيا وراء تحسين البيئة الايكولوجية وتخفيف الفقر في المناطق المتعرضة للتصحر.
وبذلت الحكومة الصينية المزيد من الجهود في مجال الوقاية من والسيطرة على التصحر بعد دخول القرن الـ21، حيث أنفقت المليارات من الدولارات الأمريكية في هذا المجال سنويا، نتيجة لذلك، تمكنت الصين من وقف خطى الصحراء التي توسعت 3436 كيلومترا مربعا سنويا في تسعينيات القرن السابق، كما أنها قادرة الآن على إصلاح أراضي متصحرة على مساحة 1400 كيلومتر مربع كل سنة.
ولم تبخل الصين في الوقت الذي حققت فيه إنجازات مثمرة في معالجة التصحر. إذ تعزز تعاونها الدولي وتبحث مع الدول المعنية الأخرى تكنولوجيا وإدارة مشاريع في مجال الحفاظ على التربة والماء ومعالجة التصحر. وبدأت تقديم دورات تدريبية تستهدف مساعدة الدول العربية منذ عام 2006، شارك فيها ما يزيد على 220 من الأكفاء الفنيين العرب.
وكان بلقاسم من هيئة أبحاث الموارد المائية بولاية الشلف الجزائرية من ضمن الوافدين العرب المشاركين في الدورة التدريبية في العام الجاري، مع العلم أن هذه هي المرة الأولى التي زار فيها الصين من أجل الاستفادة من خبرات معالجة التصحر. قال إن الشروط المناخية والمائية في بلاده سيئة جدا مما يعرقل التقدمات في هذا المجال، مضيفا أن الفنيين يبذلون جهودا هائلة ويبحثون عن خبرات ناجحة.
ومن خلال مشاركته في الدورة التدريبية التي دامت 20 يوما، شهد بلقاسم ثقة وأعمال الصين في الوقاية من ومعالجة التصحر وحماية البيئة الايكولوجية، لافتا إلى أن (( شبكة العشب )) هي أسلوب فعال جدا لتثبيت الرمال، بينما ساهمت زراعة بعض النباتات المقاومة للجفاف والبرد كثيرا أيضا، مشيرا إلى أنه سينقل ما يتعلمه من التكنولوجيا والخبرات في الصين ويحاول تنفيذ هذه التكنولوجيا والخبرات في بلاده.
بهذا الصدد، ذكر ما جين يوان، رئيس مديرية الغابات بمنطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين أن الصين لا تبخل بتقنياتها وترغب في مشاركتها مع الدول الأخرى، لأن قضية الوقاية من ومعالجة التصحر هي صعوبة يواجهها البشر كله.
ويأتي العشرات من الفنيين العرب سنويا إلى الصين لمعرفة قصص تحدث في الصحراء البعيدة عن وطنهم، ومشاهدة التغيرات الايجابية وحكمة الشعب الصيني وروحه، لينقلوا التكنولوجيا والخبرات الجديدة إلى وطنهم ويقدموا مساهمات في مجال معالجة التصحر.