سطات - المغرب اليوم
ظل وادي بوموسى يمثل هاجسا لسكان سطات، سواء لكونه ما انفك يهدد المدينة بالفيضانات منذ القدم، أو لأنه لازال يؤثر على بيئتها بسبب تحوله من واد لمياه الأمطار إلى مكان لرمي النفايات ومخلفات المصانع المجاورة، إذ يفضل عدد من السكان المجاورين للوادي إغلاق نوافذ منازلهم تفاديا للروائح المنبعثة منه، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، مطالبين بالإسراع في إيجاد حل نهائي لمشكل المجرى الذي عمّر منذ عقود.
وادي بوموسى، الذي يفصل المدينة إلى قسمين، اشتهر بفيضاناته أعوام 1926 و1927 و1934 و1940، وكانت فيضانات 1955 أشدها وقعا على المدينة، إذ خلّفت ضحايا من البشر والبهائم، لتتوقف قليلا حتى تكرار المأساة عامي 2001 و2002، وهي الفيضانات التي أتت على الحيوان والبشر والشجر والحجر، وتطلبت تدخلات منذ عهد وزير الداخلية إدريس البصري، ابن مدينة سطات، للحدّ من أخطار الوادي.
مع نشأة المنطقة الصناعية لمدينة سطات في هضبة مجاورة لوادي بوموسى، عند ارتفاع يصل إلى 620 مترا، تحوّل الوادي إلى مطرح للنفايات الصناعية الخاصة بالمعامل، إذ أكدت تقارير جمعوية مختصة في المجال البيئي أن جل الوحدات الصناعية بسطات تقذف فيه نفاياتها السائلة دون معالجة قبلية؛ زيادة على أن محطات المعالجة القبلية القائمة لا تشتغل بصفة منتظمة، وهو ما عقدت بشأنه اجتماعات تحسيسية منذ 2010 بحضور الصناعيين والسلطات المعنية لحث المستثمرين الصناعيين على ضرورة احترام التوصيات الخاصة باحترام البيئة.