واشنطن ـ وام
وقال العلماء أمس الجمعة إنه يبدو أن باطن الأرض يحتفظ بكميات هائلة من المياه تختزنها طبقة صخرية من وشاح القشرة الأرضية على أعماق تتراوح بين 410 و660 كيلومترا في جوف الأرض.
لكن لا تتصور أن بإمكانك أن تروي ظمأك من هذا الماء إذ انه ليس في الحالة السائلة أو أي صورة أخرى سواء كانت متجمدة كالثلج أو غازية كالبخار.
الماء هنا مرتبط بالتركيب الجزيئي لمعدنين يسميان "رنجودايت" و"وادسلايت" في الطبقة الصخرية للوشاح التي تتميز بقدرتها الفريدة على الاحتفاظ بالماء كالإسفنج.
وقال ستيف جاكوبسن، أستاذ الجيوفيزيقا بجامعة نورثوسترن في تصريحات: "ربما تكون هذه الكميات من المياه، إما تعادل، أو تفوق كمية المياه مجتمعة في المحيطات، وهذا يغير أفكارنا عن تركيب الأرض".
وأضاف: "ما نتحدث عنه لم يعد ماء سائلا على هذه الأعماق الكبيرة، وإن وزن مئات الكيلومترات من الصخور وارتفاع درجة الحرارة عن 1000 درجة مئوية يعملان على تحليل الماء إلى مكوناته الأساسية، إنه ماء ليس قابلا للاستخراج وليس مصدرا للماء على أية حال".
ومضى يقول إن الماء هبط إلى طبقة الوشاح بالقشرة الأرضية مرتبطا بالمعادن خلال تكوين الصفائح البنائية للأرض وهي عملية بطيئة معقدة تضمنت تحرك ألواح صخرية ضخمة ما أسهم في تكوين سطح الأرض.
وعندما وصلت المعادن المرتبطة بهذه المياه إلى أعماق معينة تحللت في عملية تسمى الجفاف وانفصال الماء، مما أسهم في تكوين طبقة الصهير (المجما).
وتشيع مثل عملية الجفاف هذه في طبقة الوشاح ما يمثل مصدر الصهير في كثير من البراكين.
وفي دراسة نشرتها دورية (ساينس)، طرح الباحثون أدلة على أن مثل ذلك يحدث أيضا على أعماق في طبقة الوشاح وفي منطقة يطلق عليها "المنطقة الانتقالية" وتقع بين الطبقتين العليا والسفلى للوشاح.