نيودلهي - أ.ف.ب
اعطت المحكمة العليا في الهند الإثنين الضوء الاخضر لتشغيل أكبر منشاة لتوليد الطاقة النووية في البلاد في ولاية تاميل نادو (جنوب) رغم احتجاجات واسعة النطاق. وقالت المحكمة في قرارها المتعلق بمنشاة كودانكولام ان "المنشاة اقيمت لمصلحة الشعب". واضافت "الحكومة حصلت على الموافقات الضرورية وتطوير منشاة الطاقة النووية مهم للهند". ومنشأة كودانكولام التي تبنيها روسيا، اكبر مشروع لانتاج الطاقة النووية في الهند وصممت لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء في ثالث اكبر اقتصاد في اسيا حيث انقطاع الكهرباء امر شائع. ووضعت اولى خطط بناء المنشاة في 1988 وتم انجاز اثنين من المفاعلات. وكان من المفترض ان تبدا المنشاة عملها في 2011 لكن احتجاجات واسعة وعنيفة في غالبها، من قبل السكان المحليين القلقين من خطر الاشعاعات، ارجأت التشغيل. ورفع النشطاء المعارضون للطاقة النووية العديد من العرائض لدى المحكمة العليا يطعنون فيها بالمشروع لاسباب متعلقة بالسلامة. وقال القاضيان ج.اس بانيكر راداكريشان وديباك ميشرا في الحكم "علينا ان نوازن بين المصالح الكبرى والضرورات الاقتصادية". وامرت المحكمة في نفس الوقت الحكومة بتقديم تقرير نهائي حول مسألتي السلامة والتخلص من النفايات الخطيرة. ويقول معارضو المنشاة انها تقع في منطقة زلزالية حساسة ويخشون من ان تؤدي كارثة شبيهة بكارثة فوكوشيما الى مقتل الالاف في المنطقة الساحلية. كما يخشى الصيادون وهم يشكلون غالبية السكان المقيمين في المنطقة القريبة من المنشاة، من تاثير المنشأة على الحياة البحرية. وقال كارونا راينا الناشط من مجموعة غرينبيس المناهضة للتكنولوجيا النووية "لا تزال هناك العديد من المشكلات مع المفاعلات المنجزة. المحكمة بحاجة لضمان الرد على تلك المسائل قبل اعطاء الضوء الاخضر". واضاف "حتى مشكلة صغيرة يمكن ان تؤثر على عدد هائل من الناس". والمنشاة النووية كانت مصدرا للتوتر المتزايد بين سلطات الولاية والسلطات الوطنية. لكن رئيس الوزراء مانموهان سينغ كان من الداعمين للمشروع ولخطط حكومته الاوسع المتعلقة بتطوير الطاقة النووية. ومنشاة كودانكولام واحدة من المنشات العديدة التي تامل الهند في بنائها بهدف توليد 63 الف ميغاوات من الطاقة النووية بحلول 2030 في اطار خطة لمضاعفة المستويات الحالية 15 مرة، بحسب هيئة الطاقة النووية في الهند. والطاقة النووية اولوية للهند منذ 2008 عندما قام الرئيس الاميركي السابق جورج دبليو بوش بتوقيع اتفاق اصبح قانونا مع نيودلهي انهى حظرا استمر عقودا يمنع بيع الهند تكنولوجيا نووية مدنية اميركية.