الجزائر – ربيعة خريس
أحصت المديرة العامة للغابات في الجزائر 1406 حرائق منذ بداية يونيو / حزيران الماضي، ما أدى إلى إتلاف 14 ألف هكتار من الغابات، بينها أشجار مثمرة ومحاصيل زراعية. ووفق الحصيلة التي كشفت عنها المديرية العامة للغابات, تم تسجيل 576 حريقًا خلال الفترة بين 27 يوليو/ تموز إلى الخامس من آب / أغسطس، التهمت 6607 هكتارات من الأراضي. وكشفت وزارة الداخلية عن تعويض المتضررين الذين مستهم الحرائق, بعد إجراء تحقيقات واسعة, خاصة بعد توقيف ستة متورطين في محافظتي عنابة والبويرة، شرق الجزائر, أضرموا الحرائق بشكل متعمد, بمعنى تورط أيادي بشرية في بعض الحرائق التي مست غابات كثيرة، تمامًا مثلما حدث في محافظة الطارف، شرق البلاد، قبل 48 ساعة.
ومن جانب آخر، كشفت وزارة الاتصال الجزائرية, السبت, عن وضع "خط أحمر" على مستوى الإذاعات، ليكون مخصصًا لحرائق الغابات. وسيكون الخط الأحمر بمثابة جسر للاتصال العاجل من خلال وضع خطوط هاتفية ووسائط إعلامية أخرى في خدمة المواطنين، على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع، لتمكين الإذاعات المحلية من نقل سائر المعلومات الواردة من المواطنين أو المؤسسات، والتي من شأنها المساهمة في التوعية بشأن هذه الأزمة، والوقاية من اندلاع الحرائق والإسراع في نجدة الأشخاص الذين يواجهون الخطر، وتسهيل تداول المعلومة.
وتسببت الحرائق، التي آتت على مناطق وغابات بأكملها, في احتجاجات عارمة على مستوى العديد من المحافظات، سواء تلك التي تقع شرق أو جنوب أو وسط البلاد، بسبب الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي والمياه وشبكات الهاتف النقال, ولازالت متواصلة حتى الآ, حيث أقدم العشرات من سكان مدينة أزفون الساحلية، التابعة لمحافظة تيزي وزو، شرق البلاد, الأحد، على غلق الطريق الرئيسي ردًا على قطع المياه والكهرباء واضطرابات شبكات الهاتف النقال. وشهدت الساعات الأولى من صباح الأحد وقفة غاضبة لسكان منطقة أزفون الساحلية, وأغلق المحتجون الطريق الرئيسي مستخدمين الحجارة وإطارات السيارات, الأمر الذي أدى إلى شل حركة المرور.
وقال المحتجون، في تصريحات صحافية, إن إقدامهم على تنظيم وقفة احتجاجية سببه انقطاع مياه الشرب منذ ستة أيام, وأيضًا الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي, ودعا المحتجون السلطات الولائية إلى التدخل العاجل لإيجاد حل لمشاكلهم قبل تفاقم الأمور. ووجد المئات من السياح المتوجهين نحو تونس, صباح السبت, أنفسهم عالقين في الطريق الوطني 44، الرابط بين بلدية العيون الحدودية ومعبر ملولة على الحدود مع تونس, وذلك احتجاجًا على الانقطاع المستمرة للمياه التي وصلت إلى أكثر من أسبوعين، وقلبت حياة المواطنين خاصة مع الحرائق التي اندلعت في مختلف الغابات المحيطة بهم، وأدت إلى ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة. وأكدت المديرية العامة للكهرباء والغاز, في بيان لها, أن الانقطاعات المتكررة في الكهرباء سببها تعرض خطوط عالية الضغط لشبكة النقل وتوزيع الكهرباء التي تعبر الغابات لأضرار جسيمة، بفعل الحرائق التي نشبت في مناطق عدة من البلاد.
وأضاف البيان أن الخطوط العالية الضغط المترابطة بـ220 إلى 400 كيلوفولت، والتي تمر عبر الغابات، تأثرت بشكل خطير جراء الحرائق الكثيفة في كل من الطارف وسوق أهراس وقالمة وعزابة والقل وبجاية وتيزي وزو وتيبازة والبليدة والمدية. وأدت الأضرار إلى عجز في الطاقة المتوفرة لدى شركة "سونلغاز" على مستوى محطاتها لتقديم خدمات إلى العملاء في ظروف حسنة، وعلى سبيل المثال فإن الحرائق المسجلة شرق الجزائر يمكن أن تؤثر على شبكة النقل في المنطقة، وتؤدي إلى عجز في الطاقة المتوفرة للمؤسسة على مستوى محطة كهربائية، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى نقص في التزويد بالطاقة في جميع البلديات، بما فيها الموجودة غرب الجزائر.