الدار البيضاء : محمد رشيد
عبرت رابطة "ألتراس بلاك أرمي"، المساندة لفريق الجيش الملكي لكرة القدم، عن تضامنها مع الراحل محسن فكري، ابن مدينة الحسيمة، الذي لقي حتفه "طحنًا"، في شاحنة لنقل النفايات، وأثار موته جدلاً كبيرًا في الأوساط المغربية. وأصدرت الرابطة بيانًا شديد اللهجة، يدعو إلى المساواة، تحت شعار "لا للحكرة"، جاء فيه:
''يعترينا ذلك الشعور بالرغبة في التكلم، لكننا نلتزم الصمت، في العديد من المرات، تراودنا الأفكار، وتغمرنا الأحزان كأمواج البحار، تذبح الحناجر داخليًا بالحسرة، عند الإحساس بالقمع و الاستبداد، لكن فكر الألتراس علَّم الناس أن القبر سيوفر متسعً من الوقت للصمت، وأن ليس لنا الحق في التزامه، إن كنا أحياءً، أو الوقوف كالمتفرج، أمام الظلم والغباء، كأفراد من المجتمع، نؤمن بحق الحرية، الفطري في عقولنا، ووقوفنا اليوم في وجه الظلم والطغيان ليس جديدًا على معتقداتنا، لأنه واجب علينا، كأبناء هذا الوطن الغالي، فنحن أبناء الشعب، والمغرب لنا".
وأضاف البيان: "تسلط الأمن ضد الشعب المغربي، واحتقاره لأقصى الدرجات، برزت معالمه في أحداث مماثلة، كالأم فتيحة، والتلميذ يونس، وصولاً إلى حدث الساعة، المتعلق بأخينا الشهيد محسن فكري، مما يجعل الجميع في تساؤل مباشر، أمام هذه الأحداث، هل الاحتجاج على الظلم إيقاظ للفتنة؟، لا، وألف لا، لأن الاحتجاج، وقول كلمة الحق، ورفعها، ما هو إلا تعبير عن الوجود والمسؤولية، و نوع من السلوكيات الحضارية، واليوم كان الشعب المغربي في مستوى هذا السلوك الحضاري، باقتناع و صمود لم نشهد له مثيلاً".
ونفت الرابطة أن يكون الهدف من بيانه هو استغلال الفرصة، من أجل إعادة "الألتراس" إلى المدرجات، حيث أوضح البيان بالقول: "مشاركتنا في النضال ليست بهدف استغلال الحدث، ولا جلب الفوضى، و إنما كانت بشكل عفوي، لنظهر للآلة المخزنية أنها لن تستطيع إسكات الأصوات الحرة، المحتجة على القمع و الظلم، الذي أصبح يعيشه الشعب المغربي، بجميع مكوناته، و أسس مجتمعه، وليعلم الجميع، أن الاستبداد يغير الحقيقة في الأذهان، ليسوق للعامة أن طالب الحق هو إنسان فاجر، وأن المتظلم مفسد، والنبيه ملحد، وأن النفاق سياسة، والتحايل كياسة، هكذا هي الصورة التي يحبون إيصالها إلى الشعب المغربي، الذي رفع اليوم شارة التحدي، بشعارات نضالية من الصميم، نحن أفراد مجموعة ألتراس بلاك أرمي، أبناء الشعب المغربي، في جميع مدنه وقراه، نوضح للجميع أن الحياة بدون نضال لا يجب أن نحياها، ومن يعيش في خوف، لا يستحق الحرية''.