دبي - المغرب اليوم
هذه ليست واحة من جمال عابر للقارات والسنين. إنها مسكن يشعّ ذوقاً وأناقة في دبي التي تعطي دائماً من سحرها. الفيلا حيث نحن هي عصارة عمل المهندسة مايا عون صياد التي انطلقت من لبنان لتنشر أعمالها في الخارج. وقد استطاعت أن توائم بين العصور والحضارات في جوّ راقٍ، جميل وأنيق.
الفيلا في أحد الشوارع الراقية في دبي، ساهمت الطُرُز الثلاثة، الشرقية والعصرية والمغربية، في إبراز جماليتها. فالطراز الشرقي واضح في قالب من العصرية التي تواكب كلّ الأزمنة، من دون أن يملّها المالكون، وهي مطعّمة بنفحة مغربية لكون المالكين الإماراتيين يحبون هذا البلد. وقد استفادت المهندسة من ذلك لتدخل اللمسة الفنية المغربية التي أضفت على المنزل نكهة خاصة اتسمت بالأصالة والعراقة والفن معاً.
المهندسة بطبيعتها تميل إلى التصاميم العصرية، ومثلها أصحاب المنزل، لذا انسجم الذوقان، فجاء الطراز الشرقي والكلاسيكي في قالب عصري ينضح أناقة.
الصالونات الأربعة لكلّ منها ميزة خاصة، جمع بينها الهدوء والانسجام في الألوان والخطوط الواضحة، وازدان كل واحد بقطع وأكسسوار خاص من ماركات أوروبية. وتقول المهندسة: «تعمّدت أن أضع لمسة خاصة في كل جلسة لإضفاء سحر إضافي، وانتقيت القطع من أوروبا، كل واحدة من مجموعة خاصة لمصممين أجانب أو من ماركات عالمية معروفة، من المصابيح إلى الزهريات والثريات واللوحات». وانسجمت هذه القطع مع الأثاث النيوكلاسيكي المستورد من الخارج أيضاً، العملي المريح والأنيق في آن معاً».
ردهة الاستقبال التي تتوزّع منها الصالونات في الطبقة الأولى نجتازها لعبور الدرج الذي يقود إلى الطبقة العلوية، وتستوقفنا لتعطينا نبذة عما ينتظرنا في الداخل، فسحرها خاص لأسباب عدة، أبرزها المساحة الكبيرة المخصّصة لها وعلو السقف الذي يعطيها نوراً وإشعاعاً، كما الأرض الرخام البيج المنقوشة برسوم بنية. في وسط الردهة تربّعت طاولة مستديرة من الخشب، ذات طراز عصري، وعليها استلقت باقة من الورود البنفسجية في زهرية مميّزة باللون الفضي، وحولها مجموعة من الشموع والزهريات الصغيرة الفضية أيضاً، زادت المساحة جمالاً.
وعلى جدار قاعة الاستقبال، علّقت مجموعة من المرايا المستديرة إطارها من المعدن على شكل شعاع الشمس، أضفت نكهة عصرية. وتعلو المرايا طاولة كونسول إطارها من المعدن أيضاً.
من هذه الردهة ندلف إلى الجلسات، حيث المشربيات الفاصلة بين الصالونات مزخرفة بفنّ وذوق رفيع، وقد لعبت دوراً جمالياً وعملياً، معطية كلّ صالون حميميّة خاصة.
إحدى هذه القاعات مجلس للنساء، وضعت فيه المهندسة لمسة من الفرادة والذوق الأنثوي الذي يتلاءم وطبيعة الجلسة. المقاعد وثيرة من القماش المخمل البنفسجي، متشابهة بالشكل والحجم، وقد انسدلت على نوافذها الكبيرة ستائر باللون البيج الحرير، مطعّمة بالورود.
في الوسط طاولة كبيرة عصرية ركائزها من الحديد ووجهها من الحجر البيج. أما في الزوايا فاستلقت على الطاولة مصابيح عصرية قاعدتها من الزجاج الشفاف يعلوها القماش الأبيض.
والثانية أخذت شكل الديوان الشرقي، وهي مخصصة لأفراد العائلة يمضون فيها معظم وقتهم، إذ توفّر لهم كلّ وسائل الراحة الخاصة بهم. وقد اتسمت بلون أزرق سماوي مع مقاعد عصرية.
أما طاولتها الوسط فعبارة عن مجموعة طاولات مستديرة بأحجام متفاوتة، كلها متناسقة من النحاس المشغول والمزخرف. وعلى أحد الجدران مجموعة من اللوحات منسجمة في الألوان والأحجام.
المشربيات الفاصلة بين الصالونات الأربعة وغرفة الطعام مزخرفة بفنّ. وهنا تطالعنا قناطر من الخشب، وإلى الجوانب نوافذ مقفلة بالخشب المقطّع بأشكال هندسية.
الصالونات الجلد شغلت الركن الخاص بالمكتب، فأحد جدرانه من الورق رسمت عليه مجموعة كبيرة من الكتب، مما يعطي انطباعاً بأنه مكتبة عملاقة، من دون أن تغيب عن المنزل المكتبة الفعلية.
إحداها من الخشب الفرنسي شغلت جداراً كبيراً رصفت فيه الكتب القيّمة بدقة وذوق. وتحول جوف إحدى الطاولات في المكتب إلى مكتبة وضعت فيها مجموعة كبيرة من الكتب.
ولا يغيب عن الفيلا مجلس النساء، فهو موجود في الداخل، أما مجلس الرجال ففي مبنى خارجي نصله قبل دخول الفيلا. وقد اتّسم باللون الأزرق الداكن، مقاعده كثيرة ووثيرة من القماش المخمل.
وقبالة المقاعد العصرية جدار شرقي عبارة عن ثلاث مشربيات من الخشب توسطته رسوم. وهذه الرسوم تكررت على قماش الأرائك البيج والبني. وتماشت زخرفات الجدار مع الأرض الرخام التي ازدانت بدورها برسوم بنية ذات لمسة شرقية.
واللافت هنا أن الطاولات توزّعت، وكل مجموعة مؤلفة من ثلاث طاولات مستديرة من المعدن بأحجام مختلفة أمام المقاعد، وهو ما أعطى الجلسة أسلوباً وطرازاً خاصاً.
غرفة الطعام أخذت لنفسها جناحاً خاصاً بها، فهي لا تطلّ على بقية الجلسات، وبدت مزيجاً من العصرية والكلاسيكية. وتطالعنا هنا طاولة خشب اتسمت بكبرها والمقاعد الكثيرة التي ارتفعت حولها من الجلد النيلي، وتدلّت فوق الطاولة مجموعة من المصابيح بألوان مختلفة من الزجاج، أدخلت عليها لفتة عصرية وطرازاً مميّزاً.
جناح غرف النوم عصريّ، يتلاءم بكل مستلزماته مع راحة أهل البيت، خمس غرف عصرية لكل واحدة حمام خاص بها شغلت الطبقة العلوية وغرفة جلوس لأهل البيت.
استطاعت المهندسة في هذه الفيلا أن تطبع بصمة فريدة أدخلت البهجة الى قلوب قاطنيها كما إلى عيون الزوار الذين كانت لهم الفرصة ليمتّعوا نظرهم بفسحة من الجمال والإبداع.