الرباط - عمار شيخي
الراضي السلاوني، وجه سياسي بارز بمدينة فاس، كان قياديا في حزب العدالة والتنمية على مستوى الجهة، وكان برلمانيا باسم العدالة والتنمية خلال ولاية تشريعية سابقة، خلافات تنظيمية مع زملاءه قادته إلى الاستقالة من الحزب، فقبلت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الاستقالة قبل أشهر، لم يكتفي السلاوني بالاستقالة من الحزب، بل أُرغم أيضا على الاستقالة من رئاسة مقاطعة فاس سايس، وكذا من عضوية المجلس الجماعي للمدينة، وراسل "السلاوني" عمدة فاس، ادريس الأزمي الإدريسي، يوم 29 ابريل الماضي، معلنا رسميا عن تقديم استقالته لـ"أسباب صحية"، وذلك بعدما انتخب على رأس مقاطعة سايس، خلال الانتخابات الجماعية للعام الماضي باسم حزب العدالة والتنمية، الذي قالت كتابته الإقليمية آنذاك، إن هناك "اختلاف في الفهم والتقدير حول تدبير الشأن العام المحلي، وإن هيئات الحزب التقريرية والتنفيذية والاستشارية، فضاء يستوعب الآراء المختلفة، والتقديرات المتباينة، ويحسم فيها بالآليات الديمقراطية". وأوضح الحزب الذي يقود تجربة التدبير الجماعي للمدينة بأغلبية مريحة، "الاعتزاز بيقظة المؤسسات الحزبية، وقدرتها على استيعاب جميع المناضلين والمناضلات، وفتح فضاءات النقاش الحر والمسؤول"، مؤكدا على "الحرص على ثقة المواطنين والمواطنات التي عبروا عنها في انتخابات 4 شتنبر، بمواصلة العمل الدؤوب، والحرص على تحقيق تطلعاتهم".
اعتبرت الخلافات التنظيمية للسلاوني مع قيادة الحزب أمر عاديا في البداية، قبل أن تقع المفاجئة التي لم ينتظرها أحد، حين دعا الياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الراضي السلاوني، الكاتب الجهوي السابق للعدالة والتنمية، إلى الترشح كوكيل للائحة “البام” لدائرة فاس الجنوبية في الانتخابات التشريعية المقبلة، واستقبله في المركز العام للحزب بالرباط، يوم الأربعاء 25 مايو الماضي، ليعلن عقب اللقاء، التحاقه رسميا بحزب “الجرار”.
السلاوني، أوضح خلال أكثر من خروج إعلامي، دوافع استقالته من "البام" وانضمامه إلى الأصالة والمعاصرة، وقال غن "الممارسة داخل حزب العدالة والتنمية، تناقض مشروعه السياسي"، وأن الحزب الذي كان يتشدق بأخلاقه ومبادئه، انتشرت به فيروسات خطيرة، لا تهمها مبادئ الحزب ولا أهدافه، وليست من أهل السياسة، وإنما جاءت لخدمة مصالحها وأجنداتها، ولخدمة مشاريعها، ولذلك تدوس كل شيء.. المبادئ والقيم والأخلاق". قيادة حزب العدالة والتنمية اختارت عدم الرد على تصريحات الراضي السلاوني.
ترشيح الوافد الجديد على حزب "الجرار" والقادم من حزب العدالة والتنمية، على رأس قوائم البام بفاس، أثار جدلا كبيرا وسط صفوف الحزب، وأثار غضب أعضاء المجلس الوطني وأنصار حزب الأصالة والمعاصرة بالمدينة، وأغضبت تزكية العمار للسلاوني استياء داخل قواعد الحزب، الذين سارعوا إلى عقد اجتماع طارئ لرفض قرار تزكية السلاوني، قبل أن تطوق قيادة الحزب المشكل، لتقرر بشكل نهائي تزكية السلاوني، مما أغضب المنسق الإقليمي للبام، وقدم استقالته قبل أيام من الحزب، وراسل قيادة الحزب بالتزامن مع تواجده في الديار المقدسة لأداء مناسك الحج.
ويرتقب أن تشهد دائرة فاس الجنوبية منافسة قوية بين مرشح "البام" القادم من العدالة والتنمية، ومرشح حزب رئيس الحكومة، الذي اختار أن يزكي ادريس الأزمي الإدريسي، عمدة فاس ووزير الميزانية.