الرباط - المغرب اليوم
بدأ فوزي لقجع، رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم، يروّج عبر أبواقه أن الأموال الطائلة التي يتصرف فيها بشكل انفرادي هي منحة تلقتها الجامعة الملكية من الفيفا، وليست أموال الشعب المغربي وبالتالي، حسب منطق لقجع، فلا يحق لأي مساءلته حول صرفها.
ردود فعل لقجع جاءت بعد أن بدأت منابر إعلامية قليلة ; الذي وفضل استقلاليته وفضح واستنكار نفقاته الباهظة، والطريقة التي يبذر بها أموال المغاربة على رحلاته وضيوفه، الذين تم اختيارهم بطريقة استنكرها المغاربة عبر الوسائل التواصلية التي اتيحت لهم، ومنها شبكات التواصل الاجتماعي التي دخلت على الخط حيث تطالب السلطات بتطبيق مبدإ ربط المحاسبة بالمسؤولية.
منحة الفيفا التي يتحدث عنها فوزي لقجع، لم تمنح له شخصيا، بل تلقتها جميع الجامعات المشاركة فرقها في مونديال روسيا، حيث تصبح ملكا للجامعة التي هي جامعة للمغاربة وليس جامعة فوزي لقجع وطاقمه.
لذا يجب على البرلمان المغربي والمجلس الأعلى للحسابات مساءلة مسؤولي الجامعة، والآمر بالصرف بها حول أساليب صرفها.
من جهة أخرى، فإن الفيفا تمنح اعتمادات للجامعات العضوة فيها، لتطوير وتشجيع كرة القدم، وليس لصرفها شخصيا في كراء الطائرات الخاصة، والتنقل عبر الفنادق العالمية الفاخرة.
آخر مثال كون لقجع لايبالي بتطوير كرة القدم، تجلت في المنح الهزيلة والمجحفة التي أعطيت لنادي الفتح الرباطي ولنادي حسنية أكادير، حيث تلقى الأول شيكا بقيمة 10 مليون سنتيم، بعد فوز فريقه للأمل ببطولة المغرب، وتوصل الثاني بشيك قيمته 7,5 مليون سنتيم، بعد احتلال فريقه للمرتبة الثانية، كما توضحه الصور التي ينشرها "برلمان . كوم"وتساءل النائب: "لم لا يتم تبني نفس الإستراتيجية وتعميمها على العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتقويتها بالتشريعات والاتفاقيات الثنائية التي ستسمح قطعا بتذويب باقي الخلافات السياسية".
وختم النائب نصه بسؤال لرئيس الحكومة عن"إمكانية طرح مبادرات لتحسين العلاقات الثنائية مع الجارة الجزائر في الجانب الاقتصادي، كخطوة لفتح المجال أمام تذويب جليد باقي الخلافات السياسية بين البلدين". بالتأكيد، يستحي المرء مقارنة قيمة هاتين مع نفقات رئيس جامعتنا، لراحته وراحة مقربيه، ولا نعتقد أن الفيفا ستزكي مثل هذا السلوك.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن كراء طيارة خاصة لرحلة واحدة يتطلب أزيد من 100 مليون سنتيم، وفوزي لقجع سافر على متن طائرة خاصة عدة مرات، في الوقت الذي كان بإمكانه أن يستقل رحلة عادية للخطوط الملكية المغربية أو غيرها.فوزي لقجع يقيم حاليا في أفخر فنادق موسكو، وذلك منذ أزيد من عشرة أيام، على حساب ميزانية الدولة بحوالي 27.500 درهم لليلة الواحدة. وهذه ; تسخر منها جامعات أوروبية غنية، حرصت على ترشيد نفقاتها، احتراما لمواطنيها أولا، وخشية من يوم الحساب ثانيا.
أما مَنحُ لقجع لهذه المبالغ الهزيلة لفرق تقوم بتكوين لاعبين، يمكن أن يصبحوا أبطالا في المستقبل القريب، ويدافعون عن الراية المغربية في المحافل الدولية، مقابل تبذيره لمبالغ مالية طائلة تساوي تمويل موسم بأكمله لفريق حسنية أكادير، فهو ينم وبجلاء عن أن رئيس جامعاتنا لا يسعى بتاتا إلى النهوض بكرة القدم الوطنية وتطوير ممارستها على مستوى كافة الفئات العمرية، بقدر ما يسهر على راحته وترفه.
سلوكات لقجع أصبح يعرفها العادي والبادي، وتتداولها الألسن في سانت بيترسبورغ وموسكو، وفي صالونات الرباط والدار البيضاء، بل إن أغلبية المتسائلين يطرحون نفس السؤال حول فيما إذا كانت ساعة الحساب قد دقت الآن.