الدار البيضاء : جميلة عمر
تواصلت وقائع تبادل الاتهامات بين وزارة الداخلية، وحزب العدالة والتنمية، بعد الحرب الضروس التي اندلعت بينهم في مدينة القنيطرة، حيث اتهمت وزارة الداخلية "البيجيدي" باعتدائها على رئيس المنطقة الحضرية "الساكنية"، وكشفت الداخلية أن أتباع البيجيدي أسقطوا رئيس الدائرة أرضا، وأصابوه إصابات بليغة على مستوى الرأس مساء أمس الاثنين، قبل أن يتم نقل رجل السلطة المذكور في حالة غيبوبة إلى المستشفى العسكري في الرباط.
وتخرج المحامية رقية الرميد المكلفة القانونية بالحملة الانتخابية في مدينة القنيطرة، لتنفي رواية الداخلية، موضحة أن قياد ورئيس الدائرة في منطقة "الساكنية"، تدخلا لتوقيف اجتماع داخلي للبيجيدي في أحد أحياء القنيطرة، وكان هذا اللقاء مخصصًا لتكوين المراقبين يوم التصويت، واحتجت السلطة بكون اللقاء لا يتوفر على ترخيص. وأنه لما اقتحمت السلطة المكان الذي كان مخصصًا لتكوين المراقبين، وحضر مسؤولو الحزب لعين المكان، من بينهم المتحدثة، المحامية رقية الرميد، بصفتها المكلفة بالمتابعة القانونية للحملة الانتخابية بالقنيطرة، وفوجئت كما فوجئ الجميع بأحد الأشخاص لا يبدو على هيئته أنه رجل سلطة، لأنه كان ينتعل خُفًا بلاستيكيًا وسروالًا "جينز".
وقالت المحامية إنها لم تعرف هذا الشخص حينها، وشرع في تصوير اللقاء، قبل أن تقصده المحامية وقالت له من أنت ولماذا تصور، أو على الأقل كف عن إشعال أدوات التصوير "الفلاش"، فجلس الشخص بطريقة هادئة على الأرض وأسند ظهره إلى سيارة كانت توجد بعين المكان دون أن يمسه أحد لأنه لا أحد كان أمامه سوى "رقية الرميد" نفسها، قبل أن تكتشف بأن هذا الشخص هو رئيس الدائرة، واقتربت منه قائدة المنطقة، وبدأ في توجيه التعليمات لها، وشرعت هذه الأخيرة في إجراء الاتصالات.
ولم تخف رقية الرميد، أن هذا الشخص معروف بدعمه للبام وبمحاربته لحزب العدالة والتنمية، خاصة أنه يعلم جيدًا أن حزب البيجيدي لديه شعبية كبيرة في تلك المنطقة بالخصوص، وهو حي الساكنية، ولا يتورع في شن حرب ضروس على العدالة والتنمية في القنيطرة.