الرباط - سناء بنصالح
أكد عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة والأمين العام لحزب "العدالة والتنمية"، أن البرنامج الانتخابي لحزبه يولي أهمية كبيرة لحماية حقوق المواطنين، مشددا أن برنامج حزبه لم تتكلف به أي جهة أو مكتب مختص بل هو تراكم عمل خبراء ومناضلين في حزب المصباح.
وأوضح عبد الإله بنكيران خلال تقديمه للبرنامج الانتخابي الخاص بالحزب صباح اليوم "أن إهانة المواطنين شيء لا يجوز، فمنذ مدة كان المواطن يرى الثروة شيء عادي، أما الآن فقد تغيرت الأحوال، لم يعد مقبولا أن يكون بيننا أشخاص يعيشون ما قبل التاريخ وآخرون يعيشون أحسن من الدول المتقدمة"
واعتبر أن المغرب لا يحتاج بالدرجة الأولى إلى برامج انتخابية، بل "إلى رجال نظيفي اليد، ونزيهين ولديهم الكفاءة"، متحدثًا عن أن الحزب قرّر هذا العام عدم وضع نسبة معينة لتحقيق النمو في برنامجه الانتخابي. وقال إن أيّ برنامج انتخابي لا يكفي لوحده لإيجاد الحلول حتى ولو تم إعداده في وكالة "ناسا" (الفضائية الأميركية)، فالمشكل في المغرب مشكل رجال " تكون عندهم الكبدة" على حد قوله. (تعبير دارج يعني به الحرقة على الإصلاح). وأعطى بنكيران مثال طبيب معين، فقد يكون "كفؤًا، ولكن غرضه ليس العلاج، بل فقط المال". مضيفًا أن حزبه قادر على "تحمل المسؤولية في إنجاز الإصلاح ومقاومة المعادين له مع الانفتاح على المخالفين"، وأن الحزب يعتمد "الديمقراطية والشفافية في اختيار ممثليه، كما ينفتح على طاقات من خارج الحزب".
أضاف عبد الإله بنكيران أن " من لا يحب الشباب ولا يحن عليهم لا يمكن خدمتهم" ، مضيفا " فاليكذب الكاذبون على الشباب وفاليأتوا ببرامج ومسيرات مشبوهة ، فكل هذا سكلل بالفشل ، لأن المشكلة ليست بنكيران، بل يجب حل المشاكل من جدورها .. ونصيحة أن يظل هؤلاء مراقبين بنكران لأن الخوف عليهم "الاصطدام بعمود كهربائي".
ولم يفوت عبد الإله بنكيران الفرصة لـ"تقطير الشمع" على من استهدفه في المسيرة ولو أنه لم يذكرهم بالإسم مشيرا إلى أن المسيرة المجهولة التي نظمت أمس بالدار البيضاء غير مفهومة.
وفي رده على أسباب خروج مسيرة أمس الأحد ضد حزبه، قال بنكيران إنها ليست المسيرة الأولى في هذا الاتجاه، بل سبقتها مسيرات أخرى، منها مسيرة استدعيت فيها نساء من مدن بعيدة للاحتجاج على وجود وزيرة وحيدة في النسخة الأولى من الحكومة، رغم أن لهذه النساء مشاكل أخرى أهم.
وقال بنكيران إنه لا يدري مع من يتحدث بخصوص مسيرة أمس مادام لم يتبناها أيّ طرف، لكنه يتعاطف مع المواطنين الذين شاركوا فيها ولأجلهم أحارب، متوجها بالكلام لهم: "إذا كنتم ضدي عن حق.. أقبل احتجاجكم، لكن إذا تلاعبوا بكم، فأسامحكم"، متابعًا: "تلاعبوا بكم في المسيرة ولم يعطوكم حتى ما وعدوكم به من مال وغذاء".
وحول تدوينة وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، عندما قال إنه لم يعد يُستشار في الشأن الانتخابي، قال بنكيران إن الرميد مخلص لبلاده وملكه ودينه، وكتب تدوينته انطلاقًا من نفسه، غير أن استقالته من لجنة الانتخابات أمر غير مطروح.
وفي كلامه عن الداخلية، تحدث بنكيران عن أنه يبقى رئيس حكومة وتلك وزارة الداخلية، متحدثًا عن أن تعاملها مع مسيرة أمس أمرٌ جاري العمل به منذ مدة، وأنه لا يقتنع أحيانًا بما يقوله وزير الداخلية، غير أنه لا يمكن أن يدخل في خلاف معه، مشيرًا كذلك إلى أن إنجازات الحكومة ليست للحزب وحده، بل للجميع، ومنهم المستقلون وعلى رأسهم الداخلية.
وأعلن بنكيران أنه من غير الوارد أن يتحالف حزبه مع حزب الأصالة والمعاصرة الذي "لم يقصر في الإساءة لنا وإرباك وابتزاز المواطنين والطبقة السياسية"، متحدثًا عن أنه إذا تسلّم حزب الجرار الحكومة، فحزب المصباح سيتجه إلى المعارضة. وتابع أن البرامج الانتخابية يجب أن تنزل إلى الشعب، بدل أن يتم وضعها في الأعلى، معترفًا أن الحزب قرّر الاستفادة من تداعيات نسبة النمو التي وضعها في الانتخابات التشريعية لعام 2011، عندما لم يتم تحقيقها على أرض الواقع، فقرّر هذه المرة عدم تحديد أيّ نسبة نمو في برنامجه الانتخابي، حرصًا على "الموضوعية في استشراف المستقبل".
واحتفى بنكيران بما اعتبره تخفيضَا لنسبة العجز من 7,7 عام 2012 إلى 3,5 في العام الجاري، رغم "الإجراءات القاسية التي أدت إلى هذا الخفض"، متابعًا أن النسبة ستنخفض إلى 3 في المئة خلال العام المقبل، وأن الاستمرار في التوازنات "الماكرو اقتصادية" يبقى في صلب برنامج الحزب للانتخابات المقبلة.
وقدم مسؤول عن الحزب الخطوط العريضة للبرنامج الانتخابي وحصيلة الحزب على رأس الحكومة، متحدثًا عن أن الحكومة ركزت على "دعم استقرار البلاد وعملت على استعادة العافية الاقتصادية وأنجزت إصلاحات اقتصادية هيكلية ودعّمت الفئات الهشة والفقيرة". غير أنه اعترف بوجود تحديات ستواجهها الحكومات المقبلة وهي تفعيل إصلاح منظومة التربية وتشغيل الشباب ومحاربة الفقر والفساد واقتصاد الريع، زيادة على إشكالات في التنافسية ووجود قطاعات اقتصادية ضعيفة، واستمرار ضعف الخدمات الأساسية لسكان القرى والمناطق النائية.
وأشار إلى أن الحزب يركز في برنامجه على دعم النهوض بالقطاع الصناعي عبر عدة إجراءات منها تدعيم الصادرات ومراجعة الإطار المؤسساتي وتسسير الولوج إلى العقار الصناعي، كما يركز على أن الإنسان محور الاهتمام وأداة لتحقيق التنمية عبر إجراءات منها محاربة الفقر والهشاشة وتمكين المواطنين من سكن لائق، زيادة على تحسين صورة المغرب على المستوى الخارجي والارتقاء بالعمل الديبلوماسي.