الدار البيضاء : جميلة عمر
يبدو أن شهية الكتابة باتت تُثير عددا من زعماء السياسة في المغرب ليتحوّل الصراع السياسي بين التنظيمات الحزبية ومسؤوليها، من تبادُل الاتهامات اللفظية إلى المقارعة بالأقلام، فقد وجّه المصطفى المريزق، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، رسالة نارية إلى حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، وتلاها بهجوم عنيف على حزب التقدُّم والاشتراكية وذلك في معرض الجزء الثالث من مقالته "من أجل كتلة الوفاء للتغيير والديمقراطية".
وأفاد القيادي البامي: "إن من أهم ما ميّز عملية ولادة الحركة التقدمية والديمقراطية، هو الضربات الموجعة التي تلقتها هذه الحركة على يد دعاة "الشرعية التاريخية "، مذكرا بـ"حدة التشويه والتزوير في حق مواقف جيل بكامله، ونعت أنصاره بمن "يحاربون فكرة الوحدة الوطنية المعادية للإمبريالية والرجعية و(الذين) يهاجمون الثورة الوطنية الديمقراطية التي يعتبرونها شعارا إصلاحيا وغير ثوري، ويزعمون ضلالة أنهم يعطون الأسبقية لشعار الثورة الاشتراكية. ورفعوا شعار الكفاح المسلح ضد الدولة وغرروا بأفراد سذج فقذفوا بهم إلى أعمال مغامرة فشلت فشلا ذريعا"، ناهيك عن وصف المناضلين بالمتطرفين الذين يستمدون فكرهم من الخارج من أوروبا الغربية التي عرفت بحوادث 1968 و غيرها.
وأشار المعتقل السياسي السابق في مقاله ، إلى أن التهم السالفة الذكر وردت في الوثائق الرسمية لأحد المؤتمرات الشهيرة لحزب التقدم والإشتراكية، والمنشورة في منشورات منظمة 23 مارس، نقد برنامج "حزب التقدم والإشتراكية" (الحزب الشيوعي المغربي)، وهو التنظيم الحزبي الذي يقول المصطفى المريزق، أضحى "يوجه اليوم الاتهامات يمينا وشمالا لشرفاء الوطن بعد أن ارتمى في أحضان النكوصية".
واستطرد القيادي البامي ذاته المثير للجدل قائلا: "وإذا نحن نظرنا اليوم من زاوية التراث النضالي الديمقراطي المشترك إلى ما نعانيه من مشكلة العلاقة مع مثل هؤلاء، فيحق لنا أن نعتز باختياراتنا التاريخية التي جعلتنا نقاطع جحيم من جسدوا مهمات "الدركي المساعد" المكلّف بالحدّ من التجدر في صفوف الجماهير وتعطيل مهام التغيير والديمقراطية والوشاية بالمناضلات والمناضلين.