الرباط - المغرب اليوم
كيفما جاء تماما، لم يغيّر المستشارون داخل الغرفة الثانية في البرلمان من مضامين القانون الإطار الخاص بالتربية والتكوين، التي أوردتها لجنة التعليم في مجلس النواب، على الرغم من التردد الكبير الذي أبداه حزب العدالة والتنمية وحزب الاستقلال، فيما نسفت كل التعديلات التي تقدمت بها المجموعة الكونفدرالية للشغل، لارتباطات تزيد الأمر تعقيدا، وستقضي بعودة القانون إلى مجلس النواب، في قراءة ثانية، وبالتالي الدخول في سيناريو عقد دورة برلمانية استثنائية أو تأجيل خروج النص القانوني إلى دورة أكتوبر.
وغير إمكانية فتح جدل كلامي بين المستشارين، لم يتوقع غالبية المتتبعين للملف أن تأتي الغرفة الثانية بجديد على مستوى القانون الإطار، بحكم طبيعة التركيبة التي يضمها المجلس، فضلا عن ضعف قدرته على مواجهة مشاريع القوانين الصادرة عن النواب، على امتداد الولايات الماضية؛ وهو ما كرسه طبيعة الحضور الباهت للفرق خلال جلسة التصويت أمس الجمعة، فقد اكتفى 50 مستشارا من أصل 120 بـحضور العملية.
أقرأ أيضا :
رئيس البرلمان المغربي يُعلن قرب انتهاء المصادقة على القوانين التنظيمية لدستور 2011
وقال عمر الشرقاوي أستاذ القانون البرلماني في كلية الحقوق المحمدية، "إن القانون الإطار ليس الوحيد الذي لم يدخل عليه المستشارون أي تعديل، فعدد كبير من المشاريع صادقوا عليها خلال مدة تقل عن 24 ساعة"، مسجلا أن "سؤال أدوار المجلس ومدى تأثيره على صناعة القانون في البلد ملح اليوم، لكنه قائم منذ اعتماد نظام الثنائية البرلمانية، خلال نهاية القرن الماضي".
وأضاف الشرقاوي، في تصريح لجريدة "هسبريس" الإلكترونية، "أن المجلسين يعانيان من ضعف التنسيق البيني بشكل جلي، فالوضع القائم يضعنا أمام مؤسستين متفرقتين وليس مجلسين، فقد أقفل النواب أبوابه دون تنسيق مع المستشارين الذي مضى بدوره نحو مزيد من التشريع، على الرغم من أن الغرفة الأولى اختتمت الدورة"، مشددا على أن "إمكانية تعديل القوانين وعلى الرغم م إتاحتها للغرفة الثانية، تقل ضمنيا من قبل مجلس النواب".
وأوضح الأستاذ الجامعي أنه "حتى لو طرح التعديل، فمن المنتظر أن يعود المشروع مجددا إلى مجلس النواب من أجل قراءة ثانية، وهو ما استحضرته الحكومة ومجلس المستشارين على حد سواء، حيث تعامل هذا الأخير بواقعية وأخرج القانون دون مزيد من التأخير، قد يقتضيه سلك مسطرة التشريع".
وأكد الشرقاوي، بخصوص نظام الثنائية البرلمانية، "هو معتمد في الديمقراطيات العريقة بداية ببريطانيا وفرنسا وغيرها؛ لكن الأهم فيه هو التكامل وتوضيح الأدوار، وليس هيمنة طرف على حساب آخر، حيث أصبح مجلس المستشارين قلما أبيض لا لون ولا شكل له"، مشيرا إلى أن "الملك محمدا السادس سبق أن لفت في خطاب له إلى ضرورة تعزيز عمل المجلسين من أجل تجويد المنتوج التشريعي".
وقد يهمك أيضاً :
الرئيس اللبناني يُطالب مجلس النواب بتفسير مادة "إلغاء الطائفية السياسية"
الحبيب المالكي يؤكد أن حصيلة الدورة الربيعية لمجلس النواب تميزت بمنجزات نوعية